22 ديسمبر، 2024 8:06 م

قهوتكم مرة ما تنشرب وين التمر و”الهال وووين “؟!

قهوتكم مرة ما تنشرب وين التمر و”الهال وووين “؟!

قبل أيام وتحديدا في ليلة الحادي والثلاثين من تشرين أول الماضي دخل أحد – البطرانين – العرب المقيمين في أوربا على الماسنجر وهو يرتدي قناع وجه الشبح الذي ظهر في سلسلة أفلام Scream والى جانبه شخص آخر يلبس ماسك ” أنونيموس” وقال لي باللهجة الشامية :
هاااي ..كيف حال “الهالوين “عندكن في العراق ، مافي شموع ، مصابيح القرع ، حلوى هالوين ، قصص أشباح وأرواح وقصور مرعبة ..شو مابدكم تحتفلوا بالهالوين ..ليش هيك معقدين حالكم خييي ولووووو شو إشبكن ؟!!!!
قلت : ياصاحبي القناعين البشعين الهوليوديين ، أن حياة العراقيين كلها رعب x رعب = إحباط ، فما حاجتنا للهالوين ، فقبل دقائق من إتصالك المفاجئ أصدرت بعثة اﻷمم المتحدة في العراق “يونامي ” حصيلة أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح خلال الشهر الماضي لتعلن مقتل 114 مدنياً عراقيا وإصابة 244 آخرين بجروح مختلفة ، أﻻ يكفي كل هذا الرعب المركب لنضيف له عيدا وثنيا للأرواح الشريرة تم تنصيره في اوربا والاميركيتين ﻻحقا ، شأنه شأن عيد الفلانتين وما على شاكلتهما من أعياد رومانية واغريقية صنمية نصرت على وفق مبدأ اخترعه البابا غريغوريوس الأول ، أطلق عليه اصطلاحا ( التوفيقية) لغرض جذب الوثنيين إلى المسيحية ؟!!
وﻻ شك أن القضاء المحشور بين – تطنيشين – كما في المصطلح العامي سيفقد إتزانه وميزانه لتشاع من جراء هذا – التطنيش المتواصل – حالة من الهالوين و القلق والتوجس والإحباط الشديد بين اﻷوساط الجماهيرية ، فهذا قضاء إقليم كردستان سابقا – شمالي العراق حاليا -بحسب وسائل الإعلام التي درجت على تغيير المسميات بين الفينة واﻷخرى بحسب المزاج العام للشارع ورأي أصحاب القرار ، أصدر أوامر إلقاء قبض بحق 11 مسؤولا ونائبا وقياديا خارج حدود الاقليم ، جميعهم سخروا وبشدة منه ،كل واحد منهم على طريقته الخاصة وردوا بعبارات إستخفافية وأخرى شديدة اللهجة على صفحاتهم في مواقع التواصل الإجتماعي أو في وسائل إعلام أحزابهم وكتلهم السياسية المقروءة والمرئية والمسموعة ، ليقابلها وعلى ذات المنوال إصدار القضاء الإتحادي في بغداد قرارات مماثلة بحق مسؤولين كرد أبرزهم ، كوسرت رسول، ومحافظ كركوك المقال – ترنتي النفط واﻷعلام – أستقبلت بدورها بالسخرية والإستهجان وبنفس الطريقة !
وتطورت اﻷمور أكثر حين فجر مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان مفاجأة من العيار الثقيل أشار فيها الى ، أن” الفظائع التي إرتكبها تنظيم داعش في الموصل هي جرائم دولية لا تملك المحاكم العراقية في الوقت الراهن أي اختصاص لنظرها” .
لتأتي المحكمة الاتحادية، في بغداد وتعلن أنها ” لا تستطيع أن تبدي رأياً في دستورية إستفتاء كردستان أو عدمها!!”
ليعلن إئتلاف دولة القانون في بيان صحفي وعلى لسان أحد اعضائه ان تقديم رئيس الاقليم المنتهية ولايته ، مسعود البارزاني، استقالته و توزيع صلاحياته لن تعفيه من المساءلة القانونية على ما إقترفه وحاشيته من أعمال ضد العراقيين وخاصة الكرد وفي مقدمتها حجب الرواتب عن الموظفين ، بيع نفط كركوك ، مصادرة عائدات المعابر الحدودية – تصل الى خمسة مليارات دوﻻر سنويا فقط في معبر فيشخابور على الحدود التركية – ليعقبه التحالف الوطني وعلى لسان أحد ابرز قيادييه ايضا بالمطالبة بتسليم ما لدى بارزاني من سماهم بالصداميين والارهابيين المطلوبين للقضاء العراقيين القابعين في اربيل منذ عام 2003 على حد وصفه !!
لتتصاعد وتيرة الاتهامات المتبادلة ولتستمر عمليات- الرفع والكبس – بين المركز والاقليم مع وجود مخاوف حقيقية – وهالوين – حرب طاحنة جديدة تلوح في اﻷفق كانت فيما مضى تندلع كل عقد من الزمان ، واصبحت اليوم تشتعل كل ثلاث سنين ..ويا” محلى الشامبو ، بعون الله ” كما جاء على لسان عامل مصري كان يقيم في العراق ذات حرب لم تنته بعد !!
والسؤال الحائر هنا ، اذا كان القادة والوزراء والنواب والساسة ، يسخرون بهذه الطريقة التهكمية من قرارات القضاء سواء الاتحادي أو الكردستاني على حد سواء ، ترى مالذي بقي من هيبته أمام الرأي العام الداخلي والخارجي ؟!
ومؤكد ان القضاء الذي يحشر نفسه بين السياسيين ممن يرفعون شعار ” ﻻ صداقات وﻻ عداوات دائمة في السياسة ، بل مصالح دائمة ” ويمتثل لتوجيهاتهم ويعجل بإصدار أحكام قد تكون مبنية على ردود الافعال ، وصراع الاضداد ، وتصادم الإرادات ، سيضع نفسه في موضع يصدق فيه قولهم ” ياداخل بين البصلة وقشرتها ..ماينوبك إلا ريحتها “!
وحقا ماقاله ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية (طالما أن القضاء والعدالة في البلد بخير فكل البلد بخير) وعلى القضاء العراقي – الاتحادي والكردستاني – أن ينأى بنفسه تماما عن صدام الارادات السياسية ليظل في مأمن من عدم الانصياع الى أوامره كما حدث مؤخرا !
قلت لصاحبي بعد ان حذفنا صداقة المحتفلين بعيد – رعب – غربي لا ناقة لنا فيه وﻻ جمل ، صب كهوة “برازيلية” ابن عمي لفقدان – تاج رأسها – العربية بعد ضياع اليمن اليعربي غير السعيد بسبب التدخلات الاقليمية وانتشار القات والكوليرا كحال شقيقه العراق وشقيقته سورية وليبيا والصومال وعلى عناد “ستاربكس كوفى” الاميركية ، ووين رايح ياوطن وين في امبراطورية الهال والتمر والنخل والغاز والنفط ..ووووين ؟!!اودعناكم اغاتي.