داعش ليست مدعومة من الامم المتحدة والمجتمع الدولي , وهي لا تمتلك قوة جوية ولا طيران جيش ولا دبابات ولا تشكيلات عسكرية ظاهرة للعيان , بل هي عصابات تختفي بالجحور والانفاق تظهر عندما تقتضي حاجة المعركة المباغتة , ولكن الانطباع السائد عنها هو القوة والتماسك وتحديد الهدف زمانا ومكانا …. بالامس معركة الموصل بدءت , ولكن فيها التقدم خطوة خطوة ليس كما يدعى بالحفاظ على سلامة المدنين , فهل المدنين تقدم لهم داعش اغصان الزيتون والورد فيما مضى ؟ بل التقدم يتباطأ لشدة المقاومة …لاحظوا الموصل تسقط بساعات بيد الدواعش دون اضرار تصاب بها المدينة , ولكن استعادتها يتطلب ليس ايام واسابيع بل اشهر وربما اكثر من ذلك ,واذا استعيدت فستكون مدمرة ومدينة اطلال , ماذا يعني هذا ؟ اين العلة بالقوة ؟ واين السبب بالضعف ؟ بتعبير ادق ماهي مكامن القوة في هذا وثغرات الضعف عند ذاك , هل لان الدواعش شجعان وبسلاء ؟ ابدا هذا الكلام غير صحيح , فالذي يرتدي ملابس النساء ويتخفى مع النازحين لم يمتلك ادنى ذرة من الشجاعة والرجولة , اذن اين سر القوة ؟ انه في الحواضن حيث عامل الارض والناس الذين تحالفوا مع داعش كمقاتلين او ادلاء ومرشدين , والا كيف يستطيع الشيشاني والافغاني والباكستاني وحتى العربي ان يتحرك وينفذ اعماله الاجرامية دون ان يكون مصحوبا بمرشد ودليل ؟ لم نسمع عن اي تحرك عشائري واسع ضد داعش فعلا , وما حصل فهو حالات شاذة والقاعدة لا تبنى على الشواذ , وداعش ليست مشرذمة كما يصور بل منظمة واستطاعت ان تجعل العشائر تبعا لها بحيث لم ينجح اي حزب او تجمع سياسي في المثلث الغربي مثل نجاحها .
لقد خلقت داعش دائرة مغلقة ذات اهداف موحدة ومعلنة ويروج لها اعلام طائفي متمكن والدول الخليجة تمدها بمستلزمات استمرار المعركة ماديا ومعنويا , كما ان داعش لها قيادة واحدة ومشروع وقضية وهدف يتمثل باقامة الخلافة الاسلامية الكبرى , ويدعمها ساسة هم الاقوى في العملية السياسية رغم ان شعبهم مهجر ومهاجر ومثلثهم الغربي بيدها , لكن هم في منتهى القوة والحقيقة انهم جناحها السياسي وقوتهم من قوتها …
ان الحكومات على مدى السنوات المنصرمة فشلت في تحشيد العشائر ضد داعش رغم الاموال التي انفقت والاسلحة التي وزعت بالاخص الصحوات التي بلغ تعدادها اكثر من 50 الف تبخرت في ليلة وضحاها بل بعض الاسلحة تسربت للدواعش فوجهت رصاصها لصدور المقاتلين الشرفاء .
لقد فشلت الحكومة بتصورها ان تشتري ذمم سياسين ورجال دين وشيوخ عشائر سنه لحشدها ضد داعش , لكن النتائج جاءت بالعكس , فهؤلاء حصلوا على الامتيازات والاموال , لكن المنطقة سقطت بيد داعش .ان شراء الذمم ينطبق على بعض سياسي الشيعة لانهم ممثلين عن مصالحهم الحزبية والمالية واجنداتهم الخارجية وليس ممثلين عن مكونهم.