15 أبريل، 2024 5:02 ص
Search
Close this search box.

قناة الشيخ الگيلاني اضخم قناة مياه مرفوعة في بغداد

Facebook
Twitter
LinkedIn

في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا كلمات عن قناة مياه مرفوعة في بغداد وهي قناة الشيخ عبد القادر الكيلاني وترجع ضخامة واهمية هذه القناة او الساقية الى انها الاقدم زمنا والاكثر ماء من بين القنوات التي تم انشاؤها في بغداد بعد سقوط بغداد بيد المغول واندثار مشاريع اسالة الماء التي تغذي اهل بغداد زمن الخلافة العباسية كما ان المصادر تشير الى ان هذه القناة تم انشاؤها سنة ١٦٠٤ واستمرت لغاية ١٩١٥ وكان من الطبيعي ان تنال مشكلة نقل مياه الشرب الى بغداد بعد تأسيسها زمن الخليفة المنصور الاهتمام فكانت هنالك القنوات والانهار التي تخترق بغداد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وفي جانبي بغداد الغربي الكرخ والشرقي الرصافة وان ظهرت مشكلة تلوث مياه الانهار في السنوات الاخيرة من العهد العباسي فظهرت السقايات والسقاؤون وبعد دخول هولاكو ازداد الامر سوءا اذ فقدت بغداد ما كان يحيط بها من نبات وخضرة لكن منذ استقرار الحكم العثماني شهدت بغداد تطورا ملموسا في تصميم مشاريع مياه الشرب تعتمد على انشاء قنوات محكمة لنقل مياه الشرب مرفوعة على عقود عالية مبنية بالاجر والنورة ويرفع الماء اليها بواسطة الدواليب فتجري المياه بطبقة من القار مجتازة الدروب بانحدار محسوب وبعد نقل المياه تتوزع الى السقايات وهذا ما موجود في ساقية وقناة الشيخ عبد القادر الگيلاني التي تعتبر اهم واقدم مشروع ماء والاضخم في بغداد هو هذه القناة والساقية التي اشار اليها اول مرة الرحالة البرتغالي بيدرو تكسيرا سنة ١٦٠٤ وكذلك الدنماركي نيبور سنة ١٧٦٦ وتمت الاشارة اليها في وقفية سنة ١٨٠٩ وفيلكس جونز ١٨٤٦ وهذه القناة يبلغ طولها اكثر من كيلومتر وتبدأ من شاطئ دجلة في محلة السنك ثم تمتد فوق جدار عال يبلغ ارتفاعه اكثر من مترين وتعبر الطريق الذاهب الى الباب الشرقي والطريق الذاهب الى جامع الخلاني والدرب المتجه الى محلة الصدرية وتنتهي عند جامع الشيخ عبد القادر الگيلاني حيث تملأ حوض سقايته بالماء المخصص للشرب ولذلك سميت هذه المنطقة والى الان رأس الساقية وتأخذ هذه القناة المياه من دولاب يرفع الماء من بئر عميقة على شاطئ النهر وقام الوالي علي رضا باشا ١٨٣١ بتجديدها واضافة اشياء لها وفي ذلك يقول الشاعر:
لله ساقية قد شاد مبناها
والى العراقيين اقصاها وادناها
من ماء دجلة اجرى سلسبيل ندى
يروي العطاش من الرمضاء اصفاها
وقد حظيت هذه القناة وسقايتها بعناية فائقة لاهمية جامع الشيخ عبد القادر الگيلاني ومدرسته وسعة المحلة وكثافة السكن حيث تولى نقباء الاشراف ومتولي الاوقاف القادرية وبموجب حجج شرعية يصدرها ولاة بغداد الاهتمام بالقناة والعناية بمرافقها وكانت لها بناية كبيرة لها حوض وفيها ثلاث حنفيات وامام الحوض طارمة ذات ثلاثة اطواق وفي سنة ١٨٩٢ قام احد الاثرياء اليهود بتثبيت انبوب داخل قناة الاجر ورفع العقود القديمة التي كانت تجتازها ووضع بدلا منها انابيب معدنية وفي سنة ١٩١٠ تم الغاء العمل بالدولاب واستعيض عنه بمضخة حديثة وعند فتح شارع الرشيد قضي على آثار القناة المرفوعة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب