علا الصراخ وبُحّت الأصوات … نادى من نادى وصار الوجع مؤلما ً لقلوب الغيارى من أبناء بلدي وهم بلا حول ٍولا قوة … الأدلة كافية ووافية وساطعة ولا من جديد … الفاسدون والمفسدون يسرحون ويمرحون بين بغداد وعمان وبين لندن ودبي وكردستان في صفقات مريبة ومازالت شهيتهم مفتوحة بكل إيغال و بشكل واضح لملء الجيوب وزيادة الأرصدة وباتت أموالهم مجرد أرقام مريعة في بنوك العالم …. لا أحد منهم يتعامل بالملايين فتلك إهانة لهم بلا شك بل تعدّى الأمر إلى مليارات الدولارات ، والقضاء والإدعاء العام في حيرة من أمره كما يبدو ، فما يحدث الآن وفي ساحة القرصنة لهو فوق تصوره وفوق إستيعابه وإمكاناته أو ربما أن هناك وراء الأكمة ما وراءها ، والشعب المغلوب على أمره في سبات قاتل لو رمشت عيناه مجرد رمشة لقلب عاليها سافلها وهذا ما نعرفه عن الشعوب الواعية التي تعبرعن إرادتها بقوة عزمها وسلطانها وكلمتها …. لقد إستحوذ هؤلاء على كل شيء وسرقوا كل شيء من شعب يصرخ ألما ً ويتضورجوعا ً ويعيش معاناة ما مر بها بلد من إقريقيا السوداء ولا البيضاء …. حملوا كل شيء … كل وضاعة النفس وباعوا كل ما يمت للضمائر والغيرة ( إن كانت هناك ذرة منها لديهم ) وما زالوا في غيّهم ونفوذهم الأسطوري وأمام الملأ الصامت الخانع … لا تسمع مايشير إلى إنتفاضة القانون بقطع يد ٍ أو ( زيان شارب ) إلا من صراخ قناة البغدادية ووجع الحمداني والربيعي والكثيرمن الخيرين … عجبي لشعبي كيف يرضى بالهوان وشذاذ الآفاق يسرقون لقمته وينعمون بخيراته وثرواته وهو يعيش على الفتات وهو صاحب الثروة والأرض والكلمة الأخيرة ..
أنا أعرف جيدا ً أن هناك الكثير من الملايين الصامتة تشاهد وتستمع لما يظهر على شاشة قناة البغدادية الفضائية من صراخ وتكبير وتذكير وتهديد ووعيد وحتى مفردات تخرج عن المألوف أحيانا ً وبحرقة ٍوآهات ٍ مؤلمة تعكس مأساة شعب ٍيعيش في الخيال ويسعى وراء سراب ….
كل هذا وليس هناك من ( يقرأ أو يسمع ) لا من هنا ولا من هناك وكأن الحمداني أنور يقدم برنامجا ً عن سينما الخيال العلمي أو مناقشة واحد من أفلام ( الأكشن ) .
والله لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ، فأين الحل في القضاء على سرطان إنتشر في كل مفاصل الدولة التي لاهمّ لها ولمسؤوليها غير مرتبات شهرية أسطورية وحمايات كارثية ومصفحات ومخصصات باذخة وعناوين لمناصب فضائية مقيتة بتنا نكره أن نستمع لما تقوله وتصرح به ، أين من يودع قردا ً من القرود الفاسدة في هذا الزمن الرديء في قفص من نار يثلج قلوبنا ؟؟؟
أين من أوعدنا بالقصاص والقضاء على كل ظاهرة عفنة في مجتمع ينبغي أن يكون في حال أفضل وهو ينام على ثرواته ليلا ً كي تسرق نهارا ً و( بقوة قانون الإستهتار بالقانون والقيم ) .
بعد كل هذا العويل و( اللطم ) على الصدور وعلى الخدود والعيون فقد تعب الجميع وأرهقهم الجري وراء وعود التغيير فأنا أرى و- بتواضع – أن تأخذ البغدادية والخيّرين الذين يئنون ألما ً من خلال شاشتها ، قسطا ً من الراحة أو أن يقدموا طلبا ً للحكومة غير الحاكمة بمنحهم إجازة مرضية بسبب أوجاع في القلب وآلام في الصدر وضيق في التنفس وخلل في الأوتار الصوتية وأن يدعوا من يهمهم الأمر ليوم قريب إنشاء الله ، فـ ( للصبر حدود ) كما قالت أم كلثوم وليعلم الفاسدون الباغون ومن يقف معهم ووراءهم ممن تربعوا على كراسي المسؤولية والقيادة في غفلة من الزمن أن … ( كثر الدك يفك اللحيم ) ..اللهم إشهد … اللهم إني قد بلغت