23 ديسمبر، 2024 1:19 ص

قناة العراقية الفضائية دعوة للضحك ام للبكاء

قناة العراقية الفضائية دعوة للضحك ام للبكاء

فوجئت فجر يوم الاثنين 1_9_2014 وانا اتابع نشرة الاخبار المعادة من قناة العراقية بتقرير يحمل عنوان (اضحك على داعش) شدني عنوان التقرير ورحت اتابع باهتمام؛ومع ظهور كل لقطة في لقطات التقرير يزداد استغرابي وتعجبي وطرحت مع نفسي اسئلة عديدة….هل ما اشاهده الان يبث من قناة العراقية ؟وسرعان ما اجبت ؛مستحيل..قناة العراقية قناة الدولة؛قناة ملتزمة وقناة داعمة للشعب والجيش في حربه مع الارهاب…لكنها قناة العراقية بشعارها والوانها وديكورها ومذيعها ….على ماذا اضحك؟؟؟اضحك على داعش ؟

اضحك على عدو احتل مناطق عديدة من العراق ؟اضحك على عدو استباح كل شيء؟اضحك على عدو تقف كل الاوصاف السيئة عاجزه عن وصفه ؟على ماذا اضحك؟اضحك على عدو جعل امريكا تبحث عن تحالف عالمي لمحاربته…؟اضحك على عدو يجرحني كل يوم بعقيدتي ومبادئي وافكاري وحضارتي وتطلعاتي وفي كل شيئ..؟

على ماذا اضحك ايها الاعزاء؟اضحك على عدو هجر الملايين من اهلي..؟اضحك على عدو سمم افكار البعض ليقترفوا اكبر وابشع جريمة بقتل (1700)شاب؟هل من المعقول ان اضحك على مجموعة لقطات تم تجميعها من هنا وهناك لتقنعني ان عدوي بهذا المستوى من الغباءوالضعف؟

والذي اثار استغرابي اكثر واكثرهو احتواء النشرة على تقرير اخر بعنوان (عصابات داعش الارهاربية تفرض اجراءات تعسفية على النساء في المدن الخاضعة لها)واوكد ان كل لقطة من لقطات هذا التقرير تثير في نفس المشاهد اشد حالات الحزن ولا ابالغ بالقول اذا ما قلت انها تثير البكاء بل البكاء دماً؛فلم اشاهد اجراءات تعسفية (كما جاء في عنوان التقرير)بل شاهدت جرائم كارثية لم اسمع عنها

من قبل ولا يمكن لي ولاحد غيري حتى تصورها …انها لقطات تثير البكاء الممزوج بمشاعر الغيرة والحماسة لانني شاهدت الام والزوجة والاخت والحبيبة والطفلة يغتصبن ويعذبن اشد تعذيب لقطات سرعان ما دعتني ان ارفع يدي للسماء وادعوا الله مخلصاَ ان يخلصنا من هذا الوباء….واذا كان هذا التقرير قد اثار في مشاعر الحزن حد البكاء فان التقرير الاول الذي دعاني للضحك على داعش هو الاخر اثار فيٍ مشاعر الحزن لانني تاكدت من ان ما تقدمه قنواتنا الفضائية رغم صدق نواياها لا يرقى الى عظم الحدث ولا ينافس اعلام داعش الارهابي.