بدءاً , وفي الحديث الخاصّ عن المنطق , فلابدّ من الإشارة والتنويه بأنّ المنطق السياسي القائم يختلف ويتقاطع كليّاً وحتى جذرياً واكاديمياً مع المفهوم العام للمنطق سواءً اجتماعياً او سواه , وهذه مقدّمة تمهيدية لا تصل الى مستوى ” المقبّلات ” وتأثيراتها المفترضة لتسهيل عملية الهضم الفكري والسيكولوجي .!
فَوِفقَ المنطق السياسي هذا المتعلّق ” والمعلّق ” بقمّة بغداد الأخيرة ( والتي لانحبّذ جداً القول بأنها لم تبلغ ولم ترتقِ حتى الى حافّات أيّ قمةٍ مهما كانت ارتفاعاتها واطئة الإرتفاع المصاحبة للصداع ) , فإثرَ النكسة المؤلمة التي اصابت رؤى ومشاعر الجمهور العراقي بالدرجة الأولى , وربما اصابت او مسّتْ ” بخفّةٍ او برِقّةٍ مفترضةٍ الساسة – القادة الذين يتشاركون جميعهم وبنِسبٍ ما شبه متساوية في الفشل المروّع في ادارة ” القمة ” ومن زوايا جمّة , حيث وبموجب هذا المنطق ينبغي الإطاحة وازاحة عدد من القياديين وجعلهم ككبش فداء .! لفشل القمة , وبمعنىً آخر كيما يتحمّلوا المسؤولية المباشرة عن فشل القمة , ولا نسمّي هنا اولئك القياديين ” برؤوسٍ حانَ قطافها ” .! انما يتطلب الأمر إبعادهم عن المشهد السياسي للحكومة العراقية , يلي ذلك ودونما تسلسلٍ لذكر الثغرات المؤذية التي جرّت القمة الى ما جرّته , فتقتضي المقتضيات ازاحة كافة موظفي البرتوكول الذي جرى تخصيصهم لإدارة صورة القمة وتشريفاتها , والذين كانوا سبباً جوهرياً في تشويه صورة الدولة حتى من قبل الشروع بالمؤتمر واثنائه , ويُلحظ أنّ حكومة السيد السوداني والأحزاب المتشكلة منها , لا يستسيغوا الإستعانة بموظفين من وزارة الثقافة التي جرى دمج موظفي وزارة الإعلام المنحلّة فيها والإستفادة منهم من خلال خبراتهم السابقة في ادارة المؤتمرات , والأمر موصول الى كوادر دائرة السياحة القدماء وما يمتلكوه من تجارب بهذا الشأن … ما نسجّله هنا ليس سوى مقتطفات مخففة ممّا ظهر للأعيُن نهاراً جهاراً , لكن الأمر الأصعب والأخطر هو ما انبثق من خلافاتٍ حادّة للغاية بين اطرافٍ في اعلى قيادات السلطة وحكومة السوداني , ممّا تسرّب ” او جرى تسريبه ” الى السوشيال ميديا , وانتشر بشكلٍ او بآخر كإنتشار النار في الهشيم , ولا نودّ هنا الخوض في هذه الغمار وتوسعة دائرة النار , اذ الخطورة المضاعفة والمركّزة أنّ العراق مقبل على استضافة مؤتمرات اخرى رفيعة المستوى في قادم الأيام القريبة , ولمْ يُسمع عن تسويةٍ سريعةٍ للخلافات التي حصلت بعد انتهاء القمة بين اعلى القيادات من ماركة VIP .! وغدت وحدة الصف السياسي متأرجحة وشديدة الإهتزاز على الأقل .! كما لم يُلحظ عن استحداث البدائل عن الأخطاء التي حصلت في القمة من قِبل البعض النوعي وكيفية تعويض ذلك في زمن السرعة ” البطيئة عراقياً ” .
ثُمّ رغم الإختزال الذي نتاوله ” دونما شهيّةٍ ! ” في هذه المقالة , فالمتطلّبات العجلى تتطلّب اجراء مكاشفة متلفزة من اعلى الجهات السياسية وعرضها على الجمهور لتبرير وتسويغ ما حصل , وعدم ترك وفتح المجال للتعريض بسمعة العراق على كلا الصعيدين الداخلي والخارجي .
الى ذلك كذلك , فربما كانت هنالك حاجةٌ ما لإجراء او عقد جلسة اجتماع تمهيدية ( بعيدة عن الأضواء ) للزعماء والقادة العرب للتداول حول ما يتعلّق بالأمن القومي العربي وموقف دول التطبيع مع اسرائيل وعدم إدخالها وايلاجها في جدول اعمال المؤتمر ودونما احراج , فخطابات وفود الدول التي حضرت المؤتمر وبما تضمّنته من كلماتٍ ومفرداتِ ادانة لإسرائيل حول غزة والقتل والإبادة الجماعية البربرية لسكّان القطّاع , فإنها لن تغيّر من الموقف الدموي لنتنياهو قيد أنملة او أقل < وكأنّ ذلك بتشجيعٍ عربي غير مباشر من حالة اللا موقف العملي المؤثر > .
وِفقَ رؤىً متباينة في او من زاوية النظر , فهنالك بعض وُجُهات النظر حول هذه القمة , وُجُهاتٍ بعضهاالأغلب متقاربة ولعلّ البعض الآخر متباعدة .! , انّما في المحصلة ومع ما وقع من اخطاءٍ يصعب ان تُغتفر على الصعيد العراقي الرسمي , فيمكن القول أنْ لو لم تنعقد هذه القمة فكان من الأنسب .!