منذ زمن ليس بالقريب عرف التاريخ العراقي بالتقلبات والمخاضات العسيرة, وصراعات ساحته مسرح لها لطمس تاريخ اول حضارة للبشرية وإشراقة شمس, وفي العصور الحديثة ومغامرات الحكام للحروب الهمجية، وطيلة هذه الفترة لا يتكلم الاّ بالسياسة ولا ينام الاّ على أخبار المذياع, وبعد 2003م وثورة القنوات الفضائية والإتصالات, والقلق الذي يعيشه من جراء الهجمة الهمجية للإرهاب, تعود سماع الأخبار ومتابعة التقارير, ما يحدث في المنطقة الأقلمية والمشهد السوري بدأ يسيطر على الأغلب من المواطنين, والتهويل االأعلامي أخذ منحى خطير, المواطن يتابع الأحداث وتقال الحكايات والتوقعات المخيفة, وشيء جيد ان يهتم الأنسان بالقضايا الإنسانية والقضايا المشتركة مع الشعوب من تاريخ وجغرافية وأقتصاد, ولكن طغيان الخوف جعلته يترقب البعيد وربما يشعر إنه اخطر من ذلك الإرهاب الذي يذبح العشرات يومياّ, ولا نشك بوجود تقصير وخلل في بناء المؤوسسات ومنظومة الدولة , ولا ننكر التقصير الواضح تجاه خدمة المواطن, ولكن حين الجد العراقيون يد واحدة وعلى مر التاريخ لمواجهة الأخطار الخارجية, ويشعرون إن الدفاع عن الدولة دفاع عن الوجود والماضي والحاضر والمستقبل, وقد يختلفون في الجزئيات والفرعيات, ولكن لا يختلفون في دفاعهم عن وطنهم ومشروعهم, وحياتهم الإجتماعية وعاداتهم وتقاليدهم, وإن استفزازهم إستفزاز الأسد في عرينه ينتفض وينفض الغبار ويقدم الغالي والنفيس, وعمل الأرهاب على تفكيك وحدته وتهويل للأخطار وزرع الخوف في القلوب, وسيناريوهات عديدة للمشهد العراقي مع تطورات الأحداث في سوريا, في رؤية قاصرة وبعيدة عن الشمولية وقراءة التاريخ العراقي, روايات وحكايات تحاول ان تهزّ كيان الدولة وتثير الفتنة الطائفية, في بلد إمتد في عمق التاريخ وعرف بالثورات والوحدة والمجابهة بقواه الوطنية وشعبه الغيور, يملك من عناصر القوة التي كانت مثار للشعوب ومكامن القوة من جذور تاريخه الحضاري الطويل والعمق الإنساني, لم يستخدمها للتلويح والتهديد والدخول في مهاترات ولكن الأنظمة وسياسات المنطقة فرضت عليه خوض غمارها, وزهد القوى الأخرى بصلابة المواطن, ولم تعطيه الوزن الكافي, وفي هذه الفترة التاريخية المهمة والهجمة الشرسة التي يقودها الإرهاب ضد هذا الشعب البريء, حاول ان يستغل العجز الحكومي والنفوذ من المناطق الهشة التي يتعشش فيها الفساد والأفكار المنحرفة ليفتت وحدته ويبدد قوته في مناطقيات وطوائف وأقوام, ولكنه قوي بشبابه وعقائده في الشجاعة والتضحية والدفاع عن كرامة الوطن ووحدته, لم يكن ذلك الدفاع طاريء في المنطقة والتاريخ, ولم يكونوا لقمة سائغة للاعدا, وإنه شعب يرفع راية السلام والمحبة والتسامح , وفرق بين السلام والإستسلام, قوته من تاريخ حافل بالثورات والخيرات, كان مرمى المؤامرات والخيانات, وتفريق وحدة الصف وإخافة الشعب لكي يبقى بدون بناء, وبذلك تنقل المعلومات المفبركة والمهولة, وربما بعضها تنقل الى صناع القرار والأجهزة الأمنية, وتسربت بين المجتمع تلك الاشاعات والحرب النفسية لزعزعة العراق, وكل هذه المعلومات والتهويل تصب في مصلحة الأرهاب وغايته اخافة الشعب وتفكيك وحدته.
السيناريوهات التي تروج وتلوح بالأخطار رؤية قاصرة الى قوة هذا الشعب, وبعض القوى السياسية عاجزة التشخيص والتحليل وأثار الحرب النفسية التي تخاض بضراوة على هذا الشعب, وسارت مع الشائعات بعلمها ا غيره, وبدل ان تقف لتقوية عزيمة هذا الشعب كانت نتائج قرائتها خاطئة ومبررة للفتنة والتخندق والعزف على وتر الفتنة الطائفية, وبعض أخر إستغل الأحداث للترويج لمشروعه الطائفي اوالتسلق بأسم الطائفة, وكان سبب لخوفها وإضعافها, وتاريخه يثبت إنه قوي في ساحة الإختبار الوطني وقادرعلى مفاجئة العالم.