تعد القناة العراقية الفضائية من أسوأ القنوات الإعلامية من حيث التوجهات الطائفية واثارة النعرات المذهبية، من وجهة نظر كثير من المحللين لأنشطتها وبرامجها الدعائية ونشراتها الاخبارية ، في وقت يعد رئيس الوزراء نوري المالكي من أكثر الشخصيات العراقية الحاكمة ايغالا في الطائفية والشحن الطائفي والتحريض على الكراهية، وهو وان أظهر في بعض خطاباته انه ضدها، لكنه في الحقيقة من اكثر المدافعين عنها بل والمحرضين على اثارتها.
وفي بحث استخدم طريقة تحليل المضمون للبرامج والتوجهات التي تضمنتها الفضائية العراقية الناطقة بإسم الحكومة انها الاكثر تشدقا بالطائفية واثارة نعراتها بين مضامين خطاباتها ولغتها التي تستخدمها في أغلب برمجها ونشراتها الاخبارية، وتعد هذه الفضائية للاسف من اكثر الفضائيات التي تستخدم سموم الطائفية لبث الفرقة بين ابناء الشعب العراقي، واثارة كل ما من شأنه زيادة الاحتراب الاجتماعي والمذهبي، وفي الاستماتة في الدفاع عن كل ما يطرحه المالكي ومقربيه ومن قياداته العسكرية التي تتخذ من الفضائية العراقية منبرا لبث توجهاته التحريضية الطائفية وفي اثارتها لكل عوامل التفرقة والاختلاف وشق وحدة الصف العراقي وتمزيقا لوحدته الوطنية، في وقت راح ملايين العراقيين يتذمرون من توجهاتها ويعزفون عن مشاهدتها كونها تعد مناهضة لاحلامهم وأمانيهم ، وتوغل في تكريس أجواء التشاؤم والتناحر بين العراقيين ، حتى عدت لدى الملايين منهم على انها ( القناة السوداء) لكونها الاكثر تحريضية على الفتنة والاقتتال والإنحياز السافر لفئة أو طائفة دون أخرى، في حين لاتحتل بقية برامجها غير الطائفية سوى خمسة بالمائة في أكثر تقدير.
واستعرضت الدراسة التحليلية التي أجراها باحث له باع ضليع في هذا المجال ان فضائية العراقية هي التي قامت بعرض الاف العراقيين الابرياء ضمن برامجها وقد اتهمتهم بالقيام بمختلف الانشطة الارهابية ، عن طريق عرض الاف الاعترافات المفبركة التي قامت بها اجهزة امنية واستخدمت الفضائية العراقية وبتوجيه من المالكي لاثارة الطائفية وتشويه سمعة المكونات والجهات التي يعتقد انها لديها وجهات نظر تختلف عن الحكومة او تعارضها في بعض توجهاتها الطائفية والمذهبية، بل ان الاجهزة الامنية راحت تقتنص الفرص لايقاع بكبار الشخصيات السياسية العراقية من مكون بعينه لاختلاق تهم وتوريط البعض منها من خلال اقامة علاقات مشبوهة دون ان تدري، مع ( ساقطات ) أو ( شاذين جنسيا ) لارغامهم على الاعتراف على شخصيات رفيعة يعملون تحت أمرتها، أو ورطتهم بطرق واساليب أخرى ، واتهمتهم بالأرهاب وكثيرون منهم بل غالبيتهم ابرياء، لكنهم اضطروا تحت ضغط التعذيب والتهديد الاعتراف على اعمال لم يقوموا بها ، وكانت عشرات الشبكات التي اعلنت بها على هذا المنوال هي من هذا الصنف الذي اظهرته، لكي تظهر انها تتابع الاوضاع ، وما يعلم احد ان كل هذه الاعترافات التي تظهر على شاشة العراقية قد انتزعت بالقوة والإكراه، ولم يكن غالبية اؤلئك الذين وقعوا ضحايا سجون ومعتقلات واسعة قد تورطوا بأية اعمال ارهابية كما اشاعته عنهم الفضائية العراقية في برامجها ومقابلاتها شبة اليومية والتي استهدفت الاساءة الى مكونات بعينها وتشويه سمعتها والايغال في نشر الافكار الهدامة.
وأجرت الدراسة عملية تحليل المضمون لخطابات المالكي طيلة فترة تقلده منصب رئاسة الوزراء فوجدت ان لغة المالكي تحريضة بل من اشد الخطابات الطائفية اثارة للفرقة والانقسام وتحريض الاخرين على الانتقام والقيام بعمليات ارهابية حتى للجماعات المساندة له والتي وقعت تحت تضليل دعائي استخدمه المالكي ضد شخصيات بارزة في الائتلاف الوطني ومن بعده ضد التحالف الوطني لتشويه سمعة الكثير من هذه الشخصيات والحط من قدرها في الوسط الجماهيري واختلاق مختلف التهم للاساءة اليها، وربما كان التيار الصدري من اكثر ضحايا ما استهدفه المالكي من عمليات التشويه على شخصيات في التيار الصدري واختلاق مختف التهم واشاعة الانحرافات السلوكية في محاولة للايقاع بهم امام جمهورهم وكتلهم السياسية ، ولم يسلم حتى أعضاء ومساندي المجلس الاعلى مما تعرض له من حملات تشويه والايقاع بشخصياته بمختلف التهم والتلفيقات، لكن اشد التوجهات التخريبية كانت في الجانب الطائفي ، اذ عدت الدراسة خطابات المالكي من اكثر الخطابات تحريضا على الطائفية واثارة للنعرات والانقسامات المذهبية، وعملت من اجل تشويه سمعة كل من يختلف مع المالكي او تخشى ان تصطدم به يوما للاساءة اليه والحط من قدره وحرقه عندما يحين الوقت المناسب عندما يشتد اوار الازمات معها.
وأجرت الدراسة تحليلا لمضامين خطابات المالكي وبخاصة عند زياراته الى محافظات النجف وكربلاء وبعض مدن الجنوب، إبان الاحداث الامنية التي تتعرض لها ، حيث لاحظت الدراسة من خلال إستخدام إسلوب تحليل المضمون على خطابات المالكي انه يمعن في استخدام الطائفية الى أبعد حدودها، وتجد بين ثنايا هذه الخطابات تحريضا للمتلقي ضد طائفة معينة واثارة الاحقاد ضدها، وصب اللعنات عليها، ويحاول المالكي استخدام بعض الاحداث الامنية كتعرض بعض المناطق في بغداد لانفجارات واحداث دامية لاستخدام التحريض الطائفي الى أبعد مدياته، وهو في الوقت الذي يصدر تعليماته ويشدد في خطاباته وبخاصة لدى زيارته الى جامعة البصرة على محاربة التوجه الطائفي تجد ان طابع الزيارة نفسها ( طائفي ) بحث بل يعيد صب نقمته ونقمة الاخرين لاثارة احقادهم الى المكون الآخر واتهامه للمتظاهرين في المحافظات واطلاق مختلف التهم عليهم يدخل في هذا الاطار.
وخلصت الدراسة التحليلية الى نتيجة مؤداها ان المالكي يعد من اكثر السياسيين العراقيين اثارة للفتنة الطائفية ومحرضا عليها ويضع جانبا كبيرا من اهتماماته وفي خطاباته لاظهار الجانب الطائفي وصب اللعنات على الطرف الاخر، واستخدام لغة غاية في البشاعة والسوداوية ضد كل من يقف بوجهه او يوجه النقد لسياساته، ويحاول قدر الامكان اضفاء صبغة اقليمية على التوجهات الطائفية التي يختلقها هو من ثنايا خطبه المسمومة والمليئة وبالاحقاد والكراهية ذد الاخر ، أيا كان شكل الاخر، حتى لو كان من أقرب مقربيه.
وتخلص الدراسة في نهاية المطاف الى انه لو تم احالة المالكي الى المحكمة الجنائية العراقية لكانت قد اتهمته بارتكاب جرائم حرب وابادة ضد شعبه، كونه يوغل في استخدام الطائفية والكراهية ضد الاخرين، وهو بحد ذاته يكفي لتقديمه الى العدالة على انه “مجرم حرب يستحق عقوبة الاعدام على جرائمه بحق الشعب العراقي”بحسب ما خلصت اليه الدراسة.