10 أبريل، 2024 3:39 ص
Search
Close this search box.

قناة العراقية تفتح طرقاتنا المغلقة!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحديث عن الخطط الامنية في العراق، وتأمين سلامة المواطن وحمايته، صار اشبه بالنكتة القديمة التي لاتجد من يستمع لها او حتى يمتثل لتعليماتها واساليبها، وقد بدا فشلها واضحاً بعد نحو عشر سنوات من عمر التفجيرات والمفخخات وتجولها بكامل حريتها بين شوارع العاصمة بغداد وبقية المدن العراقية، وتضحك بدورها ملئ فمها من تلك الخطط التي لم تقدم لنا سوى المزيد من مجالس العزاء والقهر واغتيال الوقت ودمار الاعصاب.

المشكلة التي صارت حديث الناس اليوم، انه ومع كل التحديات التي تواجه السلم الاهلي في العراق، ونهم الجماعات المسلحة والمتطرفة للموت، الا ان هناك استهانة كبيرة بحياة المواطن، عندما تتعمد الجهات الامنية استخدام ذات الاساليب البدائية والفاشلة- باعترافها- في التفتيش وفحص العجلات، اضافة الى تعطيل المئات من موظفي الدولة وطلبتها وكسبتها يومياً في زحامات يومية لاطائل منها، سوى حصد مزيد من الخسارات واهدار الوقت ومواساة بعضنا بعدها لارواح الضحايا الابرياء الذين قضوا حياتهم مع استمرار تطبيق تلك الخطط وتناسل القوات الامنية بشكل مبالغ في المدينة.

بالامس مثلا ، استطعت اجتياز حاجز امني مهم وضعته احدى نقاط التفتيش قرب تقاطع ساحة النسور لاجل تأمين قاعات العد والفرز للانتخابات البرلمانية منذ اكثر من عشرة ايام، وسبب زحاماً وارباكاً كبيراً في انسيابية الطرق وحركة العجلات التي تبحث عن بديل لطرقاتها المغصوبة! اقول استطعت اجتياز الحاجز بحيلة بسيطة اسمها (قناة العراقية) كونها المفتاح السحري لفتح كل الابواب المغلقة، فالضابط المعني عن غلق الشارع المؤدي الى العلاوي عبر شارع معرض بغداد الدولي، رفض فتحه لامر به بسيارتي،فقلت له اني صحافية ومكلفة بتغطية عمليات العد والفرز، ورفض ايضا ولكنه عاد ليسألني الى اي جهة تعملين فقلت له بسرعة اعمل في قناة العراقية فما كان منه الا ان يصيح بزميله( خليها تفوت هاي من ربعنا وعلى راسنا العراقية) وتركني اعبر بسلام دون اي تفتيش فيما راح يمد اسلاكه الشائكة بسرعة امام رتل العجلات وهي تظن ان الطريق قد فتح.. ولو تغاضينا عن قضية انحياز ذلك الشرطي لقناة حكومية تابعة للسلطة دون غيرها، فهل يمكننا

التغاضي عن جهله بأبسط قواعد الخطة الامنية وهو تفتيش العجلة خاصة وهي تمر قرب مقرات العد والفرز في بغداد!!.

صديقة مقربة لي اخبرتني انها تعتمد احياناً على هويتها الاكاديمية كتدريسية في الجامعة للمرور من امام اي حاجز امني، برغم ان لم تجدد هويتها منذ اكثر من عشر سنوات، لكن اياً من رجال السيطرات قد قرأ الهوية واكتشف الامر وكل مايفعلونه هو تقليبها يميناً ويسارا والاستعانة عوضاً عنها بقراءة الوجوه !! أومغازلة الوجوه المليحة وكان الله يحب المحسنين!

نحن في ازمة خطيرة اسمها حفظ الامن في البلاد، فمالم تكن هناك خطط ناجحة وقوية وتدريبات مكثفة لرجال الامن المكلفين بحمياتنا من وحش الارهاب المتربص بنا كل ساعة، فيعني اننا سبقى رهن الموت و الخوف والصدفة التي تمنحنا كل مرة حق الفرجة على تناثر الاشلاء حتى هذه اللحظة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب