23 ديسمبر، 2024 2:31 ص

قناة الحره عراق المسؤوليه والاسباب

قناة الحره عراق المسؤوليه والاسباب

في مقال سابق بعنوان (من يفتح ابواب الحره عراق) كنت قد اشرت الى انني ساتطرق لاحقا الى الاسباب الحقيقه التي ادت الى تدني مستوى البرامج في قناة الحره عراق. وسابتعد عن الحديث عن الطائفيه التي جعل البعض منها السبب الرئيسي في الاستغناء عن خدمات الاربعه وثلاثين من العاملين في هذه القناة ذلك ان هذا الحديث يسيئ الى القناة اولا والى الاصدقاء والزملاء العاملين في هذه القناة وكذلك ابتعد عن الحديث عن مسالة تدخل الاجندات الخارجيه وما الى ذلك, ولكنني اجزم جزما قاطعا ان اختيار العاملين في قناة الحره عراق لم يخضع للطائفيه وان عملهم ايضا لم يخضع للطائفيه والحزبيه, والذي اعرفه جيدا ومتاكد منه ان اغلب العاملين ان لم اقل جميعهم كانوا من اللبراليين والعلمانيين وقد كان هذا دافعا للنجاح والتمييز الذي تحقق في السنوات الاولى من عمل هذه القناة, فضلا عن ان الحديث عن مسالة الطائفيه والاجندات الخارجيه سيبعدنا عن ذكر الاسباب الفنيه والاداريه التي كانت السبب الحقيقي في تدني مستوى هذه القناة.

وبداية لابد من التاكيد ان العاملين في مكتب بغداد والاداره العامه الجديده للقناة لايتحملان مسؤولية تدني مستوى البرامج , اذ ان الجهة التي تتحمل ذلك هي الادارت السابقه التي اسست منهجا خاطئا لطبيعة سير العمل في مكتب بغداد . فالادرات السابقه هي المسؤوله عن عدم المتابعه , وقد تخلت عن مسؤوليتها في متابعة ما ينتج من برامج من قبل مكتب بغداد وتقييمها وابداءالملاحظات اولا باول لكي يتم تجاوزها في الوقت المناسب والعمل على تطوير البرامج او المحافظه على مستواها باقل تقدير.

واؤكد هنا ان مسؤولا واحدا من الادارات العامه السابقه لم يزر مكتب بغداد منذ تاسيسه ولحد الان !! سوى زيارة مسؤولة الاعلام في السفاره الامريكيه في اواسط عام 2007, وللاسف عندما سالتها عن رايها بالبرامج اجابت بانها لاتتابع القناة ولم تشاهد برامجها !!

وكذلك فان من الاسباب الحقيقيه التي ادت الى تدني مستوى البرامج والتي تتحملها الادارات السابقه من خلال تاسيسها لهذا المنهج هو حصر كافة الصلاحيات بما فيها الصلاحيات الفنيه بيدها, فمع اواسط العام 2007 اصبحت الاداره في مكتب بغداد لاحول ولا قوه لها, فهي لاتمتلك صلاحية التدخل في ابسط المسائل التي تخص البرامج !!فقد عمدت الادارات السابقه على ارسال عدد من العاملين معها الى بغداد لاختيار المكان وتصميم وعمل ونصب الديكور وتثبيت الاضاءه والكاميرات في اماكنها , والسؤال هنا ماذا بقي للمصور والمخرج مع الاخذ بنظر الاعتبار ان مساحة الاستوديو الذي تم اختياره من قبل هؤلاء المختصين تبلغ 24 متر مربع ؟ واؤكد هنا ان العاملين في مكتب بغداد يمتلكون القدره على انتاج برامجهم من الاف الى الياء وبما فيها اختيار المكان والديكورات والالوان وتوزيع الاضاءه والكاميرات مع ضمان حركتها رغم ان ليس من بينهم من هو مختص في مجال العمل التلفزيوني .

واجد في تخقيض الصرف المالي على البرامج احد الاسباب الاساسيه التي ادت الى تدني مستوى البرامج في قناة الحره عراق, فبعد ان انتجت القناة برامج كبيره مخصصه لشهر رمضان , وهو الشهر الذي تتسابق فيه جميع القنوات العراقيه والعربيه على كسب المشاهدين لشاشاتها , تم ايقاف هذه البرامج وبقيت القناة تتخبط في تقديم البرامج المناسبه في ايام هذا الشهر الكريم . فبعد ان قدمت الحره عراق في العام 2004 برنامج ( رمضان كريم) بثلاثين حلقه , وفي العام 2005 برنامج ( الاغاني) بثلاثين حلقه , وفي العام 2006 برنامج ( ترفع الستار ) بثلاثين حلقه ايضا , وبعد ان حققت القناة مشاهده عاليه من خلال هذا النوع من البرامج فقد تم إيقافها بشكل مفاجئ دون التفكير بتقديم البديل المناسب , مما اثرعلى البرامج التي حلت محل هذه البرامج الكبيره !!

وما دام الحديث عن الوضع المالي نجد من الضروري الاشاره الى ان رواتب العاملين في مكتب بغداد بقيت ثابته منذ العام 2008 ولحد الان, واذا ما قارنا رواتبهم مع رواتب العاملين في القنوات الفضائيه العراقيه فتكون هي الاقل بعد ان كانت في السنوات السابقه هي الاعلى , فليس من المعقول ان يقضي المتعاقد مع القناة مدة عشر سنوات دون ان يحصل على اي زياده في راتبه , واذا كانت القناة تعاني من ازمه ماديه كان بالامكان الاعتماد على مقدم واحد بدلا من 4 مقدمين كما كان يحصل في برنامج بالعراقي مع زيادة راتبه الى الضعف باقل تقدير ,

وهكذا الاعتماد على معد واحد بدلا من اثنين او ثلاثه مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم مساواة راتب المقدم و المعد للبرنامج اليومي مع راتب المقدم والمعد للبرنامج الاسبوعي.

اما بالنسبة لراتب مدير المكتب فقد تم تخفيضه في العام 2007 بعد استقالة المرحوم احمد المهنا, وكان هذا التخفيض ليس قليلا والمؤسف ان الراتب المخفض استمر ولحد الان.

واذا اكنت هذه المساله يحسبها البعض مساله ماديه فقط , فاننا نرى فيها جانبا معنويا مهماً فضلا عن كونها مساله ماديه . وكان بامكان الادارات السابقه معالجة هذا الامر بجعل مدير المكتب مديرا للبرامج ايضا مع زيادة راتبه , ذلك ان مقارنة راتبه باقرانه العاملين في القنوات العراقيه الاخرى تشير الى عدم مساواته معهم , بل ان بعض المقدمين في بعض القنوات العراقيه يتقاضون اجورا تفوق مايتقاضاه مدير مكتب بغداد !!

واذا كان البعض لا يرى في الجانب المادي سببا لانخفاض مستوى البرامج في قناة الحره عراق فانه يشكل وباقل تقدير دافعا وحافزا لدى جميع العاملين.

ولم تاخذ الادارات السابقه بنظر الاعتبار ان مع نزول البرامج التدريجي احيانا والمفاجئ في احيان اخرى ذلك الارتفاع في مستوى برامج القنوات العراقيه التي بدات بثها مع قناة الحره عراق,وكذلك ماظهرت عليه القنوات العراقيه التي بدات بثها بعد قناة الحره عراق بسنوات من مستوى تفوق كثيرا على مستوى برامج الحره عراق الذي اخذ بالنزول في اواسط عام 2007 !! فقد استطاعت هذه القنوات سحب عدد كبير من مشاهدي قناة الحره عراق الى شاشاتها ولم تاخذ الادارات السابقه بنظر الاعتبار كيفية التنافس مع هذه القنوات.

ولا اعرف من هو المسؤول عن تصنيع الاعلانات الخاصه بالبرامج حيث عانت البرامج التي ينتجها مكتب بغداد من الضعف الكبير في تصنيع الاعلانات الخاصة بها .

ولم تتحمل الاداره العامه الجديده ولا مكتب بغداد مسؤلية استبدال الاشاره ( LOGO ) الاول الذي تميز عن اشارات باقي القنوات العراقيه والعربيه والعالميه بلونه وخطه وموقعه من الشاشه , فكان بعيدا عن المألوف وجديدا في كل شئ.

و اذا كانت الاداره العامه الجديده لقناة الحره عراق وادارة مكتب بغداد لم يتحملا مسؤولية تدني مستوى البرامج فانهما يتحملان مستقبل هذه القناة الذي سيتوضح امام الجميع في الايام القادمة ,مع ان النجاح الحقيقي يكمن في التعاون المشترك وتحمل المسؤوليه من كلا الطرفيين , ونتمنى على الاداره العامه الجديده ان تسمع من مكتبها في بغداد لانه الاقرب الى الحدث العراقي , وسنبقى بالانتظار..