أثارت التصرفات اللااخلاقية لقوات حفظ النظام مع طفل عراقي ـ تهمته الخطيرة للغاية هي المشاركة في التظاهرات السلمية ـ ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه الحالة الشاذة لا تمثل سوى واحد من الألف مما يحصل في السجون السرية والعلنية للحكومة والميليشيات الإرهابية تحت مسمى الحشد الشعبي. بلا شك عندما تتألف قوات الأمن من عناصر الميليشيات والمجرمين وسفلة القوم واللصوص فليس من الغرابة ان تشاهد مثل هذه التصرفات البشعة، ولعل من المضحك المبكي عندما يدعى الوزراء والقادة العسكريين بأنهم يدرسون عناصر القوات الأمنية حقوق الإنسان، ربما يقصدون إنتهاكها وليس صيانتها. لقد بتنا في حيرة من أمرنا هل فعلا هؤلاء الأوغاد الساقطين عراقيين؟ هل يمكن لإنسان سوي يتصرف بهذا الطريقة الأخلاقية؟ لا أظن حتى اولاد البغايا ومن قضى عمرة في الدياثة يمكن ان يجرأ على مثل هذه التصرفات الشاذة، لابد ان تكون نطفهم ملوثة.
راحت مخيليتي بعيدا على ضوء هذه الفاجعة متصورة لو كانت المعتقلة صبية وليس صبيا، فكيف سيتصرف معها هؤلاء الشراذم من القوات الأمنية؟ اخذت استرجع بعض الصور حول اعتقال عدد من المتظاهرات الماجدات في ثورة تشرين، وكانت وجوههن الجميلة مشرقة بروح التفاؤل والتغيير، وكيف انسحبنٌ من ساحة التظاهر وقلن بأنهن لن يعدنٌ الى الساحات بعد إعتقالهنٌ. في البداية دفعني الظن بأن السبب ربما يعود الى الخشية على سمعتهن وهذا من حقهنٌ، فسمعة الفتاة هو كنزها وميزان قيمتها الاخلاقية في مجتمعنا. ولكن بعد ان شاهدت ما حصل مع الطفل عرفت الحقيقة، واعطيتهن كل الحق في الإنسحاب من التظاهرات، فلا المتظاهرين قادرين على حمايتهن تحت شعار السلمية، ولا القوات الأمنية قادرة على ذلك.
عندما قال البعض ان بعضهن تعرضن الى الإغتصاب او صُورن عاريات، كنا في منطقة وسطى ما بين الظن واليقين، ولكن هذا الفيلم القصير للصبي فك لنا كل الطلاسم والأحجيات، في عراق فاسد برئاساته الثلاث وبجميع نوابه ونائباته وبكل سلطاته القضائية وقواه الأمنية، بلد لا يمكن العيش فيه، بل هذا ليس بلد بل هو الأقرب الى بالوعة تعيش فيه الصراصر والطفيليات، إذا كان المسؤول عن حفظ النظام وحماية الشعب يتصرف بهذا المجون، فما بالك بالمجرمين وعناصر المافيات والحشد الطائفي؟ وان كان القضاء قد سلم مؤخرته الى الزعماء السياسيين والمدعي العام من ينظم العملية ويتسلم المال بإعتباره المرجع الأعلى للدياثة،، فهل يمكن أن تقوم قائمة لهذا البلد؟
أكاد أقسم لو نزلت ملائكة من السماء لإصلاح العراق ما استطاعوا اصلاحه وربما تحولوا الى شياطين مردة ، ولو خرج مليون مهدي لأفسدهم السياسيون وانسحبوا الى حفرهم خائبين لاعنين هذا البلد. علينا بعد هذه الحادثة الأليمة ان ندس نعالا في فم أي مسؤول عراقي يتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وعلينا ان ننزع الأحذية وننهال بها على رؤس زعماء المنظمات الدولية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان على سكوتهم المريب، ونبدأ بوزير حقوق الإنسان في العراق ولجنة حقوق الإنسان البرلمانية وإنتهاءا بممثلة الأمم المتحدة ، الأن عرفنا من قصد الشاعر مظفر النواب بقصيدته (اولاد.. ) وإن حظيرة خنازير اشرف من أطهرهم. واقول حتى اولاد من تعني لا يفعلون هذا يا مظفر، هؤلاء جنس لا علاقة لهم بالبشر ولا حتى بالحيوانات ما عدا الأفاعي والعقارب.
ربما لم يتسنى للبعض سيما شعوب الدول الأخرى مشاهدة الفديو، لذا سنلخص لهم ما جرى علما ان الكلمات النابية استبدلناها بالفصحى، ويمكن الإستدلال عليها بسهولة” متظاهر شيعي عمره (15) عاما اسمه (محمد سعيد عبد لايح) والده متوفي ويعيش مع أمه الأرملة وأخيه الوحيد، اعتقلته قوات حفظ النظام في ساحة التحرير، وأخذ الى مكان منعزل، وجردوه من كل ملابسة بما فيها الملابس الداخليه، وانهالوا على ظهره بالهراوات، وحلقوا رأسه بكتر حاد وأشبعوا رأسه جروحا، وتحدث معه عناصر القوات الأمنية بهذه الطريقة وننقلها حرفيا على بشاعتها وانحطاطها الاخلاقي لنكشف لكم حقيقة العراق الديمقراطي الجديد، ومن يحكمه، بعد ان سحلوه وأغلقوا فمه في البداية وهو يرتعش من الخوف ( قالوا له: اين أمك؟ قال في البيت. سألوه هل والدتك أستها كبير؟ سكت الطفل فركلوه بقوة، وبعد صمت قال مرتعدا نعم! وسألوه: هل أمك بيضاء أم سمراء؟ أجابهم بيضاء. قالوا هذا زين (جيد)، وقال أحدهم: أريد أن أنكحها! ثم سألوه هل عندها صديق (عشيق). فلم يجب، وسألوه عن عنوان سكنه، ثم صاح أحدهم : خلي نغتصبه. هل بربكم هذه تصرفات انسان مسلم، ورجال حقا رجال، وقوات أمنية مهمتها حفظ النظام وحماية الشعب؟ يسأل البعض لماذا يكره العراقيون رجال الدين ولماذا تنتشر ظاهرة الإلحاد في العراق؟ على إعتبار ان رجال السياسة والدين أحقر الكائنات الحية في العراق.
لا أظن ان الأمر يحتاج الى تعليق على الفيديو، بل يحتاج الى دموع الأمهات ونحيبهن وتأوهاتهن وجزع الرجال مما آل اليه العراق بفعل قوات الإحتلال ووالولي السفيه وذيوله العراقيين ومرجعية النجف الساكتة عن الحق والناطقة بالباطل. لعنة الله على كل من جاء بهؤلاء الأوغاد الى العراق وسلمهم الحكم وعلى من باركهم وزكاهم وطلب من الشعب إنتخابهم. اقول لإبني وصغيري الصبي الذي تعرض الى الفاجعة: لا تجزع! فإن اولاد العاهرات يظنوا ان بقية الأولاد ابناء زنا مثلهم، وإن أمك الماجدة الطاهرة التي دفعتك الى التظاهر ضد الفساد واللصوص أشرف من أن يطعنوا بها الديوثون، وإن موقف الإسلام معروف ممن يطعن بشرف النساء العفيفات. أقول لك يا ولدي الطاهر وابن الطاهرة: لا تخدل أنت وأمك بما تفوهت به، فأنت كنت تحت وطأة الزناة واولاد البغايا، فلك العذر، كل العذر، وأقول لأمك الماجدة: يا أختاه لا تبالي، فإن الله مع المظلوم، وشرفك في قمة جبل لا يصل السفلة حتى الى سفوحه، ربما تخذلكما الحكومة والقضاء الفاسدين كما خذلوا غيركما من قبل، ولكن صدقوني ان الله عزٌ وجلٌ لن يخذلكما وسيأخذ حقكما من الطغاة والقضاة معا. قال تعالى في سورة البقرة ((ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون))