ليست لأنّ عدداً من قادة دول الخليج سيحضروها , وليست ايضاً لأنّ بعض رؤوساء وملوك الدول العربية سيتقاطرون على الرياض لحضور القمّة الثانية , لكنّما زيارة السيد ” شي جين بينغ ” الرئيس الصيني الى الرياض بدعوةٍ من العاهل السعودي ” سلمان بن عبد العزيز ” , فهي زيارة نوعيّة خاصة ذات ابعادٍ بعيدة وقريبة , ولم تسبقها ايّ من لقاءات وزيارات زعماء الدول الكبرى , بل أنّ هذه الأبعاد كأنها شظايا سياسية حادّة وفي اتجاهاتٍ مختلفة .
وإذ لايزال الرئيس الصيني في اولّ يومه من هذه الزيارة ” ولم تجرِ مراسم توقيع ايّ اتفاقيةٍ بعد ! ” , حتى سارع الرئيس بايدن بالإعلان والتحذير بأنّ الصين تبتغي السيطرة على العالم .! , يُشار بإشارةٍ جانبيةٍ أنّ بايدن التقى مؤخرا بالرئيس الصيني على هامش قمة العشرين الذي انعقد في مدينة بالي في اندونيسيا , لكنّ ذلك اللقاء لم يفرز هالةً اعلامية مُثلى بمستوى هذين الرئيسين ” وفي حينها بادر بايدن نظيره الصيني بالقول أنّه يشعر بسرورٍ بالغ بلقائه بالسيد ” شي بينغ , لكنّ الأخير ردّ على ذلك بنصف ابتسامةٍ خفيفةٍ او اكثر قليلاً .! ” , ومؤدى ذلك هو حجم التوتّر المتصاعد بين الصين وعموم دول معسكر الغرب في الوضع الراهن .
حضور وتوقيت حضور ” شي جين بينغ ” الى المملكة السعودية , والمباحثات الخاصة التي سيجريها مع الملك وولي العهد , فضلاً عن القمّتين الأخريتين المشار لها , ورغم أنّ وكالة الأنباء السعودية توقّعت ان يجري التوقيع بين البلدين على اتفاقياتٍ بقيمة ثلاثين مليار دولار , عدا الأخريات الأخرى مع دولٍ عربيةٍ اخريات , لكنّ مجريات ما يجري بين الصين والرياض الآن يعتبر وكأنّه بمثابة صواريخ وقنابل سياسية موجّهة الى اوكرانيا – زيلينسكي , وبتحديدٍ ادقّ نحو الولايات المتحدة التي تمدّ وتغذّي الأوكرانيين بالأوكسجين وبأحدث تقنيات السلاح المعقّدة , والهدف هو موسكو , ولا شكّ أنّ هذه الأستثمارات المالية – المليارية , فإنها لا تحرم دول الأتحاد الأوربي من ذلك فحسب , لكنّها تشكّل ضرباتٍ موجعة للندن وباريس وبرلين , وسواهم ايضا من دول اوربا التي انصاعت للموقف الأمريكي حتى من زواياً سيكولوجية وغريزية , مهما كانت تكاليف تزويدها بالأسلحة واللوجستيات العسكرية الأخرى مجّاناً .!
قطعاً لابدّ من اختزال تغطية ما يجري وما سيجري في العاصمة السعودية من لقاءاتٍ وقمم ” وضمن الحدّ الأدنى لذلك ” وما يحدث قد يغدو كطلائعٍ لما سوف يحدث .! لكنه من الزاوية المقابلة او المعاكسة .! , فلعلّ من اغرب غرائب الغرابة , أنْ لم يجرِ استقبال الرئيس الصيني في مطار الملك خالد في السعودية , لا من الملك ولا من وليّ العهد .! , حيث استقبله امير منطقة الرياض ” فيصل بن عبد العزيز ” مع وزير الخارجية ومعه محافظ صندوق الأستثمارات .! , وهذا خللُ مجحف في البروتوكول السعودي , وسوء تقديرٍ سيّء , واذ قد لا تساعد صحة الملك على الحركة والإنتقال الى المطار , لكنّ عدم حضور وليّ العهد لأستقبال الرئيس الصيني , فكأنّها توحي وتومئ في حسابات الإعلام الأولية , بأنّ هذا الأمير الشاب اراد رسم هالةٍ حول زعامته , وبما هي اكبر بكثيرٍ من حجمها المفترض .!