23 ديسمبر، 2024 6:17 ص

قمة عمّان ..لماذا الإصرار على  تغييب دمشق وما الجديد الذي ستحمله هذه القمة!؟

قمة عمّان ..لماذا الإصرار على  تغييب دمشق وما الجديد الذي ستحمله هذه القمة!؟

لم يكن مفاجئآ بالنسبة لي هذه المرة ومع قرب انعقاد القمة العربية  بالعاصمة الأردنية  “عمّان” “هانوي العرب “، ان يعلن عبر الحكومة الأردنية  عن عدم دعوة الجمهوية العربية السورية  ممثلة بنظامها الشرعي في دمشق لحضور هذه القمة،وذريعة الحكومة بذلك هو الالتزام  بقرارات وقوانين ما يسمى بـ الجامعة العربية ،مع علمي الأكيد أن الجمهورية العربية السورية ممثلة بنظامها الشرعي لم يعد يهمها ويعنيها المشاركة بمثل هذه القمم ، بعد الدور السلبي الذي لعبته هذه الجامعة بمسار مؤامرة الحرب على سورية.
   ولكن السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هنا تزامنآ مع شغور مقعد سورية “العروبة “، ما الذي ستناقشه هذه القمة والمجتمعين فيها ،هل سيجتمع الحضور أو معظمهم ليحتفلوا بالحرب على اليمن واستكمال مشروع تدمير سوريا وليبيا والعراق وإعلان الحرب على القوى المقاومة للمشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة ؟،وهل ستبقى هذه القمم محكومة كعادتها بإجندة “أموال البترودولار “؟؟.

  فبعض هؤلاء ومنذ خمسة أعوام مضت على الاقل على قممهم قدموا سوريا والعراق وليبيا واليمن كفريسة سهلة ولقمة سائغة سهلة للعدو الصهيوني ، فالعدو الصهيوني يتحكم ويدير ومن خلف الكواليس بتفاصيل هذه الحروب المفروضة على الدول المذكورة أعلاه ،ومن الواضح ان الكيان الصهيوني المسخ قد أستطاع أن يحقق وبالشراكة مع بعض العرب ماعجز عن تحقيقه منذ عقود ، وهو الوصول الى نشر الفوضى والدمار الممنهج بهذه الدول ، بعد أن أنجز مخططه وايضا بالشراكة مع بعض العرب بضرب وحدة واستقرار وقوة العرب المركزية، وكل ذلك موجود برؤية الصهاينة التلمودية الاستراتيجية لطبيعة مستقبل المنطقة ككل ، وورد كل ذلك بوثيقة كيفونيم الاسرائيلية الصادرة عام 1982 والتي تحدثت عن أطر عامة يجب أن يعمل بها قبل اعلان قيام دولة اسرائيل الكبرى ، فتدمير سوريا والعراق ولبنان والاردن ومصر ونشر الفوضى والدمار بها هو جزء من مشروع كبير يستهدف تعبيد الطريق امام قيام دولة إسرائيل الكبرى على أنقاض هذه الدول التي يجري تدميرها بشكل ممنهج وبالشراكة مع بعض العرب بهذه المرحلة تحديدا.

 
اليوم من الواضح كذلك أن فلسطين قضية العرب المركزية كما يدعون ستغيب عنها وكالعادة مواضيع دعم المقاومة المسلحة الفلسطينية وقضية الأسرى والأسيرات الفلسطينيين والعرب في سجون الكيان الصهيوني بشكل كامل عن اجندة قمة انظمة العرب المقبلة،وكالعادة سنسمع عبارات تجميلية كالتنديد والاستنكار والدعوات لاقامة دولة فلسطينية ، ومع أن  هؤلاء يدعون بقممهم أنهم دائما بخندق الفلسطينيين ، وينادون دائما إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 ويتغنون دائما بمبادرة السلام العربية التي اطلقها الملك الراحل السعودي عبدالله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد بقمة بيروت عام 2002، وحينها يذكر العرب كيف أن رئيس الوزراء الصهيوني المقبور أرئيل شارون قد صفع وصعق العرب، عندما قال إن هذه المبادرة لاتساوي الحبر الذي كتب بها ، بل ورد على العرب كذلك حينها بمذبحة جنين التي سماها عملية «السور الواقي» ، وهذا ماردده كذلك نتنياهو بالأمس القريب عندما قال بصريح العبارة «لا حديث اليوم عن اقامة دولة فلسطينية»، ليقدم صفعة جديدة للعرب بمسلسل الصفعات واللكمات الصهيونية المستمرة للعرب طيلة سنوات التاريخ الحديث.

  وهذا مايؤكد حقيقة ان حديث العرب عن قضية فلسطين بقممهم وجامعتهم «الميته «هو جزء من حبكة مسرحية القمم العربية ، فبدل الحديث الفارغ عن قضية فلسطين وعن المبادرات حولها ، لماذا لايتم تحويل الاموال التي يحولها بعض العرب لتدمير سورية والعراق واليمن وليبيا، إلى غزة والقدس ومختلف المدن الفلسطينية لإدامة الصمود الفلسطيني في هذه المدن، ولإعادة إعمار قطاع غزة المنكوب الذي كان بعض العرب شركاء بتدميره والحرب عليه بعملية «الجرف الصامد -2014» وفق ما تقول دوائر صنع القرار الصهيوني.  

ختاما ،الجملة الوحيدة التي تصلح اليوم لوصف جامعة العرب وقرراتها وقممها هي قصيدة الشاعر العراقي مظفر النواب «قمم –قمم « والتي مطلعها «قمم قمم،معزى على غنم ….»فاليوم فان أي حديث عن قررات واجتماعات للعرب بقمم ومسرحيات عربية «كلاسيكية رومانسية» ماهو إلا حديث فارغ من أي مضمون،وكم يؤسفني ويؤلمني كمواطن عربي أردني أن تكون عمّان “هانوي العرب “مركزآ ومقرآ لمثل هذه المسرحيات التراجيدية .

[email protected]