تتباهى الشعوب بإرثها الحضاري والثقافي والتاريخي لأنه يجعل الشعب متصلا بماضيه مستذكرا مدى عظمة أجداده، في العراق وفي العقود الأخيرة تتعرض المشاهد التأريخية للاندثار والتلاشي بسبب الإهمال واللامبالاة، وفي محافظة نينوى انموذجاً تعرضت الكثير من المواقع الحضارية والتاريخية التي ترمز لحقب زمنية مهمة الى الانقراض بسبب ذلك، احدى القناطر العباسية تعاني من الإهمال والذي سيؤدي الى انهيارها نتيجة الاحوال الجوية وهي القنطرة التي بناها العباسيون في قرية اسكي موصل قبل حوالي الف عام والتي تقع على بعد عشرة كيلومترات إلى الجنوب من سد الموصل.
هذه القنطرة الشامخة منذ عقود تدل على مدى اهتمام الخلفاء العباسيين بالعمارة وهي من العجائب الهندسة المعمارية إذ تتكون من الصخور الكبيرة جدا فقط وترتفع بحدود عشرين متر عن مستوى سطح الأرض، وذات عرض يقارب الخمسة أمتار، بنيت على شكل قوس دقيق جدا، من يقف أمامها يتساءل كيف بنيت هذه القنطرة بكل هذه الدقة في عصر لا تتوافر فيه المعدات الحديثة.
اليوم نحتاج الى وقفة جادة من الحكومتين المركزية والمحلية للعمل على انقاذ كل المواقع الحضارية والتأريخية في محافظة نينوى وعموم عراقنا الحبيب.