وكأنه في ” الإعلامِ ” منَ الأمراضِ  المزمنة ايضا , او لعلّها مستعصية كذلك .. على الرغم من التغيرات التي تطرأ في ساحات وميادين السياسية , فالمرآة التي تعكس الصورة ينبغي ان تبقى نظيفة , ليس توضيحِ اجزاء وملامح الصورة فحسب , بل لتعكس نظافة اصحاب المرايا .!
لا اميلُ كثيراً لتسديد نبال النقد لأيٍّ من وسائل الإعلام , ففي زمن ” المعلوماتية والشبكة العنكبوتية ” فكلّ أمرٍ صار مكشوفاً , وتعددت زوايا النظر للمتلقي .!
يبدو أنَّ ” قناة الحرّة عراق ” تصرُّ وبتشبّثٍ لا رجعةَ فيه ! على التقليل من شأن واهمية التظاهرات الأسبوعية في ساحة التحرير” لغاية في نفسِ يعقوب واطرافٌ اخرى ايضا .! ” , إذ وكما وفي نهاية كلّ اسبوع , وما أن ينتهي موعد التظاهرات مساء  الجُمُعة , لتبتدئ هذه القناة اولى نشراتها الإخبارية بالقولِ والإدّعاءِ والزعم بأنَّ < مئاتْ > من المتظاهرين احتشدوا في ساحة التحرير يعرضون مطالبهم وما الى ذلك , كما وخلال كافة التظاهرات السابقة , فَلم تحاول هذه الفضائية أن ترفع عدد المتظاهرين حتى الى < 1000 > فقط .! , ثُمَّ , وعلى الرغمّ من أنَّ تظاهرة الجمعة الأخيرة 20112015 قد شهدتْ تطوّرينِ ” كميّاً و نوعياً ” بقدوم ونزولِ مجاميعٍ وناشطين جُدد قادمين من عددٍ من المحافظات الجنوبية والوسطى لينضمّوا الى متظاهري ساحة التحرير في بغداد , وكذلك انضمام حشود متظاهري ” التيار الصدري ” المعروفين بكثافةِ حضورهم ” كما في مراتٍ سابقة ” , إلاّ أنَّ ادارة ” قناة الحرّة عراق ” والقائمين عليها من بعيدٍ وقريب .! فقد حرصت هذه القناة على الإلتزام والوفاء والثبات بأنَّ < مئاتٍ > من المتظاهرين تجمّعوا في ميدان التحرير .!
  وَ , بغضِّ النظرِ عن التضليل الذي تمارسه هذه الفضائية , واستخفافها بالجمهور , انّما من المؤسف أنَّ الإنحدارَ في ” الإعلام ” قد بلغ هذه الدرجة من التدنّي .!