تعتبر قناة الشرقية من اولى القنوات العراقية الفضائية التي بدأت بث برامجها بعد الاحتلال الامريكي للعراق وبالتحديد في 4/5/2004 واخذت تستقطب اعداد كبيرة من المشاهدين لما تقدمه من برامج منوعة تحاكي فيها قضايا المواطن العراقي وهمومه خاصة مشاكله التي ولدت بعد الاحتلال وبالذات البرامج الكوميدية السياسية التي لاقت اقبالا جماهيريا منقطع النظير في الوقت الذي تعاني فيه جميع القنوات العراقية الاخرى من التصحر الفني وتعتبر قناة الشرقية الاكثر مشاهدة وتميزا في العراق لما تقدمه من برامج فنية وتمثيلية هادفة توجه سهام النقد اللاذع الى الاداء الحكومي الهزيل والعملية السياسية برمتها ونتيجة لهذا التميز فقد حصلت قناة الشرقية على العديد من الجوائز الفنية في المهرجانات العربية التي شاركت فيها في كل من القاهرة – دمشق – عمان – دبي وغيرها ونتيجة لهذه النجاحات بدأت القناة تدفع ضريبة النجاح فأخذ الحاقدون الذين لا يعجبهم توجه هذه القناة وما تطرحه من افكار بنائه بوضع العراقيل امام مكتبها العامل في بغداد ووصل الامر الى حد اغلاقه في فترة من الفترات واخذت الاقلام المأجورة بتوجيه الاتهامات المختلفة الى هذه القناة ومؤسسها الاعلامي الكبير الاستاذ سعد البزاز فتارة يتهمونه بسرقة ارشيف دائرة الاذاعة والتلفزيون في زمن النظام السابق بحكم كونه كان يعمل مديرا لها في فترة من فترات عمله الاعلامي رغم انه قد ترك العراق قبل سقوط النظام البائد وتارة اخرى يشككون بالتمويل المالي لهذه القناة التي تضم في كادرها اكثر من اربعمئة منتسب والعديد من المراسلين المنتشرين في اكثر من اربعين دولة عربية واجنبية وبعد فشل كل هذه المحاولات الخائبة وازدياد غيظ المتربصين والحاقدين قاموا اخيرا بالصاق تهمة الارهاب بهذه القناة بحجة تعاملها مع تنظيم القاعدة الارهابي حيث نشرت بعض المواقع الالكترونية المداحة للحكومة الحالية وادائها المخزي بالادعاء ان مصور القناة الذي يعد برنامج يوميات مدينة يقدم المعلومات الاستراتيجية الخطيرة المهمة عن شوارع واسواق المدن العراقية من خلال تجوال كامرته في هذه الاماكن وكانها ثكنات عسكرية فهل يصدق عاقل هذا الطرح ان جل ما يعرضه مصور هذا البرنامج من خلال تجوال كامرته في الاسواق الشعبية هو الخضروات والفواكه المعروضة والازبال والنفايات المتراكمة في هذه الاسواق فهل هذه اهداف مهمة يسعى اليها تنظيم القاعدة ام ان محلات الملابس والاقمشة والتسجيلات ومعارض بيع اجهزة الموبايل والمطاعم الشعبية تمثل قواعد عسكرية يستهدفها هذا التنظيم الارهابي . واذا كانت هذه القناة عميلة لتنظيم القاعدة كما يزعمون فمن الذي قتل كادرها اثناء تأدية عمله في محافظة نينوى اذن ؟ ان الافلاس الاعلامي للاجهزة الحكومية وفقدان مصداقيتها واعتماد اكثر الوكالات الاعلامية العربية والاجنبية على ما تنقله وتبثه قناة الشرقية كمصدر للاخبارالخاصة بالشان العراقي ادى الى تعرض المسؤولين على ادارة الاعلام الحكومي المتمثل ( بشبكة الاعلام العراقي ) الى الكثير من النقد والتوبيخ من قبل الاجهزة التنفيذية العليا لعدم استطاعتهم مجارات الواقع الاعلامي المتسارع وفشلهم في التغطية على التقصير الحكومي في جميع مجالات الحياة مما حدا بهذه السلطات الى تبديل القيادات العليا لهذه الشبكة ولاكثر من مرة نتيجة اخفاقاتها المتكررة وعدم خبرتها في ادارة هذا الملف ان كل هذه التهم والتلفيقات سوف لن تثني المسؤولين وكادر هذه القناة عن العمل بجد واتقان من اجل ايصال المعلومة الحقيقة وكشف بؤر الفساد في المرافق الحكومية ونقل الخبر الصادق الى المشاهد العراقي لا بل العربي ايضا وتحقيق الاهداف المرجوة من الرسالة الاعلامية التي تشرف المسؤولين عن هذه القناة بتحمل اعبائها .
