18 ديسمبر، 2024 7:52 م

أسئلة كثيرة ومحيّرة تعذبني وتؤرقني ولم أجد لها جوابا شافيا مقنعا مع نفسي ومع الاخرين ، واعتقد ان هذه الاسئلة تؤرق كل الذين لديهم ( غيرة ) على وطنهم . فمنذ التغيير الذي حصل في العراق عام 2003 كانت هناك في مخيلتنا امنيات وردية في مقدمتها ان يسود الامن والامان والرفاهية في ربوع الوطن الغالي المعذب الجريح … فأين نحن الان من تلك الامنيات الوردية ؟؟ واين الامن والامان ولماذا فقدنا هذه ( النعمة ) ؟؟ ومنذ ذلك التاريخ مع الاسف ولحد هذه اللحظة تترد كثيرا وبلا خجل وعبر اجهزة الاعلام وفي تصريحات المسؤولين ، نبرة مقيتة اتمنى ويتمنى الاخرون ان لايسمعوها ، الا وهي نبرة الطائفية البغيضة والعنصرية والتي جلبت لنا كل الويلات والفوضى والصراعات وذهب ضحيتها الالاف من الابرياء .. أليس كذلك ؟؟ لقد زُكِمت أنوفنا من تكرارها يوميا … الشيعة .. السنة .. الكرد … حصة الشيعة ، حصة السنة .. حصة الكرد وكأنَّ العراق غنيمة يراد تقسيمها على أسس طائفية وعنصرية ومناطقية … وهل ان الشيعي يحمل جنسية غير جنسية السني او الكردي وووو والتركماني … ولماذا يتكرر هذا السيناريو البغيض والمقيت ؟ أليس الكل عراقيين ؟؟ أقول ويعتصرني الالم ان تصريحات بعض المسؤولين مازالت لاتخلو من العزف على هذا الوتر المشروخ والتي نشم من خلالها رائحة التخلف والتفرقة والضغائن …. ومع احترامي وتقديري العالي لكل الخلفيات الدينية والمذهبية والعرقية أقول ( الدين لله والوطن للجميع ) فلماذا هذا الاصرار على العزف على تلك الاسطوانة المشروخة التي لا ولن يستفيد منها غير الاعداء والذين لايريدون للعراق خيرا ؟؟ والسؤال هنا هل ان مايحصل هو تعبير عن الديمقراطية ؟ وهل ان الديمقراطية تعني اشاعة الفوضى والتفرقة والصراعات المذهبية والعنصرية ؟؟ ان الديمقراطية أرفع وأسمى وأبهى من ما يتوهم البعض من جهلة السياسة والمتخلفين والذين جاؤونا ( بالعباءة ) الطائفية والعنصرية والذين كانوا السبب في تدمير البلد وارجاعه مئات السنين الى الوراء … نعم هم كذلك … فمتى نصحو من سباتنا ؟؟ ومتى تصحو ضمائرنا ؟؟ ومتى نغسل عقولنا ونفوسنا من الصدأ ؟؟ ومتى نضع العراق في حدقات عيوننا ونعيد اليه شموخه وبهاءه وكبرياءه وتاريخه … ؟؟ كلنا عراقيون .. شعب واحد من ذرى كردستان الى رمال الفاو .. وتحت خيمة واحدة وتحت شجرة واحدة باسقة نستظل في ظل افيائها الوارفة ، أما الفرق بين احدنا والاخر هو بالوطنية والنزاهة والكفاءة والشرف والتضحية والعطاء ، هذا هو الميزان والمعيار … نعم هذا …
ان مسألة الطائفية لانريدها بعد الان ان تطفو على السطح وعلينا وأدها ودفنها واجتثاثها من أجل تفويت الفرصة على مريديها والمطبلين لها لأنهم لايملكون بضاعة اخرى غير تلك البضاعة الفاسدة التي تسبب السرطان …
لانريد لأطفالنا ان يتربوا تربية خاطئة مبنية على الفرقة والعداوات والضغائن .. نريد ان نعلمهم ان الوطن واحد والشعب واحد وعلى الحكومة القادمة ان تقوم بتشريع القوانين الصارمة والحازمة الهدف منها ردع ومعاقبة كل المروجين والمحرضين لمثل تلك النعرات من الذين لابد ان تُكشف الاعيبهم ويسقط رهانهم الخاسر
ولابد ان تندحر كل مؤامراتهم بتكاتف وتعاضد ابناء الشعب الغيارى بكافة اطيافه من اجل ان تنتهي محنة العراق الجريح … وكلنا عراقيون وسنبقى هكذا وتركيبتنا الاجتماعية تمثل نسيجا جميلا كألوان ( القوس قزح ) …………. السلام عليكم