18 ديسمبر، 2024 8:03 م

قوميّاً ! : اغذية طازجة وادوية تُلقى بالمظلات للفلسطينيين

قوميّاً ! : اغذية طازجة وادوية تُلقى بالمظلات للفلسطينيين

لا شكّ ولا ريبَ أنّ للمسألة شجون وشؤون تصاحبها فنون .! , ولا تعني الفنون هنا بأنها Artistic وفق الترجمة العربية الضيقة للتعبير عن الفنّ , لكنها تعني المعنى اللغوي الأنكليزي – الأمريكي لمفردة Technical المشتقة من Technology ومعاً وضمنياً من مرادفات التكنيك او Technique .- التقنيّة

ننسحبُ هنا ” تكتيكيّاً ” من الجانب اللغوي الذي له تشعباته , لننتقل الى الجوهر , فقد شاهدنا كلّنا او معظمنا افلاماً – لقطاتٍ فيديوية – تسجيلية لطائراتٍ قطرية , مصرية , فرنسية واماراتية < محدودة العدد جداً > تُلقي رُزم وبعض الحمولات المغلّفة بإحكام عبر المظلات ( كمساعداتٍ لبعض فلسطينيي القطاع او جزء منه ) , حيث تحتوي على كمياتٍ من المعلبات والأغذية الساخنة ! والأدوية , إلقاء هذه الحمولات جرى تحديداً على حافّات الساحل الأيسر من قطاع غزّة المحاذي للبحر وعلى ارتفاعٍ منخفض لتلكم الطائرات , حيث يقومون الصيادون الفلسطينيون ومواطنون آخرون بإنتشالها وإخراجها من مياه البحر قبل ان تجرفها المياه الى الإتجاه المعاكس او نحو عمق البحر .. الدول التي ارسلت هذه الطائرات طمأنت طياري طائرات C – 130 هذه بعدم تعرّض اسلحة الدفاع الجوي الإسرائيلي لهم او عدم اطلاق النار عليها , وذلك ما يشير الى تنسيقٍ مسبق وواضح مع تل ابيب على مرور هذه الطائرات بالقرب من حدود قطاع غزة , وقطعاً ومنطقياً أن لا تكون الموافقة الإسرائيلية بلا ثمن.! , قد تتطلب الإشارة الى أّنّ هذه المواد الغذائية ” التي بعضها طازجة ” لا تصل الى عموم الفلسطينيين في مدن القطاع الأخرى ” من ناحية كمياتها على الأقل ” وستكون من حصة المواطنين او النازحين الذين يقطنون المنطقة بالقرب من ساحل البحر , كما أنّ هذه المواد واحجامها واوزانها لا تسدّ الحاجة لأكثر من يوم او يومين لشريحة محدودة وقليلة من الناس , وبالتالي فإنّ هذه العملية اقرب لتغدو رمزيّة ” ولا نقول استعراضية ! ” وربما لأغراض الإستهلاك المحلّي لتلك الدول ,!

نقطتان أخريتان تتعلّقان بالإنزال المظلي للمعلبات والأدوية وربما مستلزماتٌ اخرى , لماذا لم يجرِ عرض وتصوير ما بداخل هذه الرزم والحمولات قبل تغليفها , ومعرفة كمياتها بشكلٍ دقيق بغية عرضها على الرأي العام العربي على الأقل .!

النقطة الأخرى الأكثر سخونة من سابقتها , فتتمحورعن ماهية ولماذا في هذا الوقت تحديداً لإنزال المعلبات بالباراشوت , وعلامَ لم يكن قبل ذلك طوال الشهور الماضية , والناس هناك تتضوّر جوعاً وعطشاً , مع القصف الإسرائيلي للمستشفيات ونفاذ الأدوية .! لعلّ ذلك ايضا من اسرار الحرب او احداها .!