22 نوفمبر، 2024 6:05 م
Search
Close this search box.

قناة الرشيد الفضائية ونقابة الصحفيين..

قناة الرشيد الفضائية ونقابة الصحفيين..

متى يتم وضع حد للتجاوز على حرمات الأسرة الصحفية؟!!
ان تصل قناة فضائية عراقية مثل قناة الرشيد الى منزلة رفيعة وتحظى بكل هذا الانتشار الجماهيري والمقبولية الواسعة لابد وان يقف خلفها رجال أكفاء وكوادر مدربة سهرت الليالي الى ان أوصلت الى هذه المرحلة ، التي أصبحت فيها ( إمبراطورية إعلامية ) إن صح التعبير ، لاتدانيها أية فضائية من حيث عرض البرامج واسلوب التوجهات وكيفية إستمالة المشاهد ، لكن هذا البريق سرعان ما تعرض لوعكة صحية ألمت به ، إن صح التعبير، ولم يعد ذلك القمر المشرق الوضاء يتوهج كما كان ، ولا بد ان هناك جملة أسباب تقف خالف هذه الانتقالة غير السارة في حياة قناة الرشيد.

وقبل ان نؤشر اسباب تراجع هذه القناة ، لا وان نذكر بان توجهات هذه القناة الحيادية والمهنية العالية التي يتحلى بها منتسبوها ، والمصداقية في الطرح والمعقولية في الإتزان، هي التي اوصلت هذه القناة الى هذه المكانة ، الى عروسة مثقلة تزدان بالجواهر واللاليء  امام مشاهديها ، لتحتل قصب الصدارة بين كبرى الفضائيات العراقية التي يشار لها بالبنان.

كانت الرشيد ، القناة الفضائية الأكثر حضورا في الشارع العراقي وداخل العائلة العراقية وبقيت لسنوات هكذا ، الوسيلة الاعلامية الأكثر حضورا في الأوساط الجماهيرية ، لكن ( كبوة ) تعرضت لها هذه القناة ، أدت بمنتسبيها الى مالايحمد عقباه،بعد ان خمد نور هذه القناة بعض الشيء واصابها حالة من البرود وعدم الاهتمام، وتبريرات شتى ، من صاحب المال، وممن اوكله عليها ، أدت الى ما ادى اليه الوضع الجديد من تدهور، كاد يوصلها الى مرحلة الإغلاق، حتى استغنت عن العشرات من خيرة كوادرها ومنتسبيها، وتم تسريحهم بالجملة ، بدون ان يكون هناك مبرر معقول لمثل هذا الاجراء.

وهذه هي أهم مساويء القطاع الخاص في مجال الإعلام، فهو ما ان يرى مصلحته تقتضي ان يتستغني عن العشرات من متنسبيه، حتى يقدم على هذه الخطوة دون ان يراعي الظرف العصيب للكثيرين من منتسبي هذه الوسيلة الإعلامية أو تلك ، اذ ان قناة الرشيد ليست الوحيدة التي أقدمت على هذه الخطوة بل سبقتها قبل سنوات وسائل اعلامية كثيرة لكنها كانت ربما بسبب ظروف خارجة عن أرادتها، ولم يكن العائق المالي هو السبب.

ولم تول نقابة الصحفيين العراقيين للاعضاء العاملين في الوسائل الإعلامية المحسوبة على القطاع الخاص ولا المنظمات الصحفية مثل مرصد الحريات الصحفية او جمعية الدفاع عن حقوق الصحفيين أي اهتمام للاسف الشديد رغم كثرة الشكاوى التي نال منها منتسبو نقابة الصحفيين الكثير، ولم تعطهم النقابة ولا المنظمات الصحفية الاخرى حقهم من الاهتمام رغم القانون الذي اعدته النقابة لحماية الصحفيين وكان قانونا ممتازا لكنه تحول الى حبر على ورق، ولم يتم تفعيل فقراته، وبقي العشرات من العاملين في الحقل الإعلامي يشعرون بالأسى لأن نقابة الصحفيين لم تنصفهم ولو لمرة واحدة في ان وقفت مما تعرض له منتسبو هذه النقابة واخذت لهم حقوقا، وحتى عمال الاجور اليومية الذين يعملون في مجالات البناء والمهن الحرة والمساطر لهم حقوق الا نقابة الصحفيين العراقيين لم تضع لاعضائها والمنضوين تحت لوائها روادع لمن يحاول الاستغناء عن العاملين في هذه القنوات والوسائل الإعلامية وبخاصة الصحف والفضائيات التي تقدم على خطوة كهذه متى شاءت، ولم تتخذ النقابة ما يكفي من الاجراءات التي تعيد بها حقوق اعضائها العاملين على الأقل.

ان الطريقة التي تعاملت بها قناة الرشيد قبل أيام مع كوادرها ومنتسبيها، لم تكن موفقة ولم تأخذ في الاعتبار حقوق اؤلئك الذين ساندوها في محنتها ووقفوا الى جانبها في الملمات والشدائد ، وحفظت لهم حقوقهم بأن يتم ابلاغهم قبل شهر على الاقل ليتسنى لهم البحث عن مصادر اخرى للرزق، وكانت الطريقة التي تعاملت بها مع كوادرها مهينة ومقرفة وتدعو للرثاء والأسى للمستوى الهابط الذي وصلت اليه هذه القناة مع كوادرها ومنتسبيها، ولم تجد مناشداتنا للنقابة وللسيد النقيب أي تحرك جاد يوقف أساليب تعامل كهذه أقل ما يقال عنها انها غير أخلاقية بالمرة..

ان الاسرة الصحفية تدعو الاستاذ مؤيد اللامي الى وقفة جادة هذه المرة وطرح الموضوع في اجتماع عاجل لمجلس النقابة ودعوة كل من تضرر لمطالبة القناة بالتعويض عن الاضرار التي اصابت بها العاملين فيها ماديا ومعنويا وبأسرع وقت ممكن وتحرك المحاكم المختصة لكي تعيد حقوق العاملين فيها، لنحفظ لنقابة الصحفيين ولصاحبة الجلالة بقية هيبتها، وحتى يكون تصرف كهذا لايمر مرور الكرام دون ان يتم وضع حد لمن تجاوز على حقوق الاسرة الصحفية ، عندها نكون قد وضعنا ايدينا في الطريق الصحيح..والله من وراء القصد.

أحدث المقالات