22 نوفمبر، 2024 11:13 م
Search
Close this search box.

قناة الرشيد الفضائية..والجنابي ..قراءة في أسباب التعثر والضياع

قناة الرشيد الفضائية..والجنابي ..قراءة في أسباب التعثر والضياع

اطلعت على مقال كتبه احد رواد قناة الرشيد من الاعلاميين المعروفين في الوسط الاعلامي يوم أمس الاحد الاول من أيلول ، يشير فيه الى المكانة المرموقة التي وصلت اليها هذه القناة في سنوات سابقة، حتى وصلت الى ما أسماه الكاتب بـ ( امبرطورية اعلامية ) ، وقد أعجبني وصف الرجل للقناة، على انها كانت الغانية المثقلة بالجواهر وأصبحت كالعروسة التي تتفاخر بين ملكات الجمال، للانتشار والحظوة التي نالتها قناة الرشيد بين الاوساط الجماهيرية والاعلامية ، وكانت فعلا قناة يشار لها بالبنان، للقيادي والاعلامي والاديب الكبير الذي أشرف على قيادتها وهو الاستاذ أمجد توفيق الذي كان وما زال علما من علماء الادب والاعلام والثقافة، حتى أوصلها الى هذه المكانة بفضل خيرة الكوادر التي اختارها للعمل في قناة الرشيد الفضائية، وهو من أرسى لها نظرية العمل وسياقاته ، ووضع خارطة طريقها الى الشهرة والارتقاء، حتى تالقت في سماء الإعلام شامخة لاتدانيها فضائية .

وأود أن أقول بصراحة وبلا مجاملة ان الاستاذ سعد عاصم الجنابي قد وفر كل عومل الدعم المادي والمعنوي لكي تصل القناة الى هذه المكانة الشامخة التي وصلت اليها قبل سنوات، ولم يتدخل الرجل في عمل القناة ولا في اختيار الكوادر، الا في التوجيهات العامة بأن تبقى هذه القناة عراقية اصيلة تبتعد عن الطروحات الطائفية والمذهبية وتنهج الاعتدال والوسطية خبار ربما الا كل سنتين مرة للسلام عليهم فقط ،وكانت توجيهاته تؤكد دوما من خلال قيادة القناة على ان تكون قناة لكل العراقيين وتقف بوجه الارهاب بجميع اشكاله ، وكان أخر مقال كتبته قبل ايام هو كيف كان الجنابي يقف ضد الارهاب بعنوان التجمع الجمهوري كيف وقف بوجه الارهاب ومن يدعمه ) ، من أين أتى ، وكانت العائلة العراقية ترى في قناة الرشيد ضالتها، وكان له ما اراد بعد ان اوكل مهمتها للاستاذ الاعلامي والقدير أمجد توفيق الذي وضع لبنات الصعود الى القمة لهذه القناة، ولم يتدخل الجنابي ولو لمرة في الاستغناء عن خدمات اي موظف او كادر من كوادر القناة، ان لم يكن قد أوصى بالحفاظ على ثروة من هم مخلصين وأكفاء وأثبتوا جدارة في عملهم وابداعهم ، وقد شرع كاتب هذه السطور قلمه للدفاع عن سعد عاصم الجنابي بوجه أفاع سامة كثيرة وحيتان كبيرة ، كانت حاقدة على المكانة المتميزة التي وصلت اليها قناة الرشيد والمهام التي كان يعمل في وسطها وهو شركات الجنابي للتجارة، وكانت مواقفه ايام النازحين مشرفة يوم وقف الى جانبهم وشرعت قوافله تجوب انحاء العراق بحثا عن المحتاجين للمساعدة، كما ان هناك برنامجا من خلال قناة الرشيد  تعده الزميلة والاعلامية الكبيرة ومن وهبها الله الجمال والملكة الادبية والثقافية هيفاء الحسيني في برنامج تلفزيوني انقذت من خلاله مئات المرضى والمحتاجين، وكان من افضل البرامج التي أكسبت القناة انتشارا جماهيريا ، وابدعت فيه الحسيني ايما ابداع ،لكن البرنامج توقف للاسف لدواع مالية كما يبدو، وراح الكثير من المرضى والمحتاجين يأملون ان يعاد العمل فيه، كونه كان وسيلتهم في الشفاء والخلاص من آفة المرض والعوز والفقر والفاقة للكثير من العراقيين بسب امراض الحروب والتهجير والحرب الطائفية وبرنامج بالحرف الواحد الذي كان يقدمه الاعلامي القدير احمد الملا طلال الذي اصبح الان نائبا في البرلمان وبرنامج اليوم الجديد وبرمج اخرى كثيرة لايتسع المجال لذكرها.

غير ان نجم هذه القناة كاد ان يخبو منذ سنتين تقريبا منذ ان غادر القناة مديرها العام الاستاذ أمجد توفيق الذي يشهد له الجميع بأنه صاحب الفضل الكبير في ان وصلت قناة الرشيد فيها الى هذه المكانة المتميزة التي كان يحسدها عليها الكثيرون، وما ان غادرها الرجل  حتى أفل نجم هذه القناة وراحت تتدهور أحوالها من سيء الى أسوأ.

ومما يدعو للاسف والرثاء ان هذه القناة استغنت عن خيرة كوادرها المتألقين في نجوم الصحافة والثقافة واختارت بدلا عنهم ممن ليس لديهم سوى خبرات محدودة ومن المبتدأين في العمل الاعلامي وممن يبحثون عن أرخص الاسعار وما درى القائمون على القناة ان ( اللحم  الرخيص يخسف القدر) كما يقال في المثل العراقي المعروف ، ومن يريد ان يمشي أمور القناة كيفما اتفق يتبع هذه السياسة التي غادر على اثرها الكثيرون بسبب نهج ادارة القناة التي سلكت مبدأ ( اللحم الرخيص ) للعمل في قناة لم يبخل صاحبها في تقديم الدعم الا في الاشهر الاخيرة ، لكنه لم يوصي ابدا بالاستغناء عن خدمات المتميزين والمقتدرين ووممن كانت لهم مواقف مشهودة مع القناة او ساندوا الجنابي في حملات اعلامية كان يتعرض لها من كثيرين، ووقفت بقلمي شخصيا ادافع عن الجنابي وعن التجمع الجمهوري الذي يقوده ، بل وتحولت اقتراحاتي له الى برامج عمل للتجمع بالرغم من أنني لم انتم اليه ولم أكن واحدا من أفراده ،  واصدر التجمع على اثر كتاباتي ومقترحاتي بيانات كانت قوية وتحرص على الحفاظ على الوحدة الوطنية واللحمة العراقية الاصيلة البعيدة عن الطائفية وعو دور شيوخ العشائر في التجمع وعن ضرورة اشراك المثقفين والاعلاميين الكبار فيه وكذلك الشباب والكوادر المؤهلة والمعروفة على صعيد شعبي ووقفت بوجه من سعى للنيل من الاستاذ سعد الجنابي انطلاقا من حبي للقناة وشغفي بها ودوامي اليومي من الساعة السادسة والنصف صباحا حتى الرابعة عصرا ولأربع سنوات تقريبا اعطيتها عصارة عمري ووهبت لها من عوامل الابداع والرقي ما يشهد لها الكثيرون، الا ناكري أصلهم وممن غاب ضميرهم أو باعوه في سلك النخاسة بثمن بخس!!

وبأمكان صاحب المال ان ينقر على موقع ( غوغل ) عن أسمي ليعرف كم كتبت عنه وكم دافعت عنه، بوجه سلاطين المال الذين سعوا لتشويه توجهاته من خلال اقلام مأجورة، في دول عربية واجنبية، ولم اقبض من جراء كل هذه الحملات درهما واحدا، الا لكون رزقي الحلال هو من يدفعني للدفاع عن الوقوف بوجه من يحاول ان يلوث سمعة الرجل او يشوه مضامين توجهاته، لكنني لم احصد من كل هذا الدعم والوقفة المشهودة الا نكران الجميل من ( البعض ) ممن اغاضهم ان اكتب عن الجنابي في ظن سقيم منهم ان ابحث عن التقرب منه والحصول على مغنم كرسي أو منصب أو وجاهة، بالرغم من انني غادرت المناصب منذ سنين طويلة لقرفي منها ، ولم يسأل الجنابي عني وعن كتاباتي  ، الا من خلال السيد المدير العام، وما كتبه اخرون ضده ممن كان يقبضون من اطراف سياسية وتجار مرموقين (  دفاتر ) من العملة الخضراء ، اما انا فأقسم بالله العظيم وبشرفي الاعلامي والشخصي وبحق اولادي وبناتي لم أقبض منه على كتاباتي القوية والمساندة له  ولو سنتا واحدا، إكراما لعيون الجنابي الذي حمى عائلتي من التشرد في أيام المحنة التي عانيت منها لعقد من السنوات، حتى اعتاشت عليها عائلتي حلالا طيبا، إذ هكذا عودتنا الحياة على ان من نأكل من زاده لاينغي ان ينال منا الأذى أو يقابل بنكران الجميل ، وما ان غادرت القناة حتى جلست في البيت، تأكلني الملامات وتحز في نفسي عوامل الأسى لأن من كان يرفد القناة بدمه وعصارة عقله، جاء المغمورون وممن يقدمون القرابين في الليالي الحمراء،ومن باع ( البعض ) منهم حتى شرفهم وضميرهم  ليكونوا هم من يتقلد مواقع في القناة ومن يعبث بمقدراتها، وما درى صاحب المال ان الوضع يصل الى هذه الدرجة من الانحطاط الخلقي ، في التعامل مع كوادر هذه القناة المتميزة.

هذه هي الحلقة الاولى من سلسلة مقالات ساعرضها على القائمين على قناة الرشيد الفضائية ومشاهديها وما ال اليه مصير القناة من نكوص وفوضى واضطراب وضياع هيبة، وأبقى انحني لذلك الرجل الكبير الاستاذ أمجد توفيق صاحب القدح المعلى الذي اوصل قناة الرشيد الفضائية الى هذه المكانة الشامخة ، بل وكان قد  أوصلها الى كبريات الفضائيات العراقية ، الى ان تدهورت احوال القناة في شهور لاحقة،حين غادرها الرجل .. والبقية تأتي في الحلقات المقبلة..وما خفي كان أعظم!!

أحدث المقالات