22 ديسمبر، 2024 11:35 م

عجيب أمرك أيتها المرأة العراقية ، لا أجد كلمة ترتقي الى وصف طُهرك و صبرك و يقف القلم حائراً في التعبير عن مواقفك البطولية الرائدة وأنتي تقفين في ميادين الثورة و ساحات الإحتجاج في مختلف مدن العراق جنباً الى جنب مع أخيك العراقي الثائر تنشدان معاً أغنية الأمل و تعزفان لحن الحرية وليس هذا غريباً عن المرأة العراقية ، فعلى مدى أربعين عاماً من الحروب والنزاعات التي خاضها العراق و ظروف الحصار العصيبة بكل تفاصيلها التي مر بها العراق والعراقيون صارت المرأة العراقية ترتدي ثوب الصبر والمطاولة و تشد إزارها بالشجاعة والإيمان ، فهي التي كانت ولا زالت تجود بالغالي والنفيس من أجل دعم أسرتها وأهلها و تلجأ الى كافة طرق و أساليب التدبير المنزلي الممكنة رغم كل الظروف ، علاوة على ذلك فإن الظروف الأمنية غير المستقرة التي إعتاد عليها العراق والعراقيون جعلتها دائماً على أهبة الإستعداد لمواجهة الظروف الإستثنائية الطارئة حتى أن الكثير من النساء العراقيات قد تدربن في السابق على السلاح وإكتسبن خبرات واسعة في مجال الإسعافات الأولية والخدمات الأخرى التي تقتضيها ظروف المرحلة.

و على ضوء هذه الخلفية الرصينة ترى ساحات الإحتجاج في العراق تزدان بقناديل الثورة من نساء العراق بمختلف أعمارهن وخلفياتهن العلمية والإجتماعية يقفن يداً بيد مع المتظاهرين في دعم المطاليب الوطنية وإضاءة طريق الثورة ، فترى باقة منهن ينظفن الطرقات والأرصفة من أتربة وأوساخ تراكمت لسنين كانت الدولة منشغلةً عنها في تنظيف البنوك والمصارف من أوساخ الدنيا ، و باقة أخرى منهن يقمن بإعداد الطعام والشراب للمتظاهرين وغسل ملابسهم بينما كانت الدولة لاهيةً في إعداد خطط ومشاريع وهمية بالمليارات تضحك بها على ذقون الشعب الذي وضع جل ثقته في حكومته و شخوصها ، وباقة أخرى يقمن بتضميد  المصابين الجرحى من المتظاهرين نتيجة رمي الرصاص وقنابل القتل الدخانية بينما من جهة أخرى كان الدخان يتصاعد من تنانير الخبز وإعداد أول وجبة خبز يتناولها المتظاهرون السلميون الجائعون الى وطن عربي حر ذو سيادة كاملة ، وباقة منهن أخرى تسعى بين المتظاهرين بحثاُ عن نبلاء الثورة من سواق التكاتك ليتبرعن لهم بكلفة الوقود بينما كانت الدولة تتبرع بحقول نفطية عراقية كاملة الى دول الجوار لتنعم بخيراتها وتترك الدعاء والصلاة لشعب العراق أملاً في أن ينزل الله بركات من السماء يسد بها قوت يومه.

بالمقابل كان لمليشيات الأحزاب الحاكمة في العراق رأي أّخر ربما أرادت به تكريم المرأة العراقية الصابرة المجاهدة وعلى طريقتها الخاصة ، تلك المرأة التي قدمت أروع صور الإنسانية والإيثار في حب الوطن وخدمة المواطن ، إلا أن رجال “الطرف الثالث” سارعوا الى تنفيذ هذه المهمة فأهدوا لهن الموت و الإختطاف . ومع ذلك لم ينثنِ عزم الماجدة العراقية عن مساندة الثورة والثوار والثبات على موقفها رغم تراكم الأحزان في فقد الإبن أو الزوج أوالأخ فها هن أخواتنا و نسائنا اليوم يقمن بتشكيل دروع بشرية في محافظات الوسط والجنوب ضد بطش الجبناء من أشباه الرجال في سرايا وفرق الموت التابعة لأحزاب الشيطان ويخرجن بمسيرات مشرفة يحملن لافتات الحق وتصدح حناجرهن الطاهرة بكل شعارات التنديد والرفض لوجود حكومة بائسة فقدت شرعيتها بإمتياز واصبحت ذيلاً لحيوان مفترس . طوبى للمرأة العراقية العظيمة التي كانت ولا زالت طوق نجاة إذا ما إدلهمت الخطوب و شرفاً و عزاً لأهلها ووطنها .