لا أميل كثيرا للحديث عن أفلام الرسوم المتحركة، ولكن هذا الفيلم الملحمي أثار اهتمامي، وهو من انتاج والت ديزني، وقد ذكرني بالأفلام الكلاسيكية العريقة التي وسمت التاريخ السينمائي للشركة، وقد كانت بالحق أفلام مغامرات شيقة بامتياز، ومنها “عشرون ألف فرسخ تحت الماء”، و”رحلة الى مركز الأرض” …يروي الفيلم قصة الأميرة الأطلنطية كيدا (صوت كري سامر) وتعلقها الشغوف للعالم الغريب عن بلادها، ويصاحبها ميلو ثانش (صوت مايكل فوكس)، وحين يصل ميلو الى أطلانطيس يكتشف المستوى المتقدم للحضارة القائمة (الأحداث تتم قبيل الحرب العالمية الاولى)، لكن التقدم العلمي لا يوفر الحلول لمشاكل الارتفاع المستمر لمستويات مياه المحيط ومخاطر الغرق المحتمل للقارة، فهل يتمكن البطل “ميلو” من مساعدتهم على انقاذ بلادهم من قدرها المحتوم؟! العمل جذاب
ومشغول بحرفية سينمائية رفيعة، وتكاد تتماثل مع المستوى الراهن لأفلام التحريك العالمية (الحافلة بالمؤثرات المذهلة)، وتساءلت “كعادتي” بسخرية عن البطل العربي المنتظر القادر على انقاذ عالمنا العربي التائه الذي يكاد يغرق ببحور “الطغيان والفساد والظلام الفكري “الداعشي””؟ ومتى سنفيق من غفلتنا الحضارية وغيبوبة “أهل الكهف”، وأين سنجد “الكريستال المنقذ” المنقذ ان وجد؟!
بعد مشقة المرور من خلال شبكة انفاق وكهوف متداخلة، يصل فريق الانقاذ لأطلانطيس، وترحب بهم الفتاة الجميلة الشابة ” الأميرة كيدا”، كما تقدر جهود ميلو لاحياء وكتابة اللغة المنسية للسكان، ويلاحظ وجود كريستال غامض قادر على تزويد السكان بالطاقة وتطويل اعمارهم (عندما يلبس كعقد حول العنق)!
في خضم الأحداث يشرح الملك لميلو بأن هذا الكريستال يحتوي على “وعي متطور”، وبأنه سبق وحاول استخدامه كسلاح ولكنه عجز عن السيطرة على قوته المنبثقة ، حيث ادت لحدوث امواج هائلة دمرت المدينة…مما جعله يخبىء الكريستال لضمان تجنب ما حدث…وقبيل موته يسلم الكريستال لميلو، طالبا منه انقاذ اطلانطيس والفتاة كيدا،
وينجح ميلو بالمعركة الأخيرة من هزيمة الأشرار وزعيمهم الجبار “روركي” (بواسطة تجميده وتحويله لكريستال)، وبينما يطير وفريقه بالكريستال عائدا للمدينة، يثور البركان مرة اخرى، وتعلو موجات”اللافا” الملتهبة باتجاه المدينة، ثم تنجح “كيدا” بشكلها الكريستالي بالصعود للهواء، مشكلة درعا واقيا، حيث تتفتت اللافا بلا ضرر، كاشفة عن “أطلانطيس” محفوظة وسليمة، وتعود كيدا لميلو، كما يعود فريق الانقاذ للسطح وقد تعاهدوا على ابقاء الاكتشاف سرا، بينما يبقى ميلو (الذي وقع بحب كيدا) ليساعد باعادة تعمير الامبرطورية الضائعة! تكمن روعة فيلم التحريك اللافت هذا بروعة الرسوم والشخصيات والمؤثرات والألوان باسلوب استحواذي (سابق لعصره اذا ماراعينا ان الفيلم انتج بالعام 2001) وربما يضاهي بعض أفلام التحريك العصرية، كما ان القصة تجذب البالغين بنفس مستوى جذبها للأطفال والمراهقين.