7 أبريل، 2024 3:11 م
Search
Close this search box.

قوة الدولة ……..ودولة القوة 1

Facebook
Twitter
LinkedIn

حينما ارخى ليل التخلف سدوله على عراقنا الحبيب بعد عقود من حكم المماليك والخرفان البيضاء والسوداء والولاة المعتوهين القادمين من الاناضول لجمع ما تبقى من خيرات العراق والعودة بها الى بلادهم تنفس ابناء هذا الوطن الصعداء وتناخى الجميع من اجل ان يكون لهذا البلد كما لباقي بلدان الكرة الارضية مكانة بين الامم رغم ان المحتل وبطانته وعلى رأسهم المس بيل غيبت القسم الاكبر من مكونات هذا البلد عند تشكيل الحكومة الاولى ولأنعرف لماذا علها اخذت بنصيحة الحاج فيلبي او بما قدمه لها من نصح وارشاد صانع الملوك لورانس 000 بدأت عجلة البناء وبوشر في بناء الجيش العراقي وقد حمل اول فوج اسم الامام السابع { موسى الكاظم } لربما ارضاءً لتغييب من يتجشمون عناء الزيارة راجلا الى مرقده كل عام 000 كان العراقيون يطمحون ان تمتلك الدولة القوة لمواجهة الاخطار وتستطيع بعد بناء هذا الجيش ان تقول للمستعمر لقد اديت ما عليك فغادر ارضنا معززا فلدينا جيش يحمينا وبالفعل كان الاوائل من بناة الجيش و رغم تأثير المدرسة العسكرية البريطانية عليهم تواقين لبناء جيش يجعل الدولة تمتلك القوة اللازمة لفرض احترامها على الاخرين 00 مرت سنوات واصطبغت ارض الوطن من شماله الى جنوبه بدماء شهداء هذا الجيش في كثير من المعارك والمنازلات 000 وبقي الجيش بعيدا عن منح الدولة قوة الاضطهاد والتعسف 000 وازيح الملوك وجيء بالجمهوريين ومرت سنوات حكم من اراد للعراق ان يكون تحت الشمس وهنا لم يرق للبعض ممن لاهم لهم سوى تحقيق وحدتهم المزعومة فقتلوه شر قتلة متناسين ان الموت لا يغيب النجوم المتلألئة 00 واستلم ازلام عفلق دفة الحكم وأحالوا العراق الى مقابر جماعية بحرسهم القومي المشؤوم وفي ليلة وضحاها تحول الحال من قوة الدولة الحريصة على امن أبنائها الى دولة القوة الـــتي اخذت على عاتقها قطع الرؤوس واذابة الاجساد وتكميم الافواه 000 ومرت دوامة العنف عنيفة الى الحد الذي فقد المواطن أي امل في ان تعود الامور الى نصابها غابت القوانين وعطلت وحلت محلها محاكم العصور الوسطى وانتشرت محاكم التفتيش واصبح بالإمكان اعدام من يرغب أي من القوميين اعدامه بمجرد انه ارتدى أي لون قريب الى اللون الاحمر وهكذا تمكنت دولة القوة من فرض سطوتها 000 انتهت الشهور التسعة بذهاب هذا النظام الى مزبلة التاريخ لتبدأ رحلة اقل عنفا وحاول الاخيار ومنهم { البزاز} ان يعيد المعادلة وان تعود للدولة قوتها وان لا تسخر لظلم الشعب وقتله وتنفسنا من جديد الصعداء الا ان ذلك لم يدم طويلا ففي يوم تموزي مشؤوم عاد البعث من جديد رافعا شعاره الازلي { وطن تشيده الجماجم والدم } وانهار كل شيء مجددا وعادت دولة القوة بكل جبروتها لتحكم العراق على مدى خمسة وثلاثون عاما سالت فيها انهار دم تعادل ما سال على ارض العراق منذ ان وطأت خيول هولاكو ارض بغداد 00 وتحولت دولة القوة الى حقيقة مرعبة كل شيء اصبح في العراق مثار خوف وهلع 000 الوصايا العشرة اصبحت عشرين 000 ثم ثلاثين وصلت الى المئة ابتداء بلا تضحك 000 لا تنظر 000 لا تقول 000 لا تبكي 000 لا تمشي 000 لاتقف 000 لاتسافر000 لا تزور 000 لا تقرأ 000 لا تكتب 000 لا تفكر 000 لا تتصل 000 هكذا اصبح لكل مواطن عراقي بطاقة ممنوعات تضاف اليها مفردات جديدة مع كل نشرة اخبار 000 وهكذا هو الحال الى ان سقط التمثال 000 وللحديث بقية

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب