يشعر الكثير من كوادر الاسرة الصحفية أنهم يعيشون حالة فرح عندما ينتصر القضاء العراقي لقضية ظلم وغبن كبيرين تعرض لها الكثير من زملائهم في مهنة صاحبة الجلالة ممن كانوا يعملون في قناة الرشيد الفضائية أو غيرها من القنوات ووسائل الاعلام الاخرى التي راح البعض منها يمعن في استهداف كوادر الصحافة والاعلام، ويستغني عن كثيرين منهم دون مبرر معقول، بالرغم مما يلاقيه أصحاب هذه المهنة المحترمة ، وجلهم مثقفون كبارا ومحترفين للمهنة من اهوال ومصائب ، لكونها تسمى ( مهنة المتاعب ).
وهذا المقال سيكون على حلقات مسلسل صحفي قدرها اربعون حلقة على غرار القصة المعروفة في التاريخ العربي ( الاربعين حرامي )، بالرغم من أن الحرامية والفاسدين والقتلة والمأجورين حاليا تجاوز عددهم المليون أو يفوقه بكثير.
ويبدو ان البعض من فضائيات هذا الزمان ، تستنسخ تجربة تعامل السياسيين مع الشعب وبعض قيادات العساكر في الحاق الاذى بالشعب والبلاد وعدم تقديرهم لشعبهم واحترامهم لكرامته ومنحه حق قدره، لهذا راحت بعض وسائل الاعلام تستفيد من تجارب ايغال بعض السياسيين والعسكريين الفاسدين في الافساد والتسلط واكتناز الثروات ، وسعوا هم ايضا على شاكلتهم الى تعريض مستقبل صاحبة الجلالة والمنضوين تحت رايتها الى مخاطر جمة.
والطامة الكبرى ان من تحكموا في هذه القنوات راحوا يقيمون لهم احزابا وقوى سياسية، واتخذوا من هذه القنوات ابواقا لتوجهاتهم، حتى وان كانت تتعارض احيانا مع اخلاقية مهنة الصحافة، والمهم لديهم ان يكونوا من اصحاب المليارات، وهم من يتربعون على عرش صاحبة الجلالة التي راحت تبكي حظها العاثر لأن من ركبوا موجتها لم يكونوا في يوم ما من أحد اعمدتها أو لديهم صلة قريبة من أي نوع مع متطلبات هذه المهنة التي يقدرها الملايين الا اصحاب القنوات الفضائية في الزمن الرديء.
والاكثر غرابة ان تمويل هذه القنوات تبيان انه أمريكي صرف ، وما ان تخلى الامريكان عن اصحاب تلك القنوات حتى بانت حقيقتهم وانكشفت معادنهم ، يوم كانوا يدعون الوطنية ويتغنون بمطالب الشعب والدفاع عنه، ولكنهم في حقيقة الامر كانوا فقط ابواق وهم ليس الا، وتخليهم عن منتسبيهم في الظروف الصعبة وللكثير منهم اطفال وايجارات بيوت ومستلزمات عيشة وتكاليفها الباهضة ، شاهد على مانقول، دون ان تقدر هذه القنوات ان منتسبيها ساندوها في الظروف الصعبة واوقفوها على رجليها حتى اصبحت قنوات فضائية يحسب لها الحساب ، وما ان تخلى الامريكان عن دعمها حتى تطاير شرر اصحابها والمالكين لها وراحوا يسومون ابناء جلدتهم سوء العذاب ويسرحون العشرات منهم دون حساب لأخلاقيات المهنة ومعايير الضمير، وهم الذين كانوا يقسمون بأغلظ الايمان ان موارد تمويل هذه القنوات هي من ثرواتهم وتجارتهم ، لكن الحقيقة بانت بانها هي ليست كذلك.
بل ان الطامة الكبرى الاخرى ان الكثير من اصحاب هذه القنوات ومنهم قناة الرشيد الفضائبة ومن تولوا ادارتها اقاموا لهم مصارف ومؤسسات مال وشركات تجارة تدر عليهم المليارات، ومع هذا تخلوا عمن اعانهم على الوقوف على قدميهم ليرمونهم في الشارع بعد اول وهلة شعروا فيها انهم خسروا بضعة ملايين من الدولارات، بالرغم من ان اصحاب تلك القنوات ، اكتنزوا خلال تلك السنوات أموالا فاحشة يسيل لها اللعاب.
وقناة الرشيد الفضائية أحد هذه الامثلة غير السارة في التعامل اللاخلاقي مع منتسبي القناة وبخاصة في السنوات الثلاث الاخيرة، التي راحت تسرح العشرات سنويا دون وازع من ضمير او رادع أخلاقي أو قيمي ،لكن انتصار العدالة على الظلم تمثل اخيرا في كسب الزميل علي رمضان واخرين لقضيتهم في المحاكم يوم انتصر لهم القضاء العراقي ، وها هو القضاء العراقي يسعى لاعادة حقوقهم تعويضا عما اصابهم من ضرر بالغ، على الرغم من ان هذا التعويض لايعد مكسبا كبيرا لهم، لكنه ( مكسب معنوي وأخلاقي ) في المقام الاول، فبمجرد ان الزملاء تحركوا في المحاكم واعادوا حقوقهم فان هذا يشكل مكسبا كبيرا لايقدر بثمن، وتعد هذه الخطوة ( انتكاسة ) ليسن لقناة الرشيد الفضائية بل لكل من تسول له نفسه من وسائل الاعلام ان يعتدي على حقوق الاسرة الصحفية او يستهين بها بهذه الطريقة التي تخلوا من اخلاقيات المهنة.
نكرر تحيتنا وشكرنا للقضاء العراقي العادل الذي انتصر فيه للحق على الباطل واعاد ( هيبة ) صاحبة الجلالة الى عزها ومجدها وفخارها، وها هي تتقدم بخطوات واثقة تفرح الكثيرين، حتى وان انحبست مشاعر الحزن والأسى للكثيرين منهم داخل الصدور يوم تخلت عنهم هذه القنوات، وهم بهذا التصرف قد تعرضوا لظلم فادح أشعرهم بأن الزمن الأغبر هو من اوصل هؤلاء الطارئين على الصحافة الى هذه الحالة من الازدراء بكل قيمة اخلاقية او بقية ضمير.
وظن هؤلاء الذين اكتنزوا الثروات من اصحاب الفضائيات ومن نصبوهم عليها من مدراء وقيادات عليا انهم سيقطعون ارزاق هؤلاء البشر بهكذا تصرفات حمقاء ، لكن رحمة الله واسعة، ولن يتخلى رب العرش عن عباده ، وحاشى لله جلت قدرته ان يتخلى عن عبد من عباده، لكن لا احد يقدر نقمة رب السموات عليه عندما يصيب البشر بظلمه وجوره، وظن انه السلطان الذي لايدانيه عقاب رب السموات والارض، فطغى واستكبر وتجبر، لكن الله لابد وان ينهي عرشه، عندما يأتي اليوم الذي يقتص منه يوم الحساب الكبير، ( يوم لاينفع ما ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم) صدق الله العظيم.
شكرا لموقع كتابات ورئيس تحرير هذا الموقع الاستاذ اياد الزاملي الذي شاركنا هذه المعاناة بأن نشر مقالاتنا هذه على موقعه المحترم، ويواصل نشر بقية حلقات هذه المقالات التي ستصل الى الاربعين مقالا بعون الله ، وشكرا لكل من يتعاطف مع محنة الزملاء في قناة الرشيد الفضائية ، ولهم منا جميعا كل محبة وتقدير.