22 ديسمبر، 2024 7:25 م

قميص يوسف و قميص عثمان

قميص يوسف و قميص عثمان

كم هو الفرق شاسعاً مابين القميصين ، قميص يوسف الذي اعاد البصر لابيه يعقوب وصار مضرباً للتبرك والعافية ورمزاً لعودة الغائب لاهله والاستئناس به بينما قميص عثمان صار عنوان للفتنة وعذر وحجة لتبرير القتل والعنف .

قميصان ملطخان بالدماء لكن لكل منهما رمزية ودلالة في الذاكرة الجمعية ، قميص عُثمان صار يُطلق على كل شيء يُراد به التحريض والإثارة هذا مافعله عمرو بن العاص بمعركة صفين ، علما ً ان قميص عثمان هذا محفوظ في احد المتاحف في تركيا !!! ، اما قميص يوسف اجتمعت فيه ( التهمة والبراءة والشفاء ) فهو قميص تهمة كيدية ( وجاؤوا على قميصه بدم كذب ) وقميص براءة ( وقدّت قميصه من دبُر ) وقميص شفاء ( ألقوه على وجه أبي يأتي بصيراً ) ، ولاندري اين اصبح هذا القميص ، اختفى ولانعرف مصيره ولماذا لم يحفظ في متحف او اي مكان اخر ليكون ذكرى للتسامح والعافية . هل نحن ميالون للانتقام ؟!

ما أحوجنا اليوم لقميص يوسف بعد كل هذه التهم الكيدية لكي تُحقن دماؤنا وتحفظ ثرواتنا و اعلان البراءة من احزاب أفتعلت الفتنة وصنعت الفساد لكي يسترد الشعب عافيته وبصيرته .

اما يكفي أقتتال وكراهية طيلة عقد ونصف ضاع فيها الحق وتاهت فيها العدالة ، حتى القضاء صار إلعوبة بيد الساسة متى ماشاءوا جرموا البعض وبرأوا البعض الاخر ومتى مارغبوا ازالوا التهم ليلصقوها بأخرين ، ومابين التجريم والبراءة سفكت دماء شبابنا وتمزق شملنا وانحنى عُودنا .
متى سيُرد لنا قميص يوسف ومْن سيكون بجمال روح يوسف ، جمال وجه يوسف لاقيمة له لو لا جمال روحه وتسامحه وحُسن تدبيره ، مْن سيكون عزيز شعبه ليقول لنا انقضت السنين العجاف ولن تحرق بعد الان حبة قمح واحدة وأصبحت حقولها آمنة ، وستأتي اعوام من الفرج و الفرح والاستقرار .