لو اردت ومن خلال ما اطلعت عليه عن كثب من خلف أو من امام الكواليس الصحفية وفي المجالس الخاصة والعامة التي تجمع الصحفيين ونظرائهم من مثقفين وكتاب وادباء وشعراء في – زمن فيفي عبده -واستماعي، بل قل انصاتي كلية الى ثرثراتهم فوق جراحات الوطن على هامش المؤتمرات والندوات والمهرجانات وورش العمل التي يهروولن اليها بلا وعي كخراف بني اسرائيل الضالة ، ﻻ لتغطية اخبارها ونقل وقائعها بطبيعة الحال فهذا آخر مايفكرون به مع انه يصب في صلب اختصاصهم ومهنتهم وانما بحثا عن – الموائد العامرة – والمكافآت النقدية ايا كان قيمتها – ولو 10 الاف دينار بما يعادل 8 $- اضافة الى الشهادات التقديرية ( الدرزن بـ خمسة اﻻف دينار ، كرستة وعمل ، موقعة بقلم محتال دولي او محلي سبق ان تاجر بالقضية والشعب فأصبح رئيس منظمة !!) .
اقول لو اردت ان اكتب في هذا الموضوع الشائك وفي هذه المدرسة العفنة التي اطلقت عليها مدرسة ” النصب والاحتيال الصحفية ” وقررت ان اؤلف عنها كتابا – وسأفعل بأذن الله تعالى قريبا جدا – فخلاصة ما سأقوم به يتمحور حول الاصول والقواعد التي وضعها هؤلاء ﻷنفسهم ولتلاميذه بخبرات متراكمة – وتلميذ الاستاد، استاد ونص – ، والتي تشبه الى حد بعيد ما وصف الجاحظ به البخلاء في كتابه الشهير الذي يحمل الاسم ذاته – البخلاء – وكما فعل غيره في مصنفاتهم عن التطفيل وحكايات الطفيليين والشطار والعيارين والفتوات و- السرسرية والادب سيزية – وكما فعل ميكافيلي في كتابه ذائع الصيت ” الامير ” وانوه الى ان سوقي لقواعد – مدرسة الاحتيال الصحفية – غايته التنبيه والتنوير بأحابيلهم واكاذيبهم وخدعهم من خلال استعراض لعبتهم على لسان شخص متخيل يمثل – عميد كلية الحيل الاعلامية في العراق – سأفترض ان اسمه ” كذوب ” :
كذوب يوجه اتباعه وطلابه وزملاءه الاعلاميين بأفضل – الخدع – التي تمكن احدهم وان كان ﻻيجيد كتابة التقرير والمقال والعمود الصحفي واجراء التحقيقات والحوارات وتحرير اﻷخبار والتقاط الصور وتصميم الصحف والمجلات وتغطية الندوات واللقاءات والتصحيح اللغوي بل وحتى التنضي قائلا لهم :
* اذا اردت ان تكون صحفيا في ستة اشهر – مع انك دجة دبنك – عليك اولا التقاط اكبر عدد ممكن من الصور مع الفنانين والصحفيين والكتاب والمفكرين والسياسيين وذلك من خلال اصطحاب – شخصية كارتونية – تحمل جهاز موبايل ﻷلتقاط الصور المقتنصة خلسة مع الشخصيات المعروفة او عبر استجداء الصورة من الشخص المعني ، مثال ” تقف وسط القاعة من جهة الممر المؤدي الى الباب الرئيس للدخول والمغادرة او على باب الكافيتريا او المطعم وكل مسؤول او فنان يخرج او يدخل تقدم اليه بخطى واثقة وكأنك – عنترة بن شداد – وسلم عليه بثقة وكأنك تعرفه مسبقا واثناء السلام سيلتقط – المخلوق الكارتوني- لك صورة مقتنصة بغير علم الموما اليه تظهرك وكأنك على علاقة وثيقة بمن تصورت معه ومن ثم نشرها على فيس بوك وتيوتر وانستغرام و تعليقها على الجدار داخل برواز ليقال عنك بأنك – اعلامي او شاعر معروف صاحب نفوذ وعلاقات واسعة وتأريخ طويل مشرف ، مع انك مجرد نكرة ﻻ اكثر !!
* الحصول على اكبر قدر من الهويات – الحقيقية والوهمية – بالمال او بالمحسوبية والمنسوبية وبالاخص هويات النقابات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية والانسانية ، الهوية تعني انك شخص مهم مع انك – طز وفش – بإمكانك المناورة فيها لدخول جميع المؤتمرات كل بحسب اختصاصه مثال ” اذا اردت ان تقتحم عالم الترجمة ماعليك سوى شراء هوية جمعية المترجمين بالمال مع انك – ﻻتجيد التحدث ﻻ بالانجليزية وﻻ حتى باللغة العربية – والكلام يصدق على البقية الباقية ، واعلم ان من سيمنحك الهوية التي ﻻتستحقها – نصاب مثلك تماما – سيحاول ابتزازك بالمال فلا تبتئس ﻷنك ستحصل من خلال الهوية المزيفة على – كرامة – غير متوفرة لديك حاليا ، علما ان المال الذي ستدفعه ، مستحصل هو الاخر من مؤتمر قد تمت المشاركة فيه بهوية – مزورة اخرى في مجال اخر – سابقا ، !ثم انك ستمارس شخصيا بيع الهويات الوهمية ﻻحقا وبالعملة الصعبة كما فعل بك- استادك – قبل الحصول على احداها !
* الحصول على اكبر قدر من الشهادات – المزورة – وبالذات تلك التي تمنحها منظمات – وهمية – تحمل عادة القابا مموهة نحو – منظمة السلام الدولي ، جمعية حقوق الانسان العالمية ، منتدى الصحافة الاقليمية ، تجمع المثقفين الافريقي ، ملتقى الشعراء الاسيويين ، الخ ” (غرفة وهول ومطبخ وحمام ) في الطابق السابع في أية عمارة – تعبانه – تكفي لتأسيس واحدة من هذه المنظمات + اختام وكلائش ورقية وكارتات وشعارات وكراسات تعريفية ورزنامات من البتاويين وشارع المتنبي تكفي وزيادة ( القاط والرباط والحقيبة الجلدية ضرورية ﻷستكمال لوازم البرستيج ) اذ ان تعريفك لنفسك كعضو مؤسس وفاعل في احداها سيخدع الحضور ولو مؤقتا لحين تناول طعام الوليمة والتقاط مزيد من الصور والحصول على – شهادة كراج النهضة – ودرع – سكرين الرافدين ( خمسة دروع بـ 25 الف دينار ) تصنع في قيصريات الباب الشرقي وتصلك ديلفري حيثما تكون !!
* كثر القابك واحرص على استعراضها بأستمرار : مطبوع بائس واحد ، صدر لمرة واحدة فحسب ، ترأس تحريره – صحيفة او مجلة – يكفي لذكره سنين طويلة وفي كل لقاء وجلسة ومهرجان مايعني – خداع عشاق الخديعة من المخادعين انفسهم والراغبين في ولوج عالمها القاتم من الهواة -وﻻتذهل عن استعراض هذه الالقاب بمناسبة وغير مناسبة لتحويلها الى حقيقة مع انها مجرد خيال مصداقا لقول غوبلز ” اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ” وارهب بها خصومك !!
(مع ان كتابا واعلاميين كبارا بصرف النظر عن رأيي الشخصي بهم نحو عبد الباري عطوان ومحمد حسنين هيكل، ، كان احدهما يعرف نفسه بـ – كاتب وإعلامي فقط -ﻷن سيرتهم المهنية الطويلة تشهد لهما وﻻحاجة بهما لسرد الالقاب!! )
* اطعن في زملائك بأستمرار وقلل من شأنهم في كل شاردة وواردة حتى تكون الاعلى بينهم بل وقلل من شأن المؤسسة التي تقبلون للعمل فيها ايضا حتى ينسحب منافسوك منها وتظل لوحدك ، بل واحرص على الانفراد بكل زميل على حدة وتحريكه ضد الاخرين عبر الطعن فيهم لتستمر بينهم الخلافات وتبقى انت – الخضرة الشريفة الوحيدة بنظر الجميع – لحين ركلك واخراجك ورميك كالقمامة في اقرب مكب للنفايات مستقبلا ساعة كشف حقيقتك – سكوب ملون – وامنع بكل ماتمتلك من قوة وعلاقات ، اولئك الكفوئين من الصعود ﻷنهم سيهمشونك بمثابراتهم ونزاهتهم واخلاصهم في العمل وسيطردونك من المؤسسة التي تشكل عبئا عليها و بصورة مباشرة او غير مباشرة كونك نصابا محترفا ، ﻻ اكثر !!
هذه هي خلاصة مدرسة الاحتيال الصحفية في العراق وعلى مدرسة الصحافة الرصينة الحق فضلا عن المشاريع الوطنية المستقبلية الواعدة في العراق فضحها قبل ان تستفحل أكثر وتنمو كالادغال والحشائش الضارة وتتنمر اكثر فأكثر لتصعد بأناس وتهوي بآخرين وتشوه الحقائق وتقلب الموازين ، كيف ، ولماذا ؟هذا ماسأخبركم به في المقال المقبل .اودعناكم اغاتي