18 ديسمبر، 2024 9:46 م

لفتت الانظار زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، بدعوتها المستمرة للحد من دور ونفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في بلدان المنطقة وحذرت منه کثيرا ودعت الى طرده من هناك وقطع أذرعه فيها بل وحتى إنها أکدت في أحد تصريحاتها على سبيل المثال لا الحصر، بأن “نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر من القنبلة الذرية بمائة مرة” کما إنها أيضا صاحبة القول المشهور من إنه” السلام والامن والاستقرار في المنطقة لايمکن أن يتحقق أبدا إذا مابقي النظام الايراني، لأنه لايمکن أبدا أن يتخلى عن دوره وتدخلاته لأن في ذلك نهايته.”، ومن دون شك فإننا أوردنا هاتين المقولتين المشهورتين والمعبرتين أيما تعبير لأنه ومن خلالهما فهم وإستيعاب دعوة السيدة رجوي ومعرفة مقاصدها من وراء ذلك.
اسلوب وطريقة الصراع والمواجهة ضد النظام الايراني والذي منح الاولوية للترکيز على داخل إيران غير إنها ومع ذلك منحت أهمية مميزة لمواجهته على الصعيدين الاقليمي والدولي، ذلك إنها”أي السيدة رجوي”، کانت تعلم جيدا الاسس والروابط المتينة التي بني النظام على أساس إستراتيجيته في إقامة نظام ولاية الفقيه وفي إستمراره والذي إعتمد ويعتمد على الرکائز الثلاثة: قمع الشعب الايراني في الداخل، تصدير التطرف والارهاب لبلدان المنطقة والعالم والتدخل في شٶونها، والسعي من أجل الحصول على الاسلحة النووية، ذلك إن هذا النظام لو بقي على الرکيزة الاولى فإنه سرعان ماکان سيسقط ولذلك فقد عمد الى تصدير التطرف والارهاب وتبعا لذلك إختلاق الفتن والمواجهات والحروب والانقسامات وإشغال وإلهاء الشعب الايراني وشعوب المنطقة بها، ويجب هنا أن لاننسى کيف إن النظام وأثناء تصاعد السخط والاستياء الشعبي ضد النظام خلال فترة السيول والفيضانات التي إجتاحت إيران، أکد بأن الشعب لو لجأ الى الثورة والانتفاضة فإنه سيستقدم الميليشيات والاحزاب الشيعية التابعة له من أجل قمع الشعب الايراني!
هذا النظام الذي صرف عشرات المليارات من أموال وثروات الشعب الايراني على مغامراته الحمقاء والمجنونة في سوريا والعراق ولبنان والمنطقة، وتباهى دائما أمام الشعب الايراني بأن شعوب المنطقة تحبذ تطبيق نظام ولاية الفقيه في بلدانها بإعتبارها تجربة نموذجية وناجحة، وبطبيعة الحال فإن النظام کان يتخذ من مواقف الاحزاب والميليشيات التابعة له على أساس إنها تعبر عن موقف الشعوب ولکن جاءت إنتفاضتي الشعبين العراقي واللبناني لتٶکد رفض الشعبين القاطع لهذا النظام جملة وتفصيلا، وهنا يجب أن لاننسى بأن السيدة رجوي وخلال الاعوام الماضية أکدت عن طريق الادلة والمستمسکات عمالة الاحزاب والميليشيات المتطرفة في بلدان المنطقة للنظام الايراني وإنها تسعى من أجل تنفيذ مخططاته وکيف إن قادة هذه الاحزاب والميليشيات يتلقون رواتب بصورة منظمة، وإن إرتفاع مستوى وعي شعوب المنطقة وتزايد مشاعر رفض وکراهية النظام الايراني وکأن هذه الشعوب تقف في صف وجبهة واحدة الى جانب الشعب الايراني ضد النظام الايراني، إرتفاع مستوى هذا الوعي لم يأت إعتباطا وعبثا بل إنه قد جاء بعد تأکيدات المقاومة الايرانية عموما والسيدة مريم رجوي خصوصا وبعد أن شاهدت ولمست شعوب ودول المنطقة ماقد جرى لبلدانها بسبب من النفوذ والدور المشبوه لهذا النظام الذي يجلب البٶس والخراب والمصيبة معه أينما حل، وإن السيدة رجوي عندما تدعو الى إنهاء دور ونفوذ هذا النظام في بلدان المنطقة وقطع أذرعه العميلة فيها، فإن ذلك يجبر النظام رغما عنه للعودة خاسئا حسيرا الى داخل إيران ساحبا خلفه ذيول الخيبة والانکسار والفشل والهزيمة ومن دون شك إن الشعب الذي هتف في أثناء إنتفاضاته ضد النظام”لاغزة ولا لبنان روحي فداء لإيران” وشعارات صريحة ضد التدخل المشبوه في سوريا بشکل خاص، لايمکن أبدا أن يتقبل من النظام کل مافعله به طوال کل هذه الاعوام من جراء مغامراته الطائشة في بلدان المنطقة وسيقف بوجهه کما لم يقف في أي وقت آخر وإن النظام يعلم هذه الحقيقة جيدا فهو أشبه مايکون بالمارد الذي لو عاد ودخل الى قمقمه فإنه لن يخرج منها ثانيا، مع ملاحظة إن قمقم هذا النظام هو قمقم فنائه!!