سطع نجمها وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورتها وفديواتها التي وصفت بالجريئة، تحدثت في مايخشاه رجال الدين بل وحتى القضاة، وفتحت الابواب على مصاريعها لتطلق النساء اصواتهن الرافضة لمحاولات ضرب المدنية في العراق، وتشجيع الانقسام الطائفي وسلب النساء حقوقهن.
كلنا بات يعرف ان قضايا شائكة وازمات يعيشها المجتمع العراقي ازدادت تعقيدا خلال السنوات العشر الاخيرة، خاصة في مواضيع الطلاق والنفقة ، وزيادة حالات العنف الموجه ضد الطفل خصوصا والنساء عموما، لكن لا احد من المعنيين يتولى مسؤوليته لوضع الحلول او القاء الضوء عليها ولا معالجات حتى الان، وبحت اصوات منظمات المجتمع المدني والناشطين وهي تطالب بسن قوانين لحماية الطفل والاسرة من العنف الاسري المستشري في البلاد.
وللتاريخ نقول انها ليست المحاولة الأولى لتجاوز القانون رقم 88 الذي صدر عام 1959. والذي تولى تنظيم قضايا الزواج والطلاق والإرث والنفقة وغيرها، حتى وصف بأنه القانون الاكثر انصافا ومدنية لحقوق النساء في المنطقة العربية، وبرغم ادخال بعض الاضافات عليه في سبعينات القرن الماضي، واخرى في الثمانينات والتي اجتزئت جزءا من مكاسب النساء، جاءت المفارقة ان حكام مابعد عام 2003 سعوا هم ايضا لالغاء القانون ، في محاولة لاثبات وجودهم وكسب تاييد جمهورهم الذي انتفض ضد هذه المطالبات وخابت محاولاتهم وقتها.
قمر السامرائي تلك المحامية الصغيرة الجميلة تصدت وفضحت عبر الفضائيات كل المشاكل التي ستحصل مع دعوات بعض اعضاء مجلس النواب العراقي لتعديل قانون الاحوال الشخصية النافذ ، بشكل يزيد من واقع المراة العراقية سوءا، وعلى نحو طائفي من شأنه ان يشيع الفوضى في احتساب حقوق النساء والزوجات المطلقات واطفالهن ، تعديلات وصفها مختصون بأنها (ارهابية) ، يمكن ان تفكك نسيج الاسرة وتفقد المرأة فيها ابسط حقوقها و قيمتها وانسانيتها ايضا ، وهي تهدد في نفس الوقت براءة الطفولة، عندما يسمح بالزواج لطفلة بعمر تسع سنوات وربما اقل في بعض المذاهب والمراجع !
قمر ، وبعد ظهروها على احدى الفضائيات، شنت نحوها حملة تشويه وتنمر لاجل اسكاتها، وكما يحصل في كل مواجهة مجتمعية مع النساء الفاعلات ، فأن الاسلحة تتوجه نحو تشويه السمعة والطعن بالاعراض واختلاق الاكاذيب مثل انها تحاول ان تركب الترند وان ملابسها ومكياجها غير مناسب الخ ,, من اساليب الانتقاص، لكن حينما فتحت صفحتها على الانستغرام ، هالني حجم الدعم الشعبي والعفوي من قبل المتابعين لمقاطعها وجرأتها ،( ابقى صامدة، لاتجزعي، نحن معك، انت قمر العراق، عاش صوتك,,, لن يمر التعديل) كتبوا لها تعليقات من نساء ورجال، وانطلقوا بعدها ينظمون الاحتجاجات لرفض التعديل ، والتصدي بحزم مع اي قوانين لاتحترم كرامة المرأة وتعاملها كسلعة تباع في سوق النخاسة، والمفاجاة ان تلك الاحتجاجات صدرت من محافظات شيعية ومن نساء شيعيات ايضا ، رفعن لافتاتهن في الساحات العامة، وهو امر اربك القوى الحاكمة، ومعهم احزابهم المتأسلمة وصاروا يصرخون ( ماعندنا نساء تطلع تظاهرات)!! الرسالة الابلغ التي ترسل الان من قبل كل النساء ان المرأة العراقية رقم صعب لايمكن تجاوزه,