ما يلي ايها العراقيون هي حقيقة مشروع داعش باختصار شديد، ولكن قبل الخوض في هذا الحديث المحزن القاسي، لابد من التاكيد على اننا لازلنا متفائلون ونعتقد باننا سنكون بخير انشاء الله .
نحن الان ايها الاخوة امام فيلم سينمائي يتم اخراجه بشكل مسرحي عالي التقنية والخبث على ارض العراق الطاهرة. اركانه اسرائيل وامريكا والاكراد مستغلين الخونة من العراقيين ومستغلين سذاجة الشيعة وضعفهم واحتياجهم للقوة الامريكية.
وقد بدأ هذا المخطط منذ الاعلان عن مشروع بايدن التقسيمي.
وبدأ دور الاردن الخبيث كونه جاهز للتعاون مع الامريكان وحليفتهم اسرائيل في احتضان كل الخارجين على القانون العراقي والمعارضين للعهد الديمقراطي الجديد من ازلام البعث الصدامي والخونة من السنة.
وقد استمر الاردن بلعب ادوار متعددة خبيثة لتغطية الهدف الحقيقي النهائي سلباً وايجاباً مع المراحل الحكومية العراقية الى ان انتهى المطاف الان بالاعلان عن تدريب السنة بسبب قرب انتهاء المهمة وتحقيق المشروع، فالغرض من تدريبهم هو دعم تكوين الدولة السنية المنشودة.
المشروع الداعشي الامريكي الاسرائيلي ما هو الا بندقية جاهزة للايجار كما عبر عن ذلك الدكتور المشهداني وقد ادى المهمة بكل جسارة، فهؤلاء المجموعة القذرة المتكونة من المرتزقة وازلام البعث الخائب والشباب السني الساخط على الشيعة قد كلفوا بالتصدي لكل عراقي لايتعاون معهم وتخريب ما يمكن تخريبه من بنية البلد واستنزافه.
وقد كلفوا بعدم التعرض للمكون الكردي وما دعاية محاولة هجومهم على اربيل في بدايات دخولهم الموصل الا لعبة لذر الرماد في العيون وايهام الناس بان الاكراد لادخل لهم بهذا المخطط الرهيب بالضبط تماماً كما فعلوا مع الاتراك عندما اختطفوا عدداً منهم ثم اطلق صراحهم بعد تحقيق الغرض.
لهذا فالبيشمركه لم يحاربوا داعش حقيقةً ولم يتكبدوا اي تضحيات توازي ما يمكن توقعه طبيعياً في حرب معلنة كهذه، وان موضوع تحرير سنجار واعلان انسحاب الدواعش ماهي الا خطوة من خطوات هذا المخطط.
وما اشيع اعلامياً عن ان داعش اعدمت المئات من قادتها لانهزامهم من سنجار هو الاخر محظ كذب وافتراء لذر الرماد في العيون مرة اخرى والتدليس لضياع الحقيقة.
وما ذهاب السيد مسعود البرزاني في نفس يوم تحرير القضاء المعلن الا لاطمئنانه لهذه الحقائق وعدم تعرضه لاي شيء. وهو ربما ضبّط الوضع مع الامريكان حين زيارته واشنطن قبل الازمة بان له كركوك ومناطق اطراف الموصل بعد تحريرها من الدواعش.
وما احتضان كردستان لكل الخونة منذ قضية طارق الهاشمي الى مؤتمر اربيل الاخير تماماً على خطى الاردن الا اكبر دليل على تفاهم هذه الاطراف مع امريكا على تحقيق هذا المشروع.
وقد نوهت في مقالتي الاخيرة ( الامتحان الكردي في محنة العبادي .. ) باننا سنراقب مدى مصداقية الكرد وقد اكدت بان ذلك سيتضح مستقبلاً وبانني اعتقد ان ذلك المستقبل ليس ببعيد ولكن لم اتوقع بانه سيكون بهذه السرعة لتتضح الخيانة وبهذه البساطة.
والعجيب ان الخيانة الامريكية برزت هي الاخرى وبهذا الشكل الفاضح حيث انهم صرحوا بالامس بانهم سوف لن يزودوا العراق بطائرات اف 16 الحاسمة للقضاء على داعش. ومعلوم اننا نوهنا كذلك في مقالتنا قبل بضعة اسابيع ( ماذا وراءك ياهولاند .. وماذا يحاك لنا ) بان العراق يراقب تحركات قوى التحالف وخصوصاً امريكا لاننا نشك في مصداقيتهم المزعومة.
دور داعش هذا كان مرسوماً قبل نشأتها وقد ارتأت الادارة الامريكية ان تكون القيادة عراقية فكان البحث عن شخصية عراقية ووجدوا ضالتهم بالبغدادي عنما رصدوه في السجن وتفاهموا معه وتم اعداده للمهمة وهو نفسه يكشف عن ذلك حيث قال لاحدهم عند خروجه سنلتقي في نيويورك، فلم يكن بحساباتهم من الملائم ان يكون الزرقاوي الاردني صالحاً لهذا الدور فتخلصوا منه بعد انتهاء دوره، وبقتله اثبتوا اخلاصهم المزعوم للشيعة والمالكي وهو ما موّه على الشيعة بصورة اكبر اي انهم ضربوا به اكثر من عصفور.
انا شخصياً شعرت بان هنالك مخطط خطير وكبير يجري تحقيقه على الساحة العراقية بعد مشاهدتي قبل اكثر من عام لفلم وهو يبرز رتل عسكري يطلق النار العشوائي من العربات والدبابات العسكرية على سطوح المنازل في شارع فارغ من كل شيئ ويدعي الانتصار وتطهير الرمادي من الغزاة.
وقد تساءلت حينذاك اين القائد العام للقوات المسلحة، الا يعي تفاهة ومسخرة هذا الفلم؟، هل وصل الامر بالضحك على ذقون الشعب العراقي الى هذا الحد؟، فتوقعت وقوع الكارثة لامحالة وقد وقعت باحتلال الموصل.
والان وقد اصبح تقسيم العراق ووضع الكرد يدهم على كل مايريدونه رغم تعاون حكومة التغيير معهم بكل اخلاص امر شبه حتمي ليفرض نفسه على الساحة العراقية وليتحرك كل شريف من خلال امور محددة فلا حل سواها.
* مواجهة الحكومة العراقية لكل الاطراف الدولية والاقليمية واهمها امريكا طبعاً لمناقشة هذا الامر بكل حزم.
* الاعتماد على قوى يتم التاكد من دعمها للعراق بشكل حاسم كالصين وروسيا مثلاً.
* تحرك جماهيري واسع للمطالبة بتوضيح مستقبل العراق بكل مصداقية، والتصارح مع السنة بكل شفافية.
فالامر بكل صراحة مرهون بالارادة السنية ليختاروا ما هو مستقبلهم فان ارادوا البقاء مع الوضع العراقي الديمقراطي فعليهم لعب دورهم، اما ان ارادوا الانفصال فليعلونها صريحةً وليعلموا عندها اذن ان القيادات البعثية هي التي ستسود لديهم في النهاية لان داعش ستختفي حال اكمال هذا الامر وعندها لانقول الا الى حيث القت رحلها ام اشعب.
وهو تعالى من وراء القصد والحافظ لهذا البلد المظلوم.