في عيد الرسول “المعلم “الذي يصادف في 1 آذار من كل سنة نقف
اجلالا واحتراما ونوقد شموع المحبة والتسامح والصفاء لمربينا ومعلمنا الذي لولاه لما وصلنا اليه من تربية وثقافة وعلم .
المعلم هو قائد تربوي ,يتصدرالعملية التربوية بتوصيل الخبرات والدروس والمعلومات التربوية والتعليمية بتوجيه السلوك لدى الطلبة والمتعلمين الذين يقوم بتعليمهم. وأتشرف وافتخر ان مهنتي الأولى التي أوصلتني الى الدرب المنير((هو اني معلم )).
والمعلم بدوره الانساني والتربوي يجب ان يكون – قصاص –كشاف – طالب علم ومعرفة – مقوم مخلص –هو الذي يبحث عن المعلومة في طيات الكتب ويستطيع ان يزرع في المتعلم كل شيء(خذوهم صغارا ) والتعلم في الصغر كالنقش على الحجر–مرشد في رحلة العمر-مرب يساعد الطالب على التربية والتعلم- قدوة في المثل واللباس وفي العادات والكرم- باحث يطلب المزيد من المعرفة – صديق حميم للكل مبدع ومثابر – خبير وواسع المعرفة- وإضافة لما ذكرنا من صفات ولعل أهم الصفات (المعلم إنسان ).
فهو الشمس الساطعة التي تضيء لنفسها وتضيء للآخرين ونجاح النظام التعليمي يعني نجاح حضارة البلد, وإذا اختلفنا على كل شيء….سنتفق على فضل المعلم وإذا دخل الشك الى قلوبنا في كثير من الحقائق يبقى المعلم هو الحقيقة الساطعة الأبدية…وإذا ضاق بنا هذا العالم الواسع يبقى المعلم مكان فسيح ننهل منه العلم…اذا كانت المسافات تفرق بين البشرفاننا نسكن في علمه مهما بعدت المسافة.
على التربية والمهتمون بالتعليم في العراق الذين عكفوا على دراسة الأمور التي تخص المعلم وتطويره وتسبب في انهيار وتدني المستوى التعليمي لانشغال السياسيين في أمور الفساد والتناحر والطائفية , وظل المعلم مبهما تائها في غياهب الأمور مما جعل المعلم أن يؤدي دوره كإسقاط فرض بغض النظر عن القاعدة , فكان المعلم المخلص الصادق الأمين يتحكم بضميره في أداء عمله لأبنائه الطلبة ليس من الذي يستخدم الدروس الخصوصية ويزيد من النفقات على كاهل الطلاب ويبنى إخلاصه على هذه الاموال المنتزعة من عوائل الفقراء دون إحساس لما ذكرناه من صفات أخلاقية يتجلى بها المعلم , ومثل هذا المعلم يحتاج نفسه إلى دروس خصوصية ودورات تقويه في الضمير والإنسانية والإخلاص.
وعندما كنا طلابا صغارا عندما كنا نلعب ويمر الأستاذ نتخبى ونبتعد لحين مايمر تقديرا لشخصيته وواجبه الإنساني ,وفي هذه الايام نرى المعلم هو الذي يهرب من الطالب.
ما من احد تعلم في مدرسة عربية عبر هذا العالم إلا وحفظ هذا الأبيات الشعرية لأحمد شوقي الملقب بأمير الشعراء :
(قم للمعلم وفه التبجيلا ………….كاد المعلم ان يكون رسولا
أعلمت اشرف او اجل من الذي…يبني وينشيء أنفسا وعقولا
سبحانك اللهم خير معلم …………علمت بالقلم القرون الاولى…).
فقد أصبحت هذه البيات الشعرية بمثابت الشعار الذي تردده الألسن بمناسبة او بدونها كشهادة عرفان وامتنان وتقدير لكل معلم يتفانى في تبليغ المعرفة الى الناس وفي إخراجهم من ظلمات الجهل الى نور العلم وضياءه.
فلينظر ابناء الشعب الى حال المدراس الايلة للسقوط والى الكم الهائل في الصف الواحد الذي يتجاوز عددالطلاب فيه الثمانون طالب والى المستوى المتدني للطالب,حتى ان كثيرا منهم لايعرف كتابة اسمه, والى سرقة الاسئله وبيعها بالدولار والى حالات الغش الذي يتغاضى عنها المعلم والى حالات التسرب وازدياد معدلات الأمية والجهل الى نسبة كبيرة في حين ان العراق حصل على المركز الأول في منظمة (اليونسكو) عام 979 بمحو الأمية في العالم الثالث.
اتقوا الله ياوزراء التربية السابقين واللاحقين وياسياسينا ( الأشاوس ) واعلموا ان البلاد التي تفشل في التعليم والقضاء هي بلاد هشة ومتخلفة لاتلحق بركب الحضارة والتقدم.