19 ديسمبر، 2024 1:02 ص

قولوا لي .. هل نحن منهم !!

قولوا لي .. هل نحن منهم !!

في كتاب للكاتب الكندي ألن دونو بعنوان (نظام التفاهة) ,يصف فيه كثير مما يحدث في العراق والعالم العربي ,فمن هم التافهون وكيف ولدوا وتوالدوا وصار عددهم كثيراَ ! لغتنا العربية تحدثنا ان الانسان الذي يحمل صفة البلادة أي بليد لا قيمة لما يفعل ,هو انسان تافه ويأتي منها مصطلح تفوه بكلام لا طعم له ولا ذوق .. يمكننا ان نقول ايضا كلام فارغ لا يسمن من جوع! ولن نعطي بقية المعاني الاخرى كي لا نتهم بالاساءة للاخرين فنحن نقصد في مقالنا قلة العقل والحيلة والتدبر بحيث يفشل في وزن الامور وتحليلها تحليلا صحيحا يوصله لايجاد الحلول والطرق التي يجب ان يتبعها . كاتب المقال يصف التافه بانه انسان عادي لا يلمع بأي مجال او موهبة الا بالتفاهات , وظهرت هذه الظاهرة بالتسعينات عندما تطورت الماكينة واصبح كثير من عملها تلقائيا فاصبح العامل يديرها من غير ان يفهم كيفية عملها او ما تنتج الا المهندسين المتخصصين فوجودهم ضروري لكي يقوموا باصلاح أي عطل وحتى هؤلاء فبينهم من يقوم باستبدال الة معطوبة باخرى جديدة فقط ولا يفهم اصلاحها واعادتها للعمل من جديد..في عراقنا تجد أن أغلب التافهين هم من المشهورين , فالسياسي التافه يحيط به مجاميع من البشر التافهين للاعلاء من شأنه لانه التافه الاكبر فيهم وهم بحاجة لمن يقود تفاهتهم فتلاقت المصلحة هنا بين السياسين واتباعهم فالسياسي يحتاج لمن يعلي من شأنه والتافه يحتاجه لكي يحقق مصلحته وغرائزه وهكذا بنوا مجتمعا عراقيا غريبا يحكمه ويتبعه تافهون متواطئون فيما بينهم .لذلك نرى المرجع الخائن او السياسي العميل الذين لا ينطق الا تفاهات لهم من الاتباع الذين تعجبهم الكلمات والقصص والمسارات التافهة التي يطلقها هؤلاء السادة حتى واِن ضحكوا عليها في قرارة انفسهم فاما اتباع طائفي أعمى او مصلحة تافهة كأن يقال له انتخبنا وسنجعلك تستمر بضرب رأسك بالطبر او بالنعال وهو فرحان لأن ذلك يشبع روحه الدونية والتفاهة التي يحملها بنفسيته فلقد تربى على الاذلال و التفاهة والا لو تم تعليمه حب الوطن والكرامة الشخصية وحب الذات القويم والمساوات وحب البشر وأحقية الاخرين بالعيش بسلام أي حب ما للاخرين كما تحب ما لنفسك لما وجدنا هذا الكم الهائل من التافهين الخونة والعملاء والطائفيين العنصرينوما صاحبه من قتل وسرقات وجرائم عديدة .
لذلك فالمحتل الامريكي والفارسي جاؤوا بمجموعة من التافهين لأنهم يعلمون ان التافه لا يعرف كيف ينتج ولا كيف يبني ولهذا شاهدناهم شاطرين فقط في سرقة المال العام وتحويل خزينة الدولة لجيوبهم الخاصة ولمن يأمرهم من بتوجيهها من اسيادهم الخبيثين ولأنهم يحتاجون كما قلنا الى مجاميع تافهة فهم يصرفون عليهم الاموال الطائلة من أجل كسب ولائهم وتلميع صورتهم ومدحها .! ولذلك فلقد تخصص الاعلام وبنجاح من أجل الترويج لهؤلاء التافهون باعتبارهم شخصيات هامة تحكم بلدا مثل العراق فاصبحت القدوة لكثير من التافهين الذين بدأت تنمو في عقولهم كل الصفات السيئة التي تتوفر بقادة العراق الجدد .

حدد لنا كاتب الكتاب التافهين بانهم خمسة هم: ما اسماه بالكسير وهو من يرفض النظام والحكام لكنه ( ينسحب ) بدلا من أن يرفضه بالتعبير والوسائل الاخرى المتاحة وربما تنطبق على من لا ينتخب ايضا! ,, ثانيا التافه بطبعه وهؤلاء الذين توالدوا واصبحوا يصدقون نظام العملاء الفاسدين في كل ما يقولون . وثالثا المتعصب وهو الباحث عن مكانة عالية له وسط نظام التفاهة والاجرام هذا أو خارجه سواء كان يتبنى الحكم أم يعارضه ! وهؤلاء يعتبرون كل ما يهدد هذا النظام هو تهديد عليهم ( ربما يشمل هذ بعض كتاب المعارضة الذين ربما يعتبرون ان نهاية هذا النظام هي نهاية لهم لذلك فكتاباتهم تخدم النظام أكثر مما تحرض الناس على تغيير الحكم بالعيني او بالاغاتي أي بالقوة او بوسائل اقل منها قوة. .. رابعا التافه رغما عنه وهم المغلوبين على أمرهم ممن تضطرهم ظروف العيش على السكوت ومجارات الحكام.واخيرا الطائش وهو من ينتقد هذا النظام لكنه يعمل به ويتعايش معه وينفذ مايريد من غير دراية واستدراك فقد يعتبر نفسه انه يناضل من أجل الاطاحة بهذا النظام لكنه يناضل من أجل العمالة أي ان يكون عميلا له ,ينتقد كي يقوموا باسكاته عن طريق اغرائه!..أما الذي يتعايش معه فهو يكيف نفسه لابقاء الوضع كما هو حتى يستمر هو ينتقد من مكان بعيد .
المهم الان من كل ما كتبناه أن نجيب بصدق بيننا وبين انفسنا : أين نضع أنفسنا حسب تصنيف ألن دونو ؟!! سؤال قاسي جدا ,, ربما للبعض .

**سطر يتعدى الموضوع: الكفاح المسلح الطريق المختصر للتغيير نحو الاحسن.