تبدو الخدع السياسية في بلادنا أوضح من الواضحات في مساحة هلامية من الوعود الضائعة والمتراكمة والمكررة لا تنطبق عليها حكمة ” في الإعادة إفادة ” !
مطالب المكون السني التي تبناها رسمياً ائتلاف القوى السنية الموحدة الذي يتزعمه رئيس تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر ، مطالب واضحة وصريحة ومكررة وبقدر قربها من الوقائع وحلحلة الاشكالات الا انها تبدو الابعد في تبنيها لدى “الأخ الأكبر” ممثلاً بالاطار التنسيقي الذي ” يجر ويعر ” في حبل التنفيذ حتى بدت الامور كما في لعبة جر الحبل !
حتى يخرج الاطار التنسيقي من هذه اللعبة في تفاصيلها واحراجاتها واهدافها ، وجه رسالة باسم ائتلاف ادارة الدولة ، الائتلاف الذي يضم كل مكونات ائتلاف القوى السنية الموحدة ، الاغرب في الرسالة انها موجهة الى التحالف السني الموحد وكأنه خارج ائتلاف ادارة الدولة !
والاكثر غرابة ان رسالة ادارة الدولة ” تذكر ” الائتلاف السني بان حكومة السوداني قد انجزت 76% من برنامجها الحكومي وكأن ما تبقى من سداد ديون البرنامج الحكومي 14% وهي نسبة المطالب ائتلاف السنّة الموحد ، بدلالة ان أي مطلب من مطالب المكون السني المتعلقة بمقصلة المساءلة والعدالة والعفو عن الابرياء والتوازن وعودة المهجرين ومصائر المختفين قسراً مازالت قيد المماطلة التي يتزعمها الاطار التنسيقي !
الحقوق واضحة وصريحة وممكنة التطبيق في اطار القوانين والدستور لاتحتاج الا الى ارادة سياسية من الأخ الأكبر الذي يعترف دائماً بهذه المطالب فيما يعرقل تمرير تنفيذها في مجلس النواب والاداة الحكومية بما تم الاتفاق عليه في اطار ورقة الاتفاق السياسي ، الاتفاق الذي انبثقت عنه حكومة السيد السوداني .
تقول رسالة ائتلاف ادارة الدولة وكأنه يوجهها لنفسه “اننا نؤكد على احترامنا كائتلاف وحكومة لجميع مكونات الشعب العراق فإننا كنا وما زلنا حريصين على تنفيد ورقة الاتفاق السياسي والمنهاج الوزاري والبرنامج الحكومي، وضمن المدد الزمنية المرسومة” !
وتضيف ردا على بيان ائتلاف السنة الموحد ، أن “ما أشرتم إليه من نقاط تتعلق بمطالبكم إننا نؤكد انها في الطريق للتنفيذ وفقاً للقانون والدستور”..
لم يبق من عمر حكومة السوداني ،التي يطلق عليها حكومة الاطار التنسيقي ، الا اشهراً قليلة حتى ندخل ماراثون الصراعات الانتخابية لتترحل المطالب الى حكومة مستنسخة او جديدة حسب الاهواء السياسية ومقتضيات المصالح الخاصة جداً ، وحينها ينطبق المثل الشعبي العراقي على المطالب السنية ” جيب ليل وأخذ عتابه ” !!
لدى ائتلاف القوى السنية الموحدة اوراقا سياسية قوية ومتنوعة للذهاب بالمطالب من مساحة الجدل العقيم الى مساحة الحلول المنتجة ، الحلول التي تفتح في طريقها وتحلحل الكثير من أزمات البلاد السياسية ، ذلك ان مطالب السنة تنطوي على مطالب وطنية لكل المكونات بما فيها المكون الشيعي !