23 ديسمبر، 2024 12:17 ص

قوى الظلام وإغتيال الأصوات الحرة في كردستان العراق

قوى الظلام وإغتيال الأصوات الحرة في كردستان العراق

مرت أيام على بيان رئاسة أقليم كردستان العراق للسيد مسعود البارزاني، من خلال توضيح رؤيته لحل الأزمات التي تواجه الإقليم؛ من تفعيل للبرلمان وانتخاب رئاسة جديدة له، وتشكيل حكومة جديدة مؤقتة الى الإنتخابات القادمة، – نظراً لأن الجماهير لا يرى في الحكومة الحالية إلا الفشل والتي لم تجلب معها إلا الفساد والديون على كاهل الشعب – وترشيح شخص أيضا لرئاسة الإقليم الى الإنتخابات القادمة. وحيث ان المبادرة اتت في وقتها المناسب نظرا للركود السياسي والإقتصادي الذي يعيشها كردستان العراق. وقد فاجئتنا يد الغدر والظلام باغتيال د.وشيار إسماعيل امام وخطيب جامع في مدينة اربيل! لاسكات صوت حر وبذر الشر والفتنة في كردستان! فيا ترى ما الهدف من ذلك ومن ورائه من قوى الراكعة للشر والظلام؟ هل هو إسكات للأصوات الحرة فقط؟ ام اخماد لصوت دعوة الخير؟ والذي كان المرحوم المغدور واحد منهم ومع كل الذين تم اغتيالهم من العلماء والاطباء والصحفيين والكتاب سابقا؟ ام هي رسالة الى القوى السياسية لإفشال صوت المصالحة والإعتدال، وخاصة منذ ان تم اختيار الأستاذ صلاح الدين محمد بهاء الدين امينا عاما للاتحاد الإسلامي من جديد، وشد سواعده لكي يقوم بدوره مرة اخرى في الإصلاح، والقيام بمبادارت لإنهاء الأزمات في الإقليم وخاصة ان له تاريخ راسخ في هذا المجال.
فالنكن صريحين قليلا! لإن الجرعات الزائدة من الصراحة يصيب قوى الشر بهيجان! هذه ليست المرة الأولى للاغتيالات، ومع انه نتمنى ان يكون الأخيرة؛ ولكن لن يكون الأخير في كل الاحوال! فلو سألنا من المستفيد من بقاء الأمر لما هو عليه الان في كردستان؟ فمن يكون؟ ان لم يكن اصحاب المصالح من الفاسديين المفسدين في الارض الذين يريدون ان يبقى كردستان متفرقة ومتشتتة ومتناحرة، لا يثق اي قوة سياسية بالأخرى! فهذا ديدن المافيا لا يهمها شيء سوى الاستمرار بنهب الأموال والثروات والسلطة، هؤلاء هم الذين يوجهون كواتم مسدساتهم الى صدور الأحرار، هؤلاء الشياطين قابعين في كل بقعة من كردستان كمصاصي الدماء عل اشلاء ضحاياهم.
ان رئيس الإقليم لكردستان العراق والحزب الذي يمثله من ورائه لديهم علاقات راسخة وطيبة مع الإمين العام للإتحاد الإسلامي الكردستاني وقياداته، بل يعتبر الاتحاد عمليا حليف للحزب الديمقراطي الكردستاني لأسباب موضوعية كثيرة وتخدنقات اقليمية مفروضة على القوى السياسية في الشرق الأوسط. فكلا الحزبين لديهم علاقات وطيدة وراسخة مع تركيا ورئيسها رجب اروغان والحزب الذي خرج من رحمه ؛ وهؤلاء اي الإتحاد مع كل الملاحظات على ادائهم كحزب اسلامي كردي وكبواتهم في الساحة السياسية، مازالوا هم اقرب الناس الى التعقل والحكمة والإعتدال، فالعالم الذي نعيشه الان وواقعه المرير بظاهرة الإسلاميين المتطرفين والمتنطحين وهم ليسوا الا مجانين وأكابر المجرمين، وتخندق هؤلاء واضح وليست لصالح الإقليم ومستقبل هذا الشعب. ولا ننسى ان معظم علماء العراق السنة المغتالين كانوا بأيد هؤلاء الناس خوارج العصر.
فلا يستبعد ان يكون المواقف الذي اتخذه الإتحاد الإسلامي الكردستاني في ازمة رئاسة الإقليم ووقوفه مع الرئيس البارزاني وذلك على خلفية الصغوطات التي مورست من قبل الحكومة المركزية العراقية واقليميا على الشعب الكردستاني بتركيعه بتراكم ازمة الميزانية المركزية وازمة الرواتب وبتحريض واضح بالايادي الخفية السوداء المتخفية بالوان القوس والقزح
في اقليم كردستان! بل ولم يروق للظلاميين مواقف رئيس الإقليم السيد مسعود البارزاني في وقته، ولا مبادرته الجدية الحالية، اضف الى ذلك المواقف الحرة للاستاذ صلاح الدين محمد بهاء الدين. هؤلاء الظلاميون يريدون زرع الفتن بين القوى ومكونات الشعب المثابر الصابر وترهيب بعضهم من البعض اخذلهم الله وجعل كيدهم في نحرهم.
ان الذين يتخندقون في مواقع ضعفهم وانتكاساتهم السياسية والحزبية وتاريخ قاتم في الإغتيالات يدور حولهم الدوائر؟ الا شاهت وجوه الظلاميين والجبناء والغادرين. رحلت يا د.وشيار عن هذه الدنيا الفانية المليئة بالممسوخين من عبدة الشيطان، ومع انني حزين وارى فقدان أحرار من أمثالك خسارة كبيرة لشعبنا، ولكن ان شاء الله تركته وانت شامخ الرأس بعمامتك البيضاء، مدافعا عن الحق والمظلومين وحسبك الله؛ ومن يتوكل على الله فهو حسبه فهنيئا لك لقاء ربنا الكريم. أتذكر السنوات الماضية والتي مرت كالبرق! عندما هددنني شخص وكنت محققا عدليا في محكمة التحقيق باربيل سنة 1999 وقال بوضوح اما ان تخفف وتسكت صوتك او ستسكت بالقوة؟ وفي النهاية لم يبقى لي مجال إلا ان أترك أقليم كردستان لأنني لم استطيع ان أسكت، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، ونعوذ بالله ان نكون منهم، لذا سنبقى صارخين بالحق وفاضحين المفسدين وفي صف المظلومين الى ان يأتينا اليقين.
ان الإيادي السوداء في كردستان الحبيبة لابد ان تقطع وهؤلاء الذئاب والضباع المجتمعين على مائدة كردستان لابد ان يصيدهم الاصوات والقوى الحرة. ان القوات الامنية والشرطة في اقليم كردستان امام امتحان صعب بان يبذلوا كل جهودهم لكي يكشفوا الجناة والجهات التي ورائهم ويفضحوهم للرأى العام لكي ينالوا جزائهم العادل، سائلين المولى ان يتقبل الدكتور وشيار اسماعيل شهيدا والهم اهله واحبابه الصبر والسلون ولا حول ولا قوة الا بالله.