الاعلام المهني وسيلة لايصال المعلومات الصح والوقوف على الخلل في الاداء الحكومي ونقد الظواهر السلبية في المجتمع وبناء ثقافة الحوار المدني وسماع الراي الاخر ونقده دون التجريح والتسقيط والتشهير كما في الاعلام الحزبي الضيق والتطبيل لشخصيات هزيلة مقابل بذل فتات من المتاع الدنيوي الفاني ولعل الوضع في العراق يكاد لايستثني احد المؤسسات الاعلامية من التطبيل لحزب او شخصية فخلق حالة عدم الثقة بكل شيء واختلطت الاوراق ولعل هذا مقصود كي تضيع الحقائق ويقفز المنافقون وتجار الدين والشعارات لمناصب قيادية وسيادية غرضها افراغ مصارف العراق وثرواته وهو مجرد مشروع استثماري لنفط العراق مابعد 2003 ومن هنا انشات القناة الحرة البغدادية ومن رحم المعاناة كي تتوجه لميادين ومعارك اعلامية ضخمة وهي بين افات الفساد الجديد الحاكم وبين الاعلام الحر والنزيه وعرض الحقيقة الموضوعية بكل وضوح للراي العام فاصبحت وكانها محكمة شعبية تجمع الادلة لتطرحها على الشعب المسروق والمغبون من قبل احزاب فارغة لاتمتلك سوى المتاجرة بدماء من اعدموا ابرياء في زمن صدام وكما رفعت شعارات دينية واخرى قومية واخرى وطنية والنتيجه الكل سرقوا وفجروا وقتلوا العراقيين الابرياء وهذا من المسلمات لدى الاغلبية الشعبية العراقية ولعل القناة الكريمة قامت بدور كبير لايضاح حقائق هامة على كافة الاصعدة وبذلت جهودا جبارة لاختراق منظومة المعلومات للفاسدين وعرضها مجانا لمحمكة الشعب العراقي وكل هذا خلق ومخض جو محتقن حولها محاط بشبهات في عقول البسطاء كان يراهن عليه الكثير من الفاسدين الا التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر فهو مختلف جدا مع الاخرين الا انه انسجم من الطرح الحر للبغدادية وبدات الشخصيات الصدرية بالظهور ابتداءا من بهاء الاعرجي الى مها الدوري الى جواد الشهيلي الى الكثيرين منهم بل حتى الشخصيات المستقلة مثل القاضي رحيم العكيلي والشيخ صباح الساعدي ومن خلال البغدادية تحول ولائهم او اصطفوا مع التيار بتنسيق جيد وتظافر هام جدا جعل من اغلب الساسة يشكون بان قناة البغدادية هي مدعومة او ممولة لصالح التيار الصدري او حتى قيل انها حقيقة للسيد مقتدى الصدر وتطرح افكاره ؟ وهي شبهة ضعاف العقول وذوي السلوك المشوب بالتهمة والاشاعات كما اعتادت الاحزاب والكتل الدينية لاسقاط الخصوم المنافسين لما يقومون هم به في زواياهم الظلماء لانهم لايصدقون النزاهة والوطنية لما اقدموا عليه من خيانة عظمى للدين والله والوطن فبداؤا يقربون ويحتملون امورا ليس لها علاقة مع بعضها كما هي عقولهم المتامرة الفارغة والتسقيطية والتي طالت الكل بلا استثناء وهنا ربطت العقول المريضة بين المنهجين منهج مقتدى الصدر الاصلاحي ومنهج قناة البغدادية الواعي وخروج قيادات التيار الصدري لفضح الحكومة وسرقاتها واقول ان هذه التهمة تسقط بل تتهاوى لعدة امور اهمها :
1 – ان قناة البغدادية منهجها هو منهج وطني يميل الى العلمانية المدنية بعكس التيار الصدري الذي هو اسلامي وطني
2- تناول البغدادية لشخصيات من التيار والتاشير عليهم كونهم استغلوا المال العام
3- كما ان طريقة ونهج البغدادية عدم المجاملة والسكوت عن الحق بلا اي انتماءات مما جعل بهاء الاعرجي يصرح بتصريحات هجومية ضد القناة وباساليب رخيصة لانه كان يعتقد بان القناة التي يخرج فيها ولها وتاثير شعبي سيستغلها لابعد الحدود في الدعايات الانتخابية في المرحلة المقبلة وهذا ما يثبت صلاحية القناة وعدم انتمائها شكلا او مضموتا للتيار او دعم السيد الصدر لها
4- كما لايخفى بان التيار الصدري تيار شعبي له قواعده والموالية ويحتاج الاعلام الحر الشعبي فاندمج بقناة البغدادية كما ان البغدادية تحتاج لطرف قوي له قواعده الشعبية لدعم المنهج الاصلاحي الوطني وتعزيزه بشكل يقوي وجوده على الساحة العراقية لاسيما وان اكثر الشركاء في التحالف الوطني الشيعي هم متهمون بالفساد كما لايمكن خسارة جميع الاطراف فيجب تحييد طرف واحد قوي قريبا لمنهج القناة الحرة
5- الانطلاف من المصلحة المشتركة للطرفين في سبيل انجاح او انعاش المشروع الوطني البعيد عن الافكار الطائفية والاتباطات بدول الجوار واعتقد اهم مضمون هذا او الجامع المشترك بينهما هو العمل الوطني فقط
كما يمكن ان تكون اتفاقيات لانعلم بها ولايعنيننا شيء او اتفاقية بقدر ما يعنينا ان القناة الحرة والتيار الصدري هما يعملان بنفس الروح الوطنية بالاتجاه الصح لبناء عراق واحد بغض النظر عن الدين واللون والجنس والقومية وهو مايهمنا فعلا اي فقط المصالح الوطنية ودعمها بشكل واضح وايجابي واما الارتباطات والتنسيق السري قلايعنينا بشيء ان كان فيه المصلحة العامة اي بين قناة البغدادية والسيد مقتدى الصدر واما مايثار بان البغدادية تسعى للسيطرة على الراي العام فمن حق كل اعلامي ان يدلو بدلوه في وطنه وان يطرح فكره بغض النظر عن انتمائاته باستثناء من ثبت فشلهم فيما سبق من تجارب مريرة واسوء حقبة مر بها العراق هي ماشهدته مرحلة نوري المالكي وحزب الدعوة الذي اخفق بشكل عجيب في ادارة حكومة مدنية
كما ان الاعلام الصريح الموثق يكون مستهدفا بالتشويه والتسقيط السياسي لانه اخطر سلاح لاسقاط الديكتاتوريات الدينية فلا نستغرب اتهام السيد الخشلوك بانه من البعثيين او المخابرات الصدامية وتخرصات لااساس لها من الصحة وخاصة القضية الاخيرة وهي اخراج صورة لجماعة عرب فلسطينيين او سوريين وعرب حول صدام حسين وقد اشر عليها اسماء مدير الشرقية سعد البزاز ومدير البغدادية عون الخشلوك وهذه من وسائل التسقيط السياسي وتشويه الراي العام باساليب قذرة ورخيصة كما اعتادتها الاحزاب الدينية فيما بينهم واخيرا نقول بان الاعلام رسالة لابد ان تصل بكل صدق وامانه وكشف كل المفسدين والمعتاشين على السحت الحرام ودماء الابرياء وهذه اهم عوامل الثورة الحسينية التغييرية الوقوف بوجه الظالم مهما كان قويا والدفاع عن الحق مهما كان ضعيفا
ويبقى سر التزاوج بين التيار الصدري وقناة البغدادية هو المصالح العامة والانطلاق من الحلول الوطنية ونبذ الارهاب والطائفية واقصاء الفاسدين ومحاكمتهم وهذا مااكد عليه السيد مقتدى الصدر وقناة البغدادية بنفس المنهج ونفس السلوك وان اختلفا بالطريق فانهم اتفقا بالمضون والهدف.