18 ديسمبر، 2024 11:30 م

قوى الإرهاب: وكلاء ليسوا احرارا في قرار الحرب والسلم

قوى الإرهاب: وكلاء ليسوا احرارا في قرار الحرب والسلم

اشتد مؤخرا الصراع او الحرب بين قوى الارهاب، جبهة تحرير الشام، النصرة سابقا والمصنفة على لائحة الارهاب في امريكا وتقريبا اغلب دول العالم، وبين الجيش السوري. احتل الارهاب محافظتي ادلب وحلب، ووصل الى مشارف حماه. في هذا الوقت تدور معارك ضاريةبين الجيش السوري وجبهة تحرير الشام وقوى الارهاب الاخرى المتحالفة معها. قوى الارهاب حتى ساعة كتابة هذه السطور؛ لم تتمكن من اختراق دفاعات الجيش السوري. في وقت او في هذا الوقت قام الطيران الروسي والسوري بتوجيه ضربات الى العمق السوقي لقوى الارهاب. البعض من الكتابات لكتاب عرب تبارك لقوى الارهاب انتصاراته في سوريا، وان هذه الانتصارات لسوف تحرر سوريا من قبضة النظام السوري؛ متناسين ربما بقصد او ربما من دون قصد، في الحالتين؛ ان هذه الرؤية لا تعبر في اية حالة من الحالات عن الفحص العميق والدقيق؛ لما سوف تجره قوى الارهاب على سوريا وعلى كامل المنطقة العربية من ويلات وكوارث، ربما اكثر مما جرته على المنطقة العربية وشعوبها، خلال اكثر من عقدين من الآن، ولصالح مخططات امريكا والكيان الاسرائيلي وحتى البعض من دول الجوار الجغرافي للمنطقة العربية. لا احد يمتلك اقل ذرة من الضمير والوجدان الحي، والقراءة الصحيحة للوضع في سوريا وفي كل الدول العربية، يقول؛ ان النظام السوري نظاما ديمقراطيا، بل هو كما غيره من انظمة الدول العربية؛ انظمة دكتاتورية سواء الحالية او التي رحلت، وان اختلفت قواعد هذه الدكتاتوريات في طريق الحكم سواء انظمة حديثة، او ديمقراطية ليس لها اية علاقة بالديمقراطية الصحيحةاي مواكبة لروح العصر، بأطر واهية؛ لا تحجب الحقيقة، او انظمة طريقة ادارة الحكم فيها، كما كان يدار الحكم في القرون الوسطى. بالعودة الى الصراع في سوريا او الحرب في سوريا؛ هناك البعض ممن يؤكد ان الحرب ربما تتوسع اقليميا او دوليا. بالاستناد الى ان ايران قالت او ان مسؤولوها قالوا؛ ان ايران سوف ترسل قوات لمقاتلة الارهاب في سوريا اذا ما طلبت الحكومة السورية هذا. في هذه الحالة لسوف تشترك قوات من العراق مما يدفع كل من تركيا وامريكا والكيان الاسرائيلي على الاشتراك في هذه الحرب. قبل الخوض في هذا الموضوع؛ ان هذا القول وقائله محل تقدير واحترام، مع التقاطع التام لهذه الرؤية. اولا، ان تركيا وامريكا والكيان الاسرائيلي وربما اوكرانيا؛ هذه الدول هي التي دفعت قوى الارهاب بشن هذه الهجومات على المحافظات في اعلاه. عليه فان هذه الدول هي مشتركة في هذه الحرب من خلال وكلائها، قوى الارهاب. من الجانب الثاني ان الدول اي كل من امريكا وتركيا والكيان الاسرائيلي؛ لا تسمح لهذه الحرب بالتوسع تحت مختلف الظروف، هذا من جهة اما من الجهة الثانية في الذي يخص القول؛ ان قوى الارهاب هذه المرة لسوف تكون متشددة كأنها اي قوى الارهاب حرة في اتخاذ مواقفها في الحرب وفي غير الحرب. انها ليست حرة ابدا، انها اداة استعمارية بيد كل من امريكا وتركيا والكيان الاسرائيلي، ان بتلاقي المصالح، في افتراض؛ انها تستثمر دعم تلك الدول لتحقيق اهدافها، لكنها لن تكون حرة في اتخاذ اي قرار سواء في الحرب او في غير الحرب؛ لأسباب واضحة وضوحا تاما وكاملا؛ ان سلاحها و وتمويلها وتموينها وتدريبها وكل ما له علاقة بالحرب، او بالتموين والتمويل بشقيه العسكري التسليحي او فيالاقتصاد والغذاء؛ عليه فأنها اي قوى الارهاب غير حرة تماما. اما اذا افترضنا من انها تمول نفسها بنفسها، من خلال السيطرة على موارد الارض السورية التي تقع تحت سيطرتها، اقصد الارض السورية قبل هجومها الأخير؛ فما كان لها ان تسيطر وتستولي على موارد هذه الارض السورية؛ لولا الدعم التركي من جهة وفي مكان، والدعم الامريكي من جهة ثانية وفي مكان أخر. ثانيا، ان كل من ايران وتركيا وروسيا على الرغم من اتفاقهم في الذي يخص سوريا، الا انه اتفاق مصلحي فرضته عليهم واقع الاحداث التي فرضت عليهم التوافق؛ لمصالحهم المتلاقية في سوريا. لذلك ليس من مصلحة هذه الدول الثلاث ان تتطور الحرب تطورا غير مسيطر عليه؛ فهذا الانفلات والتوسع في هذه الحرب يلحق ضررا كبيرا وله ابعاد استراتيجية على كل من ايران وتركيا وروسيا؛ وبنفس مستوى وقوة الضرر الذي ان توسعت، وصارت اقليمية او دولية، واصبحت خارج السيطرة؛ على كل من تركيا كما اسفلنا القول فيه قبل عدة كلمات، وامريكا والكيان الاسرائيلي. لذا، فان كل الاطراف سواء الاقليمية او الدولية، ليس لها مصلحة في توسع الحرب في سوريا. ثالثا، ان تحريك الجماعات الارهابية مؤخرا؛ كان الهدف منه او اهداف من تحريكها ومدها بالسلاح والخطط والتدريب والتموين والتمويل، امريكا والكيان الاسرائيلي، وتركيا؛ هو خلط اوراق اللعبة الاقليمية والدولية في سوريا، وتحريك المياه الراكدة في مناطق الصراع على الارض العربية؛ اي تخليق فوضى واضطرابات وقتال وحروب محدودة ومسيطرة عليها. كي تكون قاعدة او اساس للبحث الاقليمي وربما الدولي عن الحلول.. بمقايضات مستقبلية في مستقبل ربما او قد لا يكون بعيدا من الآن، ليس في سوريا فقط او في الارض العربية فقط، بل في الجوار الجغرافي للمنطقة العربية، وفي امكنة اخرى من المعمورة التي تتصارع فيها القوى الدولية.. لابد من اللابد منه في حومة هذه الصراعات والحروب؛ هو غياب غيابا تاما لأي مشروع عربي؛ يحمي بل ينتزع مصالح الاوطان العربية وفي المقدمة منها؛ دولة للشعب العربي الفلسطيني ذات سيادة، بل ان ما جرى ويجري الآن على ارض الواقع؛ هو العكس بالكامل، بصرف النظر عن ما يقال في العلن المتناقض كليا مع واقع ومعطيات هذا الواقع، ومنها ما يجري الآن في سوريا.