قبل أن اشرع بتفكيك تلكُنَّ القنابل ” قبل انفجارها ! ” فأنوّه أنَّ مكان وتوقيت الحدث كان اليوم 6 \ 28 في مبنى المسرح الوطني , حيث انعقدت الجلسة الختامية للمؤتمر الفكري لإتحاد الأدباء العرب , وسبقتها اربعة اجتماعات وندوتان فكريتان , بالأضافة الى فعاليات اخرى في نادي الصيد وفي فندق عشتار شيراتون , وقد حضرت شخصياتٌ ادبية وثقافية من عدد من الدول العربية , بالأضافة الى نحو مئتين من ألأدباء والكتاب العراقيين .
جلسة اليوم كانت بعنوان ” مهرجان الجواهري الشعري – دورة الشاعر مظفر النواب ” , ولأهميتها الأدبية فقد صدرت صحيفة خاصة بعنوان ” وتريات جوهرية ” وعلى مدى ثلاثة ايام , وإذ ادنو هنا من تساقط قنابل الكلمات اشير الى بعض المشاهد والمواقف المتميزة التي تخللت المهرجان :
ضمن خطابه المسهب ذكر السيد حبيب الصائغ رئيس الأتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب ” من القطر السوري ” حادثةً طريفة , حيث قال < كانت فتاة عراقية مقيمة في سوريا تحدّثه دوماً وتقول له ” عيوني , عيني , قلبي ” فأعتقدَ أنّ تلك الفتاة في حالةِ حبٍّ معه , انما اتّضح له لاحقاً انها مفردات عراقية متداولة تقليدياً , وذلك يعني أنّ منبع المحبة والحب يكمن في قطر العراق > .
ثمّ تكريماً وتخليداً للشاعر الجواهري تمّ توزيع غطاء الرأس ” عرقجين ” مشابه للون ونقشة الغطاء الذي يرتديه الجواهري , على الحاضرين في المؤتمر , وقد ارتدته بعض الآنسات والسيدات على الفور .!
السيد ابراهيم الخياط الأمين العام لإتحاد الكتّاب والأدباء العراقيين القى كلمةً رائعة اختزلت الأدب العراقي منذ فجر التأريخ , لكنّ الأهم ستراتيجياً مما ذكره , فقد طالب رئيس الوزراء القادم بتعيين وزير ثقافة يليق بموقع العراق على الساحتين العربية والدولية , واضاف : نطالب رئيس الوزراء القادم أيّاً كان بأن يكون لأتحاد الأدباء دوراً في اختيار وزير الثقافة الجديد .!
وفي رأيي الشخصي ولابد في آراء آخرين ايضاً أن اذا ما تمت المطالبة بوزير ثقافة آخر ” وبهذه الصيغة ” في اية دولةٍ متحضّرة , لأستقال الوزير هناك على الفور , ولكن هيهااات .! , وحقاً أنّ تلكم الكلمات تعادل او تساوي اكثر من قنابلٍ وصواريخ في مفعولها وتأثيرها .!
بقيت لديَّ ملاحظاتنان صغيرتان – كبيرتان عن الجانب الفني لجلسة اليوم , حيث كانت الإنارة في المسرح الوطني رديئةً وغير مناسبة وتكتسيها جوانب من العتمة او الحلكة النسبية اكثر من اللازم , وهذا خطأ يتحمله المخرج والكادر الفنّي .
لاحظتُ كذلك أنّ الحافلات التي تنقل الوفود العربية هي من مركبات الأجرة العاديّة ولا تليق بمستوى العراق والضيافة على الإطلاق , ومن غير المفهوم ولا المهضوم عدم توفير باصاتٍ سياحية مكيّفة .!