23 ديسمبر، 2024 1:21 م

قوافل الشهداء تسير إلى الله

قوافل الشهداء تسير إلى الله

في يوم مبارك وصباحآ مشرقآ بنور الإيمان والولاء ، ومن ضريح سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، وفي تمام الساعة الخامسة صباحا ، من يوم الجمعة ، وأذا مواكب الشهداء تتوافد على الضريح المبارك ، مستأذنتا سيد الشهداء ، ومودعتآ الدنيا بلقاء الآخرة، أهازيج النصر والشهادة تدق اجراسها ، وأصوات المشيعين تعلوا عند الضريح الشريف بصوت واحد ممزوج بدموع الحزن ، وهم ينادون لبيك يا حسين، والذي زادني حزنا وألما دخول موكب واحد وهو يحمل جثمان أربعة شهداء سويتآ من فوج مغاوير ، وهم ينادون كما نادى من قبلهم لبيك يا حسين، يالها من قرابين إلى الله ، تقدم من أجل الدين ، والوطن ، والأرض، كم انت عزيز يا وطني حتى تعطي هكذا شباب في عز وريعان شبابهم ، من اجلك يا وطن، وجالت ذاكرتي ورجعت إلى الوراء قليلا ، تذكرت مافعله أبناء المدن التي نقاتل ونعطي الشهداء من أجلهم اليوم ، في مدينتي كربلاء ، الم يقل أحد شرارهم عن سيد شباب أهل الجنة، انت حسين وانا حسين ، تبا لهم ولما يقولون ، لكن هذا الفارق اليوم بيننا وبينهم ، اعطينا الشهداء حين سقوط مدنهم بسبب تخاذل البعض من هم يمثلون يزيد العصر ومعاوية الأصل، وأي فجيعة في وقتها نعم انها ملحمة سبايكر ، الشهاده والعطاء ، واليوم نحرر وننقذ نسائهم وأطفالهم من دنس الكفر والإرهاب داعش، لكن يقابلوننا بالبغض والقتل ، واقولها كما قالها سيد شباب أهل الجنة في كربلاء لعمر ابن سعد ، أريد حياته ويريد قتلي ، وشتان بين الا ثنين ،وها هي دماء الشهداء اليوم تراق على أرض الحدباء من أجل تحريرها ، مع ماهي في الحسابات العامة ليس لهم ،اي ليس للشيعة، بل هي سنية المسكن عراقية الأصل والأرض، تحرر اليوم بأيدي عراقية حتى يعود لها أهلها للعيش فيها بأمن وأمان، وهذه القوافل من الشهداء ماهي الا قرابين نقدمها في سبيل الله ، كما قدمها سيد الشهداء في كربلاء ، هذا الزخم العطائي لثورة الإمام الحسين عليه السلام، عطاء مستمر ودائم ، على مختلف العصور والدهور والأجيال، فهي بمثابة المشعل الذي ينير الدرب للثائرين، في سبيل رسالة الحق ، ثبت دعائمها على عروش وكراسي من الشمع ، سرعان ماتذوب بحرارة الثورة الحسينية المقدسة ، هذا العطاء الدائم المستمر للثورة ، طالما غذى الغصون الإسلامية حتى نمت وترعرعت ببركة ثورة أبي الأحرار، واليوم مايقدمة أبناء الحسين عليه السلام وشيعته من دماء طاهرة تراق على أرض العراق من أجل تحريرها ، هي امتداد إلى تلك الدماء التي فاضت بكربلاء ، بل هي امتداد لثورة معطاة، جعلت من نفسها ثورة شعارها لبيك يا حسين، رجال لبسوا القلوب على الدروع ، لنيل واحدة من اثنين اما النصر أو الشهادة ، التي عبر عنها رسول الله (ص) ، وقال: فوق كل ذي بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله فأذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر ، وقال : أشرف الموت قتل الشهادة ، وانا لم أتمالك نفسي بعد ذرف الدموع ولا ادري هي دموع الفرح أم الحزن ، عندما سمعت وشاهدت الأصوات تمتزج معها الدموع من الجميع ، فتذكرت قول الله تعالى (( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )) ، الشهادة هي أعلى مراتب الحياة بعد الموت ، وهي سبب العز والرضوان والدرجات العلى عند الله تعالى .