رسالة الى السيد رئيس الوزارء الدكتور حيدر العبادي المحترم
في الوقت الذي نبارك لكم ولكل ابناء شعبنا العراقي العزيز هذه القرارات الكبيرة والحاسمة التي تكشف عن انتمائكم العراقي الوطني الاصيل وانتم تزيحون كل الحواجز التي تقطع الطريق امام مسيرة بناء العراق الديمقراطي الجديد .. فاليوم استبشر كل العراقيين خيراً وانتم تتخذون قراركم الجريء باستبعاد عدد من القادة الامنيين عن مناصبهم مؤكدين سعيكم نحو اختيار الاكفأ والانسب والاصلح لمهمة البناء … ومثل هذا الاجراء يجعلنا نتفائل بقدرتكم الكبيرة على محاربة الفساد والمفسدين واعتماد مبدأ المهنية والكفاءة على اساس قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب.
ولكي لا نحشر في صف الشياطين اذا ما بقينا ساكتين عن قول الحق فاننا نقول ان جميع الشرفاء في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ينتظرون صولتكم الحاسمة في وزارةً تقف في مقدمة الوزارات التي ينبغي ان تكون نموذجاً في رسم صورة الوطن بابهى ملامحها لكننا وللاسف ما زلنا نعاني من آفة الفساد المستشري في هذه الوزارة والذي صار يستفحل يوماً بعد يوم لا سيما في هذه المرحلة الانتقالية التي تسلم فيها السيد الشهرستاني حقيبتها حيث مازال العابثين بمقدرات هذه الوزارة والذين اطاحوا بسمعتها ومهنيتها خلال فترة الوزير السابق مازالوا يتحكمون بادارة وتسيير شؤون هذه الوزارة مستغلين بقائهم في هذه المرحلة الانتقالية ليكرسوا جهدهم في حماية وتزويق صورة الفاسدين والمشبوهين في هذه الوزارة انطلاقاً من مبدأ المصالح المتبادلة مع جهدهم في الإنتفاع الى أقصى حد ممكن خشية ان يتم تغييرهم وابعادهم عن مواقعهم القيادية
نستنجدكم يا دولة الرئيس بانقاذ هذه الوزارة التي تمثل امل العراق ومستقبل اجياله فقد استفحل الفاسدون وعشعش اللصوص وللاسف فان السيد الوزير لم يستطع ان يجري للآن اي تعديل او تغيير في ابسط المناصب والمواقع القيادية برغم الفساد الطافح والذي ازكم الانوف ونفخ الكروش وملأ الجيوب بعد ان انهار المستوى العلمي لكل التخصصات وتفاقم الفساد المالي والأخلاقي الذي جعل من هذه الوزارة محل سخرية لما يحدث في دوائرها وكلياتها التي صارت وكأنها مقاطعة خاصة للمدير العام أو رئيس الجامعة أو عميد الكلية والمقربين منهم والمتملقين لهم والمطبلين لجعجعتهم.. هذا الوضع المخجل يشعرنا باليأس من مستقبل العراق ومؤسساته في ظل وجود شخصيات وطنية مثل العبادي والشهرستاني وهي شخصيات تحمل تاريخا نضاليا من أجل تحقيق حلم دولة مؤسسات مهنية..
أملنا بكم كبير وقد ازداد بعد قراركم الجريء بتغيير وابعاد القيادات الأمنية من أجل اختيار الأكفأ والأصلح وانتم تدركون أن أهمية وزارة التعليم لا تقل عن وزارة الدفاع في زمن بناء العراق الجديد وهو يحارب دواعش الشر والدمار والقتل.. ثقتنا كبيرة بان يسجل تاريخ التعليم العالي دوركم بصفحاته المشرقة وانتم تطهرون الوزارة من دواعشها الفاسدين والمفسدين..