8 أبريل، 2024 8:14 ص
Search
Close this search box.

قناة البغدادية والحكومة الملائكية

Facebook
Twitter
LinkedIn

لمن المؤسف حقا ان تتعاقب الحكومات على العراق بعد العام 2003 وتحكم بنفس المعارضة وليس ادارة الدولة , كما انها تلجم الافواه بدلا من الاستماع اليها , وتمارس ذات العنف التي كانت تنتقده عندما كانت خارج السلطة , وكأنما السلوك واحدا والايديولوجية مختلفة فقط , وحتى الايديولوجية تختفي عند تولي السلطة , فالقيادة الجماعية والحرية والوحدة والرسالة الخالدة شعارات النظام السابق اختزلت كلها بشخص واحد واصبح الولاء الشخصي للقائد الضرورة هو المعيار في تقييم الفرد , وبعد سقوط النظام السابق استلم السلطة دعاة يفترض بهم تطبيق شعاراتهم في الايثار والزهد في الدنيا وتطبيق منهج الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه على النفس , وترسيخ الصدق والامانة في التعامل والابتعاد عن الشبهة ناهيك عن الحرام , والحرية في طرح الاراء والالتزام بجادلهم بالتي هي احسن , ومساعدة المحروم والارتقاء بالفقير الى العيش الكريم , كل ذلك كان من ادبيات الدعوة التي نشؤوا عليها , والواقع ايضا اثبت العكس فهؤلاء الذين هذه مبادئهم وهذه طروحاتهم تجدهم اول من اكل السحت الحرام ونهبوا البلاد والعباد وافلسوا خزينة العراق وحولوا شعب العراق الى جيش من الفقراء والمعوزين وتقاسموا فيما بينهم الغنائم , ورشوا وارتشوا وبدأت البدلات الفرنسية والاربطة الايطالية والساعات السويسرية والاحذية الانجليزية في مواجهة شعب يبحث في القمامة , وبدأ تكميم الافواه والاعلام الحر ولايسمع الا صوت المديح لقائد ضرورة جديد يطلق عليه مرة مختار العصر وتارة اخرى حسين الامة , وينبري احدهم ليصف لصوص الحكومة بالملائكة والحكومة بالملائكية والشعب يصفها بحكومة الحرامية , واخر كان لايملك قوت يومه عندما كان في المهجر يصف الحكومة الدعوتية بحكومة العدل الالهي ,وهي الحكومة التي جعلت طبقة الحكام المترفة بمواجهة الشعب المعدم , واصبح الولاء مرة ثانية ولاء شخص لا ولاء وطن , فجئ بالجهلة والاميين والباعة المتجولين والوصوليين والمنافقين ليتولوا قيادة البلد لا لكفاءتهم او امانتهم بكل تاكيد وانما لولائهم المطلق للقائد الضرورة الجديد وعندما رفضت المرجعية العليا ورفض الشعب عبر صوت البغدادية الهادر التجديد والتصفيق لمختار العصر انبرى السراق و الحرامية لوصفه بالنبي يوسف ومن لم يصوت له باخوة يوسف !! علما بان يوسف كان امينا على خزائن مصر وانقذ مصر من القحط والجوع بينما مختار العصر افلس العراق وسرق هو وزبانيته خزينة العراق وسلموا البلاد بلا ميزانية , وان اخوة يوسف سماهم الله تعالى بالاسباط , وقد استعرضت البغدادية الذين وصفوا سارق البلاد والعباد بنبي الله يوسف وتراهم كلهم من المنافقين والفاسدين ولم ير منهم العراق الا تهريجا

وتطبيلا وتزميرا من حنان الفتلاوي الى عالية نصيف الى امال الدين الهر الى مريم الريس الى خضير الخزاعي و هذه المجموعة التي ساكون شاكرا ومعتذرا ان اعطيتموني انجازا واحدا فقط لاي منهم .

اما الصوت الحر والنقد البناء فاصبح ارهابيا يقف امام تطور البلد والاصح امام هدر المال العام واكل السحت الحرام ونزوات الحاكم وبطانته , فتعددت الفضائيات ومولت بالمال المسروق من الشعب فبدلا من صرف المال العام على تقديم الخدمات للناس فانها صرفت على انشاء فضائيات تطبل لهذا الحزب او ذاك وتمجد الحاكم وترفعه الى المنقذ الوحيد للامة وتنبح اصوات المتملقين والمستفيدين من على الفضائيات ليرمي لها القائد الجديد بفتات الموائد ليجدد ولايته الواحدة تلو الاخرى .

وهكذا لوحقت قناة البغدادية التي انحازت من اليوم الاول للشعب وطرح مظلوميته باختلاف طوائفه واثنياته وكان المهم لديها هو العراق والعراقي فقط دون النظر الى دينه او عرقه او مذهبه او لونه او من اي محافظة هو والى اي جهة ينتمي , وهذا ما يزعج الحمقى من اكلي السحت الحرام , وبدأت المضايقة ثم اغلقت مقراتها وبدات ملاحقة كادرها وكسرت كاميراتها التي كانت تنقل بالصوت والصورة معاناة الشعب وترف الحكام وتنبه الى الاخطاء وبدلا من ان يستمع اليها لتصحيح المسار وتلافي الاخطاء ومحاسبة المقصرين لوحقت حتى من بعض الاشخاص الذين يفترض انهم ممثلو الشعب في البرلمان ليؤيدوا غلق مكاتب البغدادية ويتبين بعدها ان هذا العضو الدخيل على البرلمان يدفع شهريا اربع ملايين دينار فاتورة تلفون ابنه القاصر !! هؤلاء وقائدهم هم من حاربوا صوت الشعب وضميره , واذا كان لكل فعل رد فعل فهذا الشعب بمختلف طوائفه التف حول البغدادية كتيار شعبي وحيد في الساحة الاعلامية العراقية ويشد على يد الدكتور الخشلوك وكادره الذي يعمل معه ,لانه الصوت الذي لايعرف العمالة والتملق , وانما نابع من ضميرالشعب ووجدانه , لذلك هتف الشعب بأسمه دون ان يكون له منصب او تكون له كتلة او يكون له حزب وانما كتلته وحزبه هو تربة العراق الطاهرة التي كحل بها عينه وعين البغدادية وكوادرها , وهكذا يحل الخشلوك مرحبا به في كل صوب وها هي الفاتيكان تنظر للعراق من خلاله وتحي شعب العراق من خلاله , والمسيحيون المهجرون يرون في هذا الشخص عابرا لكل الحواجز الطائفية والعرقية والدينية يرحبون به كعراقي اصيل يشعر بمعاناتهم , وليس هم فقط فالمندائيون والازيديون والشبك وغيرهم من اصلاء العراق لا يجدون صوتهم ومعاناتهم ومناشداتهم الا من خلال البغدادية وبرامجها ولعل ما يبرهن على ذلك خلو الشوارع وكأنه منع التجول عندما يبدأ برنامج التاسعة الذي يقدمه الاعلامي اللامع انور الحمداني , فمتى يصحى سياسيونا واصحاب الحكومة الملائكية وحكومة

العدل الالهي ؟ قبل ان ينتفض الشعب فالتاريخ لايرحم ومزبلة التاريخ تعج بالفاسدين والمنافقين والمجرمين واكلي السحت الحرام وستستقبل المزيد لانه لايصح في الاخر الا الصحيح .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب