23 ديسمبر، 2024 1:57 ص

‏بدأت عملية التصويت الاستفتاء على أنفصال إقليم كردستان عن العراق بعد فتح مراكز الأقتراع أبوابها صباح يوم الإثنين 25 سبتمبر/ أيلول عام 2017، على الرغم من رفض الحكومة الأتحادية في بغداد والتحذيرات والتهديدات الإقليمية والدولية من إقدام الإقليم على إجراء الاستفتاء المثير للجدل .

‏وسرعان ما أنكشف التلاعب بأصوات المشاركين بالأستفتاء الذي لا تنطبق علية القوانيين الانتخابية ولا رقابة دولية محايدة فالجلاد هو ذاته الخصم والحكم وهذا بالتأكيد أنتهاكاً لمبادئ الديمقراطية .

‏الصور و الفيديوهات المسربة عبر “الفيس بوك و تويتر”، كشفت للمتابع أنواع الغش والتزوير الذي يقوم به المراقب و الناخب في عملية الأستفتاء .

‏فمن شاهد الفيديو المصور لموظف التسجيل الأنتخابي في أحد مراكز الاقتراع، يقوم بالتصويت على عدد من أوراق الاستفتاء وهو يضع علامة “نعم” في المكان المخصص للتصويت
‏سيعلم مقدار الشفافية التي يدها دعاة الانفصال وما مدى ايمانهم بقناعة الاكراد بما طرحوه من مشوع سيولد ميتاً .

‏و أنتشر فيديو أخر لمراقب أنتخابي يصوت بـ “نعم” للانفصال على مجموع كبيرة من الأوراق ويقوم بتجميعها و وضعها في الصندوق و يقوم بتصويرها فيما بعد .

‏و في أحد مشاهد عمليات التزوير فيديو لمجموعة من الاكراد في محافظة كركوك يصوتون لعدة مرات بعد أزالة الحبر من أصبع السبابة عن طريق “الثنر المزيل للاصباغ”، بعد إخراجه من مخزون السيارة .

‏و تعتبر الصور المسربة هي الأكثر وضوحاً، حيث نرىٰ أن الناخب يظهر في الصورة وهو يحمل عدة أوراق بعد أن صوت عليها جميعاً بـ “نعم” و هو يبتهج فرحاً !.

‏وللواقع شهود عيان كان لنا أتصال مع ناشط في طوزخورماتو رفض عن كشف أسمة في المقال وذلك خوفاً على سلامتة قال: “بعض الذين شاركو بعملية الأستفتاء هم من أكراد سوريا و تركيا بالأضافة الى أكراد العراق” .
‏مضيفاً “في الساعات الأولة من صباح اليوم كان الأقبال على مقرات الاستفتاء لا بأس بها، عكس أوقات المساء حيث كان هناك أقبال واسع” .

‏و تمت عملية الأستفتاء وسط حمايات كردية مسلحة رغم المنع عن التجول و حظر السيارات داخل المحافظة بأمر من محافظ كركوك وقائد الشرطة كركوك و لمدة ثلاثة أيام .

‏وفي نهاية المطاف أنتهت عملية الأستفتاء واغلقت مراكز الأقتراع أبوابها من دون رقابة محايدة و فقدان الغطاء القانوني و الإشراف الدولي .
‏و يبقى قرار المضي قدما في الاستفتاء أكثر أستفزازية من أي وقت قد تكون فيه عدد الأصوات النهائية غير مفاجئا تماماً إذا كان 80 أو 90٪ من الأكراد العراقيين ناهيك عن السكان غير الأكراد في إقليم كردستان مثل “أكراد سوريا وأيران وتركيا و كذلك الأقليات الأيزيدية والمسيح الذين أنجبروا على التصويت لصالح الاستقلال”، وتأتي هذهِ الخطوة بعد تمتع الأقليم بأكثر منذ عقدين من الحكم الذاتي شبه التام .

‏وبالتالي كل هذهِ الشواهد تبين لنا أن ما حدث هي قوبية أستفتائية للتحايل على الأختبار النهائي و لمصداقيته أمام الرأي العام العالمي الذي سرعان ما أنكشف النتيجة برفض النتائج التصويت التي أثارت لغطاً كبير و قد شككت استطلاعات الرأي بنزاهة ومصداقية الأستفتاء وتلاشي الثقة من الناخبين في الديمقراطية، التلاعب بالنتائج النهائية تدل على أنها غير مشروعة و ناشئ عن عدم الشرعية والنزاهة المتأصلة فيها ! .