يبدو أن دخول روسيا على خط التعامل مع العشائر السنية لمحاربة تنظيم داعش سيدفع الكثير للإعلان عن استعدادهم للتعاون معها سيما وأن أهم القيادات ، أو من يمكن له أن يؤثر على التنظيمات المسلحة التي لا تنتمي الى داعش ،او من المغرر بهم ويمكن ان يتركوا داعش قد زارت روسيا بعد أن زارت واشنطن وقطر والإمارات ودولاً أخرى ..
وهنا نؤكد على أهمية مساهمة دول التحالف الدولي في محاربة داعش ،وواجبنا في مساندة أية جهة عسكرية تساعد في تحرير الأراضي العراقية من سيطرة هذا التنظيم ؛ ولكن لايمكن القبول بتكرار التجربة السابقة بتحديد جهات عشائرية وسياسية معينة كممثل شرعي للسنة أو المحافظات الست..وان بدا ان هذه التجربة ما تزال مستمرة …
المهم ايضا بالموضوع هو من سيتفاوض مع الروس ؟؟ وهل سيتمكن من الحصول على مساعدات عسكرية ومالية وتسليح ابنائهم ؟؟ وهل ستضمن روسيا إعادة النازحين وإعمار مناطقهم ؟؟ وكيف سيواجهون الأمريكان سيما وإن امريكا رتبت الأمور مع السياسيين السنة وبعض شيوخ العشائر وهي الآن على أرض الأنبار تعلن عن نيتها دعم العسائر السنية حتى وصل الحال إلى إمكانية إقرار قانون يتعامل مع السنة بشكل مباشر ودعمهم عسكريا وماليا ..
وقد يتفاءل السنة بمبادرة روسيا عقد مؤتمر في موسكو لكن عليهم أن يعلموا انه لايمكن أن تتقدم روسيا أية خطوة دون علم الولايات المتحدة الامريكية ولا يمكن عقد أي مؤتمر أو اجتماع إلا باتفاق مع واشنطن ،وقد تستخدم روسيا بعض أوراق الضغط على أمريكا بين الحين والآخر ؛ وقد تكون ورقة السنة في العراق أحد أهم أوراق الضغط التي يمكن أن يستخدمها الرئيس بوتين ليأخذ نفسا قصيرا ، أو لتنفيذ اتفاق روسي – إيراني بالأخص بعد زيارة بوتين إلى إيران ، سيما وأن إيران تحاول بسط سيطرتها على أكبر مساحة في العراق بعد ان منعت امريكا الحشد الشعبي من المشاركة في عملية تحرير الأنبار ؛ نعم قد يكون جمع القيادات السياسية السنية جزء من من اتفاق إيراني – روسي لإقناع السنة بإدخال الحشد الشعبي مجددا إلى الأنبار وبقية المناطق وإقناعهم أيضا بأن واشنطن غير جادة بتحرير أراضيهم ، على الرغم من قناعتي الشخصية بأن الولايات المتحدة استنفدت كل الطرق مع السياسيين وشيوخ العشائر عسى ان تجد روسيا طريقة لتوحيد السنة الذين لم يتوحدوا ، ولن يتوحدوا لعدم وجود مرجعية دينية تفرض عليهم الرأي . وهنا يمكن ان يدفع السياسيون برجل الدين عبد الملك السعدي بفتوى غير معلنة بالحوار مع روسيا وبعد ان يفشل الحوار يتحدثون في المجالس على ان السعدي هو من أفتى لهم بذلك .
لن تنجح قمة موسكو السنية ، وعلى الروس عدم إضاعة الوقت معهم ، لأن ممثليهم غير قادرين على إدارة الشارع السني وليسوا أصحاب كلمة فيه ؛ فضلا عن رغبة السنة الفعلية في التعاون مع امريكا وليس مع الروس . وهنا ايضا ستكشف امريكا من معها ومن مع روسيا التي لاتقدم الدعم المالي لمن يزورها ؛ وسيتفاجأ شيوخ الدولار بأن موسكو تستضيف فقط وتقدم مشروب ” فودكه” ومن الممكن ان تطلعهم على استعراض عسكري لطائرات ال” سيحوي”