23 ديسمبر، 2024 1:22 ص

قمة فيروز – ماكرون.. تعيد لبيروت هيبتها!!

قمة فيروز – ماكرون.. تعيد لبيروت هيبتها!!

قمة رائعة جمعت بين عملاقين، بين الرئيس الفرنسي ماكرون، وبين أيقونة الطرب العربي وعصفورته الفاتنة فيروز ، في حفل بهيج، بعيدا عن صخب السياسة وبعيدا عن مآسيها وغدرها ومكرها ودهائها وطائفيتها المقيتة، لتكريم ملاك طائر أتحف الغناء العربي ، ببحور من القصائد الساحرة المغناة ، ليتم تكريمها بأرفع وسام فرنسي ، عرفانا من فرنسا لشعب لبنان، وللأواصر التاريخية التي تجمع بين شعبي البلدين وذكرياتهما الحلوة الجميلة!!

قمة بيروت وباريس، جمعت الفنانة الكبيرة الرائدة فيروز بالرئيس ماكرون ، خلافا لكل الأعراف والتقاليد الكلاسيكية، وتأكيدا على أهمية ودور المبدعين في صناعة الجمال والحياة الحلوة الكريمة المسالمة الأليفة ، وكيف يكون بإمكان تلك القمة أن تشكل نقطة تحول تأريخي في حياة لبنان، بإتجاه إرساء السلم الأهلي ، بعيدا عن صخب الحروب والانفجارات، ليبقى وجه بيروت ساحرا جميلا، ويبقى واحة للعرب ولكل متطلع الى الخير والفضيلة والتسامح ، وليؤكد للبنانيين جميعا أنكم قد وهبكم الله من جمال الطبيعة والقدرات الفنية والمعمارية الخارقة والطبيعة الساحرة الغناء ، ما يشكل لكم مفخرة ترتفع بها هاماتكم، لكي تودوا عهد السلاح والبغضاء والكراهية ، وتعيدوا نسج حروف الحب والليالي الحمراء التي تبهر القلوب وتسحرها، وتشعرها أنها هي الان في قمة ألقها وفرحها وأنسها وطربها، وإن تلك القمة الشاهقة التي انعقدت ليلة الاثنين ، هي أكبر من كل القمم، واكثرها أهمية وعلوا ومكانة، إن أريد لبيروت أن تبقى باريس العرب، ووجهها المشرق الساحر الجميل، حيث تعانق صبايا بيروت جمال تلك القلعة والرابية الساحرة، ليرقص كل اللبنانيين على أنغام طربهم ويودعوا أحزانهم وأمراض السياسة واوبئتها الى غير رجعة!!

كان الرئيس الفرنسي ماكرون على موعد قمة ، في بيروت ليلة الإثنين ، ليس ككل المواعيد، ولا ككل القمم، حين حضر الى دار عصفورة الطرب العربي وأيقونتها الساحرة فيروز، ليقوم بتكريمها بأحد أرفع أوسمة باريس، لتلك العملاقة التي عشقها الملايين وسحرت قلوبهن ، وكانت منذ عشرات السنين، تلهب المشاعر ، وتداعب الأحاسيس الرقيقة ، لتعتلي صهوة المجد العربي وفرسانه، يوم كان العرب يهوون الطرب، وكانت بيروت موئل لياليهم الحمراء ، وهم يجدون أنهم بدون بيروت ، مجرد هياكل ليس بمقدورها أن تعيد الحياة لدولهم وشعوبهم، وهم ينهلون من كؤوسها المترعة مايرفع رؤوسهم الى عنان السماء!!

 

أجل كانت ليلة الاثنين ، مع عصفورة الطرب العربي وأيقونته فيروز ، في لقاء قمة تاريخي، ليس ككل القمم ، وهي رسالة بعيدة المدى وعميقة الأثر والدلالات، في أنها هي من يعول عليها اللبنانيون، ليعيدوا الاعتبار لبلدهم، بعيدا عن جعحعة السلاح ونيران الأزمات وبحور الأحقاد ، وهم الان مدعوون جميعا الى ان يعيدوا ركوب سفينة تلك الواحة الساحرة، ليعيدوا لها وجهها الفاتن الجميل ، حين تتدفق مشاعر اللبنانيين وآمالهم مع سحر البحر ورونق الطبيعة الخضراء، لتكتسي أرض لبنان، ملامح جنائن ومعلقات، كأنك تعيش في أحد جنات عدن، من سحر طبيعتها وعذوبة نسيمها ، واجوائها المخملية ، التي تسحر الافئدة وتطرب القلوب!!

شكرا للرئيس ماكرون، الذي أعاد لبيروت هيبتها ووقارها، وأكد من جديد أن فرنسا التي كانت قد وقفت في كل المحن مع لبنان لن تخذل شعبه، وانها حريصة على سمعة لبنان، كي تبقى قلعة للحرية ومنارة للديمقراطية، وموئلا للعشق العربي ، وللجمال العربي ، ولكل كلمة عذبة أو غنوة جميلة، تخفف عن قلوب اللبنانيين آثار المحنة وما خلفه دمار بيروت على شعبها ، من مخلفات ثقيلة الوطأة، وها هو ماكرون، يرسم على وجه بيروت ملامح إبتسامة مشرقة ، عندها أيقن اللبنانيون أن بلدهم الساحر الجميل، قد عاد له وقاره وهيبته وهو الذي تشهد له الدنيا، بأنه قبلة العشاق الحالمين بأن يركنواعلى مقربة من بحرهم ومائه الأزرق البهيج، وتبقى شجرة الأرز معلما للخضرة وللكبرياء ، تعانق طبيعة بيروت، لتبقى قبلتنا جميعا، وهي من تستحق أن نحميها بقلوبنا ، وهي التي لم تبخل على أحد من عشاقها ومريديها ، في يوما ما!!

شكرا للرئيس ماكرون..وألف تحية لفيروز الطرب العربي ليلة عرسها الجميل وفرحها الكبير.. والف الف مبروك يوم تقلدت تيجان الثناء والتقدير والمحبة ، ومن حقها ان تتفاخر بين بني شعبها أنها تقلدت أرفع وسام فرنسي، يكاد يكون حلما للمبدعين الكبار ، ولكل الطامحين الى الرفعة السمو، وكيف لا وقد كانت فرنسا هي من علمت العالم الحرية والعدالة، وأرست معالم دولة القانون والدستور، فلها من ملايين العالم ولرئيسها ماكرون الشاب الوسيم ،كل محبة وتقدير.