عندما أعلنت نتائج انتخابات 2021 فوز الكتلة الصدرية ب74 مقعداً تاركةً خٌلفها الاحزاب الشيعية في هرج مرج” تصور التيار ان كل شيء حُسمَ لصالحة” فرسم ملامح حكومته والتي اهمها محاسبة المفسدين مهما كانت عناوينهم ولم يستثني كتلته” وحسم الجدل في قضية الحشد الشعبي لابل مجمل النظام السياسي “ولكن هذا الفوز لم يسعد التيار بل ادخلهُ في متاهات عدة وحدث ما حدث . حتى أصبح الصدرين في مأزق كبير متمثلاً بعدم قدرتهم تشكيل حكومتهم ” على انقاض حكومات المحاصصة” وبدء الطرف الاخر يعدُ العدة للمواجهة المؤجلة و وقرا الرسالة جيداً وفك شفرتها؟ وصار الزماً ان يضع العصي في عجلة باص الأغلبية الوطنية تلك العراقيل جعلت من المستحيل تشكيل حكومة الاغلبية وانتهكت المدُدَ الدستورية وضرب القانون عرض الحائط ولكن هذا لا يعني أن الصدر وحلفاءه اعلنوا رفع الراية البيضاء في خسارتهم الجولة الأولى فما زال الطريق طويل وفي بداياته وأظهروا بأنهم غير مكترثين بما يدور خلف البرلمان لعلمهم أن كل شيء في الدولة لابد أن يمر عبر بوابة التشريع وزئروا كالأسود عندما تستشعر بخطر ما يداهمها.؟ وظهروا بانهم الاقوياء” رافعين شعار “سنقود الدولة من خلال البرلمان” في إشارة ورسالة واضحة للآخرين ” تظاهروا تباكوا قاطعوا افعلوا ما يحلو لكم ” مصيركم أن تأتوا إلى الجلوس معنا بعد عملية الاحماء التي تقومون بها من خلال التظاهرات والتشكيك بنتائج الانتخابات والتباكي عند القضاء وشيطنت وتخوين بلاسخارت وربما يبدو أن الصدر وحلفاءه على ثقة كبيرة من النصر ! لابل بات قاب قوسين وادنى وفعلا كانت هذه ضربة فنان فعلت فعلتها بالاطار الذي ضاقت به الأرض بما رحبت وكيف لا يكون ذلك فقبة البرلمان هي المكان الوحيد الذي سيخرج منه الدخان الأبيض سواء كان بتشكيل الحكومة او رفضها وتشريع وإصدار قوانين ادارة الدولة ويرصد كل دولار يذهب هاهنا وهناك؟ والعقل والمنطق والواقع يقول هذا فان السلطات الاخرى متوقفة اوشبه متوقفة او صامته ومصابة بشلل تام فالرئيسان منتهيان الصلاحية ووجودهما لتصريف الاعمال ليس الا. وليس بمقدورهما اتخاذ اي قرار وان كانت فيه مصلحة للشعب وقد شاهدنا كيف تمكن فريق الصدر من تمرير قانون الامن الغذائي كونه البديل للموازنة التي لا يمكن تمريريها مطلقاً الان وبرغم من أن الإطار حاول جاهداً عدم تمرير القانون متعكزاً بالدستور وافتت المحكمة حيناها بعدم التمرير في النسخة الاولى ولكن في البرلمان كان هنالك خبراء تمكنوا من مناورة الاتحادية حتى حسموا الامر لصالحهم وكان هذا بمثابة اول اختبار لقدرتهم على قيادة الدولة من البرلمان” مما اجبر الاطار ان يحضر حتى يضمن حصته من القانون ولكن تلك النشوة بالانتصار لم تدم طويلا” وخسر التيار الصدري باستقالته من البرلمان تلك القوة التي لم تؤثر علية فحسب بل انها اضعفت حتى شركاؤه وجعلتهم في موقف لا يحسدون عليه ضعفاء تتلقفهم الرياح ذات اليمن والشمال وما أن استيقظ التيار من سباته وشعر بانة خسر جولة ثانية حتى أنقض على البرلمان الذي خرج منه سياسياً ليعود آلية شعبياً بتظاهرات واعتصامات قبل ان يلملم الاطار قوته , فتلك الهدية التي منحتها السماء للاطار أصبحت غير كافية لإسعادهم ليتنفسوا الصعداء بما تحقق لهم الى ان حدث ما يؤسفنا جميعاً كعراقيين مجرد الحديث بة عندما اقتتل الاخوة من أجل السياسة البائسة ولكن حكمة الصدر وموقفه التاريخي الشجاع في ؤد الفتنه اوقف جريان تلك الحرب التي عرفنا بدايتها ولا يمكن لعاقل أن يتصور نهايتها المأساوية ولكن يبقى الجمر تحت الرماد وخوفنا من ريح صفراء توقد تلك الجمرات والعياذ بالله….