23 ديسمبر، 2024 3:02 م

قندهار العراق(طوزخورماتو) بين تجاذبات الساسة واحتلال الإرهاب

قندهار العراق(طوزخورماتو) بين تجاذبات الساسة واحتلال الإرهاب

من الطبيعي ان رجال الحكم  في الأمم شكوى منهم وقلَّ أن تجد في التاريخ حاكماً استطاع أن يرضي الناس جميعاً ولعل منشأ ذلك أن طلبات الناس متعددة ومنافعهم متضاربة وكل منهم يريد تحقيق مصلحته ولا يستطيع ذلك ما دام في الدولة قانون يحكم وشرع يسود ولكن بالهواءهم يحكمون إن نصف الناس أعداء هؤلاء هذا إذا حاد عن طريق الحق واتبع أهواء النفس واستغل منصبه لتقريب الأنصار ولو كانوا بلهاء وإبعاد الخصوم ولو كانوا أكفاء فكل الناس أعداء له وأول أعدائه في الحقيقة أولئك الذين يدوس حرمة القانون ليقربهم إليه وليحقق لهم أغراضهم ومصالحهم وبذلك اعتاد الشعب أن ينفر من كل حكومة قائمة على رعاية مصالح الأحزاب والأقربين وترى في كل قانون تسنه قيداً جديداً ترهق به ماليته وحريته وكرامته ودماء ابناءه قبل كل ذلك يوم كان هذاهو الذي يعين الحكام وهو الذي يؤلف الوزارات وهو الذي يأتي إلى الحكم برجال لا يعرف المجتمع لهم بفضل ولا بوطنية ولا بإخلاص وأصبح التذمر لنا عادة دائمة والشكوى من رجال المؤسسات نغمة مستحبة واستمرت الجفوة حتى وصل الأمر بنوابنا أن يتراشقوا بالتهم في ندوتهم وأن ينقلب سلاحهم إلى تهديد بالمسدسات وهجوم بوسائل اخرى ان كانت بعضها تصفيات دموية وغير ذلك مما أخذ الناس يقرأونه في واقعهم وعن مجلسهم النيابي وإنها والله مأساة تتفطر لها القلوب .. وهناك في بلادي جزء منه تناهشته شذاذ الآفاق ووحوش الغابات بهيئة البشر لا لشي فقط لان اختلف معهم في العقيدة وأصبحت مسرح مفتوح لحكومات متضاربة بين مطارق متعددة طائفية وقومية وسياسية وغيرها فها هي قندهار العراق (قضاء طوز خورماتو) أصبح بيد الإرهاب .. من المسؤول عن ذلك؟ أهي الحكومة؟ نعم! ونقولها بكل صراحة أم هو الشعب؟ نعم! ونقولها بكل وضوح فالحكومة مسؤولة لأنها لم تحسن تصريف الأمورفي كثير من الأحيان ولم تستطع أن تكون جريئة في الإصلاح ولا واضحة في الإدارة ولا متخلية عن أهواء بعض وزرائها وقياداتها الذين أصبحت خطتهم مثلاً سائراً يتحدث به الناس في مجالسهم فهل نعجب بعد ذلك إذا ارتفعت الشكوى بحق من فساد الأوضاع واختلال النظام وتشجيع الخونة والعجزة وإقصاء الوطنيين والأكفاء والاستهانة بمالية البلد ومقدرات الوطن  والحكومة غيرمعذورة في ذلك وان وقد تكون لها سياستها التي دقت عن أفكار الشعب ولكن المجتمع لايعذرها في ذلك كله ما دام تصرف بعض المسؤولين فيها تصرفاً كيفيًّا ينبو عن قواعد غيرالدستور ومبادئ العدالة ومتعارف الناس في أخلاقهم وعقائدهم ومن دعا الناس إلى ذمه … ذموه بالحق وبالباطل ، وأما الشعب فهو المسؤول أيضاً لأنه لم يحسن اختيار نوابه والمتكلمين باسمه في المجلس النيابي وحسبك أن تلقي نظرة على مجموعة النواب الحاليين لتحكم بكل تجرد وإخلاص هل هؤلاء في مجموعهم يمثلون إرادة الشعب ووثبتها ونهضتها ومطامحها ورقيها إن في المجلس النيابي عدداً من الأكفاء وفيه من المخلصين من لا ننكر إخلاصهم ولكن فيه عدا عن ذلك من لا كفاءة لهم إلا تجاههم ونفوذهم ومن لا تؤثر عنه كلمة واحدة في المجلس من أولى جلساته إلى آخرها ومن إذا تكلم لا يحسن الكلام ولا يضبط أعصابه ولا يعرف كيف يسلك سبيل النقاش وطرائق الهجوم والدفاع هذه حقيقة واقعة قد يسكت عنها بعض حملَة الأقلام إما مجاملة وإما خوفاً وإما طمعاً والذي أدى إلى أن يكون مجلسنا النيابي بهذا الشكل هو الشعب الذي رضي أن يكون فريق نوابه على ذلك الطرازوقد يكون الشعب معذوراً ما دام النظام الانتخابي على قواعده الحاضرة التي وضعها رجالات من خلف الكواليس ولكنه غير معذور في حالتين في سكوته اليوم على هذا النظام الفاسد وفي سكوته عدا عن عمليات اللف والدوران التي يقوم بها المرشحون للنيابة مع فريق من المنتخبين الثانويين إذا بقي هذا النظام قائماً إن الشعب هو المسؤول لأنه هو الذي يجب أن يختار نوابه فإذا شكا اليوم وتألم فليظهر غداً إرادته الواضحة في إقصاء من يتألم منهم وإبقاء من رضي عنهم أما الشكوى في الأندية والأسواق والشوارع ثم السكوت وقت الانتخابات أو المجاملة والرضوخ لإرادة المتنفذين فتلك علامة الموت وتلك خطة الشعب الذي ابتلاه الله بالثرثرة وطول اللسان والتقصير في الأعمال في كل ميدان وما دامت قواعد الانتخاب على شكلها الحاضروطرق النيابة على ما اعتاد الناس رؤيته في كل دورة انتخابية فسيمثل الأمة من لا تريده الأمة وسيحكم فيها من لاي يحسن الحكم وستزداد الأوضاع سوءاًوالبلاد اضطراباً وستكون الفرصة مواتية لبعض المغرضين أن يستغلوا نقمة الأمة من أشخاص فيحولوها إلى أن تكون نقمة من حكم وغضباً على عهد وحنيناً إلى أيام سوداء رأت فيها البلاد ألواناً من النكال والمآسي والنكبات والطريقة الوحيدة لاستقامة الأموران يترك الشعب في إختيار نوابه وان يكون الشعب أوعى بجهد الخيرين في استعاض العقل المفكر في ان تكون الأسس في الاختيار برامج لا فئات ولا احزاب ليس لها ثوابت واضحة خاضت تجربة لعدت سنين ولم يجني منها شي واقعا غيّر فتات لايغيث من جوع ولا يروي من عطش السنين العجاف وسيقول بعض الناس أليس الشعب الآن حرًّا في اختيار نوابه مباشرة ونحن نقول لهم دع عنك والوعود التي تعطى والمؤامرات التي تحاك ليروا إن كان هنالك شعب ينتخب وخيوط تنسج له في الخفاء لتكون له أكفان بها يلف بعد الموت فكرا قبل جسدا .