23 ديسمبر، 2024 6:26 م

قوات المالكي وجيش المالكي

قوات المالكي وجيش المالكي

قوات المالكي وجيش المالكي والجيش الصفوي , توصيفات يطلقها الإعلام القطري والسعودي على الجيش العراقي البطل الذي يقاتل الإرهاب وداعش والبعث المجرم بضراوة وشجاعة , والهدف من إطلاق هذه التوصيفات هو لسحب الشرعية عن هذا الجيش الذي يقاتل الإرهاب والإرهابين وشراذم البعث القذر , وتصويره على أنّه عبارة عن مليشيات طائفية تعود لرئيس الوزراء نوري المالكي , وبالتالي فإنّ هزيمة هذه المليشيات الطائفية هي هزيمة لرئيس الحكومة الطائفي نوري المالكي , والجميع يعرف الأسباب الحقيقية وراء إطلاق هذه التوصيفات من قبل هذا الإعلام المعادي القذر , فهذا الجيش هو صمّام أمان حماية الوطن ونظامه الديمقراطي الوليد , وهزيمته هي الخطوة الأولى لتمزيق وحدة هذا الوطن وإسقاط نظامه الديمقراطي , لكنّ المفاجئة والصدمة جائت من الناطق بإسم مقتدى الصدر صلاح العبيدي , ليصف هو الآخر الجيش العراقي باتصال هاتفي مع قناة العربية السعودية , بأنّ الذي هزم في الموصل هي قوات المالكي وجيش المالكي وليس الجيش العراقي .
وبدورنا نقول لصلاح العبيدي ومن يمثله , نعم أنّ الجيش العراقي قد تعرّض إلى نكسة ليست بقليلة في الموصل وكركوك وصلاح الدين , والجميع يعلم أنّ الخيانة والتآمر على وحدة الوطن العراقي ونظامه القائم , هي السبب الحقيقي وراء هذه النكسة , والعراقيون يعرفون تماما من هم أركان هذه المؤامرة القذرة , وكيف باعوا الوطن وخانوا ترابه , وها هم أبناء العراق الشجعان يحوّلون هذه النكسة إلى ملحمة بطولية نادرة اختلطت فيها الشجاعة والبطولة والتضحية مع الطاعة لتلبية نداء المرجعية العليا في الدفاع عن الوطن وترابه , وهذا الجيش هو جيش الوطن العراقي بكل أطيافه و مكوّناته , يقاتل فيه كل أبناء العراق الشجعان الذائدين عن تراب وطنهم ومقدّساتهم وأعراضهم , فيخسأ من يقول إنها قوات المالكي أو جيش المالكي , ولو كان صلاح هذا عنده ذرّة من الصلاح والغيرة على وطنه , لما تفوّه لإعلام أعداء بلده الوهابيين بهذا التصريح الأخرق والذي لا ينمّ عن جهل فحسب , بل عن حقد لئيم أعمى البصر والبصائر , فهذا التصريح ومن قبله تصريح مقتدى الصدر في إنّ ما يحدث في الموصل هو نتيجة للسياسات الرعناء ( ويقصد سياسات رئيس الوزراء ) , وتصريح بهاء الأعرجي لقناة الشرقية بأنّ ما حدث في مدينة الموصل ناتج عن الضيم الكبير الذي تعرّض له الموصليين , فهذه التصريحات جميعا قد أصبحت غطاءا للبعث وداعش للإيغال بجرائمهم البشعة ضد أبناء الشعب العراقي ومن مبدأ وشهد شاهد من أهلها .
ومن يتمّعن في قرائة التاريخ سيجد امتدادات هذه المواقف تعود إلى إلى أيام صفين حين انشقّ الخوارج على علي بن أبي طالب في حربة معاوية بن أبي سفيان , وكما يقول كارل ماركس ( إنّ التاريخ يعيد نفسه مرتين مرّة على شكل مأساة ومرّة على شكل مهزلة , فالمأساة قد مرّت في صفين , وما يحدث الآن هي المهزلة , وما يحدث من تناغم وتنسيق في المواقف المعادية للجيش العراقي بين مسعود وعصابته من جهة وبين مقتدى الصدر وتيّاره من جهة أخرى , يوّضح حجم المؤامرة التي يتعرّض لها الوطن والشعب العراقي , لكنّ يقضة الشعب وصموده ستسقط هذه المؤامرة القذرة , وسينتصر الشعب بإذن الله تعالى على كل أعدائه , ولن يلقى المتخاذلون أمثال صلاح وغيره إلا الخسران المبين .