8 أبريل، 2024 12:38 ص
Search
Close this search box.

قولوا معي..وداعاً للطائفية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان في نيتي منذ الشهر الماضي أن أكتب عن هذه الحالة المشرقة، لكني انتظرت أن تكون هناك حالات مشرقة مشابهة لأكتب وأقول بأعلى صوتي وليس بالهمسات.. إن الطائفية في العراق انتهت!!
الحالة المشرقة الأولى.. بطلها المقاتل في قوة مكافحة الإرهاب فهد بن رباح الذي كان له دور بطولي في تحرير حي الزهراء في أيسر الموصل حيث بقي هناك نحو ثلاثة أشهر وتعرف على ساكني ذلك الحي فعرف فيهم أناسا طيبين وليس كما يشاع عنهم بأنهم “متعاونون” مع داعش.
فهد.. ابن الناصرية تعرف على فتاة من حي الزهراء ولطيبة أهلها قرر التقدم لخطبة الفتاة الموصلية، حيث قال والدها للمقاتل فهد، لابد من آخذ موافقة الفتاة، وبعد فترة ليست بالطويلة كان العرس البهي بين المقاتل فهد من الناصرية والفتاة الموصلية، هذه الصورة المشرقة كانت وراء “تكريم” رئيس الوزراء حيدر العبادي للعريس فهد وعروسه الموصلية (لكن لا احد يعرف نوع التكريم)!
من خلال هذه الحالة المشرقة كنت قد أيقنت ان الطائفية في طريقها الى الاندثار، وبقيت صورة المقاتل فهد في ذهني حتى كانت احداث معارك التحرير في أيمن الموصل حيث كان القتال ضاريا بين ابطال العراق والدواعش الذين اتخذوا من المدنيين دروعا بشرية لحمايتهم من تقدم ابطالنا الميامين، ولما كان عدد العوائل النازحة كبيرا، لذا دعت المرجعية الدينية الرشيدة الى تقديم العون والمساعدة الى العوائل النازحة، وعلى اثر تلك الدعوة تحركت امس الأول من كربلاء المقدسة 1500 سيارة محملة بالمواد الغذائية والبطانيات ومواد إغاثة أخرى نحو الموصل لتوزيعها بين اهاليها الطيبين وهذه أيضا صورة مشرقة أخرى تشير الى حالة التعايش بين أهالي كربلاء مع أبناء الموصل الذين عانوا كثيرا بسبب سيطرة داعش على محافظتهم منذ سنتين مضت!
أما الحالة المشرقة الثالثة التي جعلتني”أستنفر” قلمي لأكتب فهي حكاية البطل (حيدر عبد الرضا) ابن ميسان الذي قاتل لطرد عناصر داعش من منطقة بادوش، فخلال عمليات تحرير المنطقة كان القصف شديدا، حينها سمع المقاتل (حيدر) صوت أنين أطفال الموصل في احد البيوت التي تعرضت للقصف فما كان من المقاتل (حيدر) الا ان يضع بندقيته على كتفه ليهرول نحو صوت أنين الطفل في ذلك البيت ليحمله بل ليحتضنه وسط ازيز الرصاص مهرولاً نحو مكان آمن لينقذ ابن ميسان طفلا موصليا من بين أزيز الرصاص، حيث انتشرت صورة الجندي وهو يحتضن الطفل في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بما ان الصور المشرقة لا تكتمل أحيانا وسط المعارك الطاحنة فلابد من القول ان المصور البطل (مطلك) الذي التقط تلك الصورة المشرقة كان شهيدا بالتقاطه تلك الصورة التي اعتبرت آخر صورة بطولية له!
هذه الحالات المشرقة والصور الزاهية لتعايش أبناء الجنوب مع أهالي الموصل تجعلنا جميعا نصرخ بأن “الطائفية انتهت والحمد لله”!!
قولوا معي إن شاء الله..

نقلا عن صحيفة المشرق

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب