منذ أعوام طويلة و تحديدا منذ بدأت المواجهة الضارية و الفريدة من نوعها بين منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة و نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يستند على نظرية ولاية الفقيه، حيث إستخدم النظام کل مابوسعه من وسائل و طرق و أساليب ضد هذه المنظمة التي تأسست في عام 1965، وکان لها دور محوري و أساسي مشهود له في مقارعة النظام الملکي السابق و إسقاطه، وصلت الى حد تحريف و تزييف تأريخ المنظمة و إلصاق شتى التهم بها من أجل إنهاء دورها و حضورها الشعبي المميز داخل مختلف أوساط الشعب الايراني.
هذه المواجهة الضارية التي دارت و تدور رحاها بين هذين الطرفين، لم تجري على على صعيد واحد فقط وانما على عدة أصعدة، فهي مواجهة عسکرية و سياسية و فکرية و إعلامية يشار لها بالبنان، وعلى الرغم من عدم التکافٶ في إمکانيات الطرفين و ميلان الکفة لصالح النظام، لکن الذي أدهش العالم کله و أطار صواب النظام نفسه، هو النجاح و الموفقية المميزة لقادة المنظمة ولاسيما السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في إدارة هذه المواجهة و الاستمرار فيها و تحقيق إنتصارات و مکاسب سياسية و إعلامية و فکرية لم يستطع حتى النظام نفسه عدم الاعتراف بها.
المثير في هذا الصراع هو إن النظام و خلال أکثر من 36 عاما، دأب بين الفترة و الاخرى على إطلاق تصريحات نارية غريبة من نوعها تشدد على إن منظمة مجاهدي خلق قد إنتهت تماما ولم يعد لها من وجود، وهذه التصريحات کانت تتزامن و بشکل ملفت للنظر مع نشاطات و تحرکات سياسية و فکرية للمنظمة على مختلف الاصعدة، والانکى من ذلك إنه و بشکل موازي مع إطلاق تلك التصريحات، کانت هنالك أيضا تصريحات و مواقف غريبة من نوعها تصدر عن قادة و مسٶولي النظام نظير تحذير أولياء الامور من مراقبة نشاطات أبناءهم و أخذ الحيطة و الحذر من الانضمام لمنظمة مجاهدي خلق!
بعد إنتفاضة عام 2009، والتي هتف خلالها الملايين شعارات الموت لنظام ولاية الفقيه و يسقط الولي الفقيه بالاضافة تمزيق و حرق صوره، خرج المرشد الاعلى للنظام و بعد أعوام من تطبيل و تزمير وسائل الاعلام الرسمية من إن منظمة مجاهدي خلق لم يعد لها من وجود، ليصرح بأن منظمة مجاهدي خلق کانت وراء هذه الانتفاضة!
خلال الايام الاعوام الماضية، صدرت الکثير من التصريحات و المواقف المتضاربة و المتناقضة من جانب قادة و مسٶولي هذا النظام بشأن منظمة مجاهدي خلق بالصورة التي تصورها وکأنها لاعلاقة لها بالشعب الايراني ولاتستمد قواها منه، فقد أثبتت الاحداث و التطورات من إن هذه المنظمة تعکس قصة الشعب الايراني بحد ذاته و ليس قصة تنظيم سياسي محدد وإن الدور و النشاط الملفت للإنتباه الذي لعبته شبکاتها الداخلية في سائر المدن الايرانية أثناء مسرحية الانتخابات التي جرت في 19 من هذا الشهر، أثبتت و بمنتهى الوضوح من إنها قوة سياسية في مستوى المسٶولية وإنها تعبر عن الشعب الايراني و تجسد آماله و طموحاته وقد کانت و ستبقى أمله الاکبر في تحقيق التغيير الجذري الذي يحلم به بإسقاط هذا النظام.
[email protected]
کاتبة مختصة في الشأن الايراني.