لا يختلف اثنان في مساءلة اين يمكن ان يكون العراق قويا ومقتدرا في حضن امته العربية وامتداده الجيوسياسي القومي او بالاعتماد على امريكا وايران. لان مقارنة بسيطة ستكشف لنا ان العرب لايريدون الا الخير والاستقرار والتقدم للعراق بينما عملت امريكا وتبعتها ايران في ذلك على اذكاء النعرات الطائفية والعنصرية والاقتتال والاحتراب بين ابناء الشعب الواحد بحيث سالت وما تزال دماء كثيرة وعزيزة نحن بامس الحاجة اليها في بناء حاضر ومستقبل العراق الذي اصبح على كف عفريت كما يقول المثل العربي. ان الاحتماء بالعشيرة كان يمثل عامل قوة للافراد وان اكبر هم للفرد اذا ما تم هدر دمه من قبل عشيرته بحيث شكل احراجا لها امام القبائل والعشائر الاخرى لفعل ما فعله بقصد او من دون قصد بحيث يظل هذا المطرود خائفا يترقب الى ان يتم احتواء الموقف وتسوية الامور معه ومع الاخرين. لقد كنا في ايام الشباب والفوران الثوري ليس لنا شاغل الا هموم امتنا العربية حتى اصحبت مجريات الاحداث في العراق لا تعنيينا بقدر ما يعنينا الحدث القومي والعربي وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينة التي كانت تأكل وتشرب معنا ليل نهار وهي القضية التي لا يتحدث بها اليوم اي احد من الاحزاب المسكة بالسلطة بالعراق فقد تم نسيان فلسطين وبدأنا نتحدث عن ولاية الفقيه ونحاسب على رسم صور للمرشد الايراني خامنئي ونهاجم السعودية وقطر ونحمل العرب وجامعتهم العربية مسؤولية تدهور الاوضاع السياسية والامنية في العراق في خطوات مدروسة لاحداث القطيعة مع محيطنا القومي والعربي في وقت لا نبرح فيه في اتخاذ خطوات للتوئمة مع ايران ونضاعف من التبادل التجاري والاقتصادي معها ونشتري منها حتى النفط الموجود عندنا اصلا. لقد تم اتباع سياسية قطرية مقيته حاولت ان تكرهنا في كل ماهو عربي وتتعمد تشويه الحقائق وغرس روح من اللاقومية في نفس كل عراقي يساعدها في ذلك تدخل ايراني اكتسح ليس فقط الدولة العراقية وانما عشعش في جميع الشوارع والازقة بالبلاد مستفيدا من الارضية التي هيأتها له الاحزاب الدينية التي منحها الامريكان الحكم والسلطة في نهج مدروس لتمزيق العراق وشرذمته تحت يافطات الديمقراطية المزيفة والخادعة وهم يعرفون جيدا ان الارضية والظروف في العراق غيرمهيئة ابدا لاي عما ديمقراطي كمن يزرع بذور الصيف في الشتاء وبذور الشتاء في الصيف فالارض البور لايمكن ان تنتج قمحا او شعيرا. لقد ساهم اتباع سياسية من قبل الاحزاب الحاكمة في الغاء هوية العراق العربية والقومية الى ليس فقط فقدان التوازن الروحي والمعنوي لدى غالبية من العراقيين وانما زيادة في تخبطهم بسبب فقدانهم للحس الوطني وذلك للارتباط الموجود بين الحسين الوطني والقومي فليس هنالك مدافعا عن وطنيته وبلاده يقبل ان يهان محيطه القومي واي قطر عربي ولهذا ضاعت على العراقيين المشيتين الوطنية والقومية وتحولنا مع الاسف الى الطائفة والمذهب وبدأنا نتفاخر بكوننا سنة او شيعة اكراد ام عرب ام من قوميات اخرى. اما الامريكان فالاعتماد عليهم كمن يعتمد على الماء في الغربال لانهم لا يريدون سوى تدمير العراق وتخريبه والوصول به الى اسفل السافلين وتحقيق مشروعهم التقسيمي والتجزيئي وتحويل العراق الى عدة دويلات هزيلة وضعيفة تتناحر فيما بينها ولا ادل على ذلك سوى تلويحات وتلميحات مسعود بارزاني باعلان الدولة الكردية رغم كوني احمل المالكي المسؤولية الكاملة لدفع البارزاني لللاسراع في تنفيذه حلمه القديم الجديد. وانطلاقا من كل ماتقدم فليس من طريق للعراق للنجاة من كل ما يعاني سوى العودة الى حضن امته العربية والتفيئ بظلالها واستمداد القوة من ارادتها والعمل الفوري على اعادة كتابة الدستور وتضمينه اشارات صريحة على عروبة العراق لان الدعوة لاستعادة هويتنا العربية هي ليست للدفاع عن الهوية فقط بل لان ذلك سيؤدي الى القضاء على الطائفية وتعزيز المساواة والعدل وضمان الامن والامان لكل العراقيين وهو ما نحن بامس الحاجة اليه.