23 ديسمبر، 2024 3:54 ص

قياداتنا الدينية ومنحدر ألسنة الاتباع ..

قياداتنا الدينية ومنحدر ألسنة الاتباع ..

أبيات من الشعر أبتدأ بها مقالي النقدي البناء حول ما تتداوله وسائل الأعلام والشخوص الغير المطلعة حول القيادات التي حفظت هيبة العراق.
 وذي سفه يواجهني بجهل …. و أكره ان أكون له مجيبا
 يزيد سفاهة و أزيد حلما …… كعود زاد في الأحراق طيبا ………… ( علي بن ابي طالب عليه السلام )
كيف ينظر المواطن الى أخطاء القائد؟ وكيف يقيمها؟ وكيفية التعامل معها؟ نجد اليوم المواطن يرمى القيادات الدينية بالألفاظ البذيئة التي لا تتناسب مع ثقافة الشعب, أو منهم من يمتلئ جيبه؛ فيمتلئ لسانه نحو تسقيط و التحريض حول الزعماء الذين يلعبون دور أساسي في قيادة السياسة في العراق, ومنهم من نسى دوره كشف الغبار عن أكتاف الطغاة أنذاك.

كان علي بن ابي طالب “عليه السلام” يشير للذين تصدر منهم سلوكيات ومواقف قد لا تنسجم من طبيعة القانون المتبع والمتفق عليه, أو أنه لا ينسجم مع رغبات المواطن, وهم عارفون إن هذه التصرفات تغيظه, لذا نجده يتعامل مع الأخرين بقانون العفو الصفح بما يصدر, لكن العفو و الصفح في العراق يأخذ دور التجاهل بالحق العام, وتجاوز الحدود للسلم الأجتماعي والديني.

لذا نجد على النظام العام للدولة  أن لا يترك هؤلاء بلا محاسبة فأن هذا يفقد الحكومة والمؤسسات والقيادات الدينية هيبتها, و أن لا يكون هذا العفو والصفح مبرر ووسيلة لكي تنفرط الأمور وتخرج عن سياقها وحدودها الصحيحة, فهناك وسائل أخرى في مواجهة المفسدين وبدليل يجب أن يقدم, مع الحزم والوضوح في تطبيق الإجراءات دون ظلم.

المقصود من هذه المبادئ هو غرس الثقة بين القيادي الديني والمواطن على مختلف المستويات الدينية والسياسية, وأن تكون هناك أجواء محبة وثقة و أحترام فيما بينهم, لكي يستطيع الزعيم الديني والسياسي المصلح إن يدفع بالمواطن بأتجاه الألتزام وتفهم القضايا والأبتعاد عن لغة التشنج و الأعتدال في الرأي والالتزام بالضوابط والتعليمات المناسبة.

نجد السفهاء الذين يريدون إن يستفزون العلماء او القيادات الدينية بجهلهم و أساءتهم وشعارات دفعت لها المليارات الدولارات, لكي تتخذ موقف يجعل من القائد الديني تحت قائمة الفساد دون آي ذنب, لكنهم يواجهون سفه هؤلاء بالحلم والموعظة والأستيعاب والأحتضان وسحب كل الذرائع التي من شأنها ان تؤجج الموقف وتخلق ازمات داخل البلد.

لذا على المواطن ان يرى هذه القيادة التي يتولاها رجال الدين ليست تشريفاً او أمتيازاً او فرصة للتوسعة والنفوذ, أنما هي عبارة عن موضع أبتلاء و أختبار من الله سبحانه ليرى كيف التعامل ليلبي طموح المواطن و كيف تخليصه من الأزمات التي يخلقها المسؤول, مع الألتزام بالمعايير المطلوبة لنجاح هذه المهمة القيادية.