7 أبريل، 2024 8:45 ص
Search
Close this search box.

قناة العراقية بين إعلام الدولة وإعلام الحكومة

Facebook
Twitter
LinkedIn

ان مفهوم اعلام الدولة هو قرين لفكرة البث العام وتكون المؤسسة الاعلامية التي تتبنى اهداف الدولة وليس اهداف الحكومة هي اعلام الدولة بمعنى ان جميع اللاعبين فيها متساوون والحكومة بمستوى المواطن الاعتيادي وليس لها ان تميز الحكومة على غيرها وهذه الخصوصية تكمن في كونها تمول من المال العام وليس مال الحكومة وبما ان شبكة الاعلام العراقي التي من تشكيلاتها قناة العراقية تمول من المال العام وانها تمثل البث العام وتعد من الهيئات المستقلة فلابد وان تتسم بالاستقلالية في عملها وان يكون خطها الاعلامي متميز عن غيره من بقية القنوات العراقية التي تعد من القنوات القطاعية لان بعضها ممول من الحكومة عبر وزاراتها او تمثل احزاب او جهات سياسية او قطاعات تجارية وهذا التمييز ليس تمنيات بل واجب على القائمين عليها لان قانونها اكد على ذلك ودستور العراق ذكر في طياته هذا الواجب ، ومناسبة القول ما يمر به العراق من حركة تصحيح ومحاربة للفساد الاداري الذي اطنب في معاقل الدولة ومفاصلها ، حيث يلاحظ المراقب لعمل قناة العراقية انها تسير مع هوى الحكومة كيفما تكون وساعرض لبعض الحالات التي وقفت فيها قناة العراقية موقف الحكومة وليس الدولة ونعلم ان الدولة ليست الحكومة وانما جزء منها

1. عندما حصلت الاحتجاجات ضد حكومة المالكي كانت العراقية مع الحكومة في تحجيم اخبار الاحتجاجات وتنقل وجهة نظر الحكومة فقط وعواجلها عن الحكومة فقط ولا علاقة لها باي مكون اخر من مكونات الدولة الاخرى بما فيها الشعب وعندما تعرض العراق الى الهجمة الداعشية كانت تعبر عن راي الحكومة وفي ازمة انتقال السلطة من المالكي الى غيره في بادئ الامر وقفت مع تيار الحكومة المالكية وطبلت لمفهوم الولاية الثالثة.

2. وبعد ان تولى العبادي زمام الامور برئاسة مجلس الوزراء انتقلت بهواها الى ما يأتيها من مكتبه الاعلامي وليس لها من نشاط اعلامي الا بتغطية اخبار الحكومة فقط وانها تبرز في فواصلها وعواجلها ونشراتها الاخبارية انجازات الحكومة الوهمية وهذه حتى لو صح حدوثها فانها واجب الحكومة وليس منجز لها لان ما ورد فيه لم يكن سوى اعلان لامنيات وليس افعال

3. ثم بعد ان انطلقت شرارة الاحتجاجات في البصرة من جراء ارتفاع درجات الحرارة وسوء الخدمات وانقطاع الكهرباء كانت العراقية تساير الحكومة بتجاهل هذه الاحتجاجات وبعد ان اتسعت رقعتها وشملت محافظات اخرى ومنها بغداد لم تلتفت اليها لا من بعيد ولا من قريب لان الحكومة لم تكن تعير بالا لها لكن بعد دخول المرجعية على خط الاحتجاجات وتبنيها لمطالب المحتجين اضطر العبادي الى الظهور بمظهر المصلح واطلق الوعود والتمنيات التي لم يتحقق منها اي شيء لغاية الان وعند ذاك تغير هوى قناة العراقية واصبحت تغطي المظاهرات والاحتجاجات وتتبنى مطالبهم ليس لانها تعنى بهم وانما لان بوصلة الحكومة اتجهت نحوها

4. حتى هذه الغطية لم تكن لبيان مطالب الجماهير وحاجاتهم وانما تسعى لتجييرها لمصلحة الحكومة حيث تؤكد في نشراتها وتغطيتها عبر مراسليها والتقارير التي تقدمها بان هذه الاحتجاجات لدعم العبادي والحكومة وليس لانها حاجات المواطن الاساسية وجعلت من هؤلاء المتظاهرين جمهور مؤيد للحكومة وليس فاعل في مراقبتها ومحاسبتها

لذلك فان قناة العراقية لم تتخلص من عقدة التابعية للحكومة كائن من يكون رئيسها والحاجة تدعونا الى تفعيل فكرة البث العام وان نغير الية تفكير القائمين عليها وجعل الهدف والمسعى هو اعلام الدولة وليس اعلام الحكومة لان الحكومة لها اعلام عبر مكاتبها الاعلامية والناطقين باسمها وقنوات وزاراتها لذا ادعوا الجماهير المحتجة الى تبني مطلب تصحيح الية تفكير القائمين عليها والنهوض بها الى مصافي حاجات المجتمع وليس وسيلة حكومية

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب